الغنوشي يتبرأ من مسؤولية "النهضة" الكاملة عن "العشرية السوداء"... ما علاقة السبسي؟ (فيديو)

الغنوشي يتبرأ من مسؤولية "النهضة" الكاملة عن "العشرية السوداء"... ما علاقة السبسي؟ (فيديو)


31/07/2022

لم يمر أسبوع على زيارته لقبر الرئيس التونسي السابق الباجي قايد السبسي والإشادة بالتوافق الذي أبداه مع حركة النهضة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في تونس، في عهده، حتى انقلب زعيم الحركة راشد الغنوشي، على ما يبدو، على السبسي، محملاً إيّاه المسؤولية عن نصف ما يُطلق عليه التونسيون "العشرية السوداء"، في إشارة إلى فترة سيطرة إخوان تونس على الحكم وصناعة القرار.

وفي حوار مع شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، قال الغنوشي: "نحن لا نبرئ أنفسنا من المسؤولية عن الأعوام الـ (10) الماضية، ولكنّنا نرفض أن نكون وحدنا، فنصف المدة كان يقودها الرئيس الباجي بحزبه، وكان يتحكم في البرلمان والحكومة وكلّ السلطات".

انقلب زعيم الحركة راشد الغنوشي على السبسي محملاً إيّاه المسؤولية عن نصف ما يُطلق عليه التونسيون "العشرية السوداء"

ودافع الغنوشي عن الأعوام الـ (10) التي سبقت قرارات 25  تموز (يوليو) 2021، وشهدت توغلاً غير مسبوق لعناصر الحركة الإخوانية في السلطة، قائلاً: "العشرية الماضية لم تكن عشرية سوداء".

الغنوشي، الذي ينتمي إلى جماعة تحمل فوق ظهرها عقدة الانقلاب، وترى أيّ تصحيح للمسار السياسي "انقلاباً" عليها وعلى الديمقراطية، اتهم ما أطلق عليه "الثورة المضادة" وخصوم الحركة "وخصوم الديمقراطية" بأنّهم "سوّدوا وشوّهوا وشيطنوا الأعوام الـ (10) الماضية".

وتواجه الحركة الإخوانية اتهامات بالتورط في قضايا فساد مالي وسياسي وملف الاغتيالات السياسية التي طالت عدداً من النشطاء في 2013، فضلاً عن تمويل جماعات إرهابية، خلال ما يُطلق عليه التونسيون "العشرية السوداء".

دافع الغنوشي عن الأعوام الـ (10) التي سبقت قرارات 25 تموز 2021، وشهدت توغلاً غير مسبوق لعناصر الحركة الإخوانية في السلطة

وفي مطلع شباط (فبراير) الماضي، كشفت هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، في ندوة صحفية، بـ"الوثائق" تورط حركة النهضة وزعيمها راشد الغنوشي في الاغتيالات السياسية التي طالت عدداً من النشطاء السياسيين، وفي مقدمتهم بلعيد في عشرية الإخوان، وكشفت تورط الغنوشي ونجله، إضافة إلى آخرين في جرائم غسيل الأموال، والقيام بتحركات مالية مشبوهة مع أطراف مرتبطة بدولة قطر لتمويل عمليات تسفير شبان تونسيين إلى سوريا للالتحاق بمعسكرات داعش، فضلاً عن الاعتداء على أمن الدولة الداخلي والتجسس على التونسيين.

وقال رضا الرداوي، عضو هيئة الدفاع عن شكري بلعيد ومحمد البراهمي، في الندوة الصحفية نفسها: إنّ جمعية تأسست في 2011 تحت اسم "نماء تونس" كان هدفها تشجيع الاستثمارات الأجنبية، وتورطت في جرائم التسفير (تسفير شباب تونسي للقتال بمناطق النزاع والحروب)، وتم فتح أبحاث جزائية أولية سرعان ما لاحقتها يد حركة "النهضة" الإخوانية عبر ذراعها في القضاء، وتم وقف التحقيق.

وأشار إلى أنّ "أحد الأطراف المتهمة هو شخص يُدعى ناجح الحاج لطيف الذي يدير أعمال زعيم إخوان تونس الغنوشي، وهو أحد أذرعه الخفية، وكان وكيلاً لشركة تنشط في مجال النسيج بتونس، وهذه الشركة بريطانية في الأصل، وتم طرده منها، لكنّه خلال إدارته للشركة، كان يستعمل الحساب الإلكتروني للشركة الثانية في إدارة الأعمال الإدارية والمالية المشبوهة مع النهضة".

وبالفعل، يخضع الغنوشي وعدد من قيادات الحركة للتحقيق في القضايا المذكورة، وقال المحامي علي بن عون: إنّ الصور والتدوينات واللقاءات تؤكد علاقة الغنوشي بالجمعية المتورطة في تبييض وتهريب الأموال، وتمويل جمعيات وتنظيمات مرتبطة بالإرهاب داخل وخارج تونس، إلى جانب ثبوت تورط حركة النهضة في ملف الجهاز السري وثبوت تلقيه لأموال أجنبية لتمويل حملته الانتخابية بموجب "عقود اللوبيينغ"، على الرغم من الضجة التي يثيرها قادة الحركة الإخوانية وإنكارهم أيّ علاقة بين جمعية "نماء تونس" والغنوشي.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية