الغنامي ينتقد خطاب بعض الإسلامويين حول الكوارث الطبيعية... ماذا قال؟

الغنامي ينتقد خطاب بعض الإسلامويين حول الكوارث الطبيعية... ماذا قال؟

الغنامي ينتقد خطاب بعض الإسلامويين حول الكوارث الطبيعية... ماذا قال؟


03/10/2023

سعى الباحث السعودي خالد الغنامي لتقديم رؤية نقدية لـ "العقل الأصولي"، في الحوار الذي أجراه معه الإعلامي خالد مدخلي في 29 أيلول (سبتمبر) الماضي، من خلال عدّة أفكار طرحها ساعياً عبرها لفضّ الاشتباك بين "الدين" والتفسيرات البشرية التي عرضها العديد من الفقهاء والفلاسفة والمتكلمين عبر العصور.

ومن الأفكار التي طرحها الغنامي أنّ التفريق بين "الدين" وأفهام الآخرين له أمرٌ مركزيٌ، لأنّ "القرآن الكريم" هو الوحي الذي يمثلُ كلامَ الخالق، فيما التفاسير التي قدّمت لهذا النص هي أفهامٌ يصيبُ أصحابها ويخطئون، بحسب المناهج التي يسلكونها، والظروف التي عاشوا فيها، ومقدار العلم الذي يمتلكونه.

أشار خالد الغنامي في حديثه إلى أنّ هذه مجرد "ظواهر طبيعية" لها تفسيرها العلمي.

خالد مدخلي سأل ضيفه عن استخدام الإسلاميين للكوارث التي تحدث بين فينة وأخرى، كالزلزال الذي ضرب نواحي مدينة مراكش المغربية مؤخراً، أو الفيضانات التي اجتاحت مدينة درنة الليبية، حيث روّج بعض الوعاظ أنّ ما حصل نوع من "العقاب الإلهي"، بسبب الذنوب والمعاصي، وتم تداول قصص عن بيوت نجت لأنّ أصحابها من الصالحين، بحسب ما نقلته عنه "العربية".

وقد أشار خالد الغنامي في حديثه إلى أنّ هذه مجرد "ظواهر طبيعية" لها تفسيرها العلمي، معتبراً أنّه لا مجال لأن تقدّم تفسيرات مبنية على تكهنات ما ورائية، في الوقت الذي راح ضحية هذه الزلازل والفيضانات أناسٌ أبرياء، متقون، لم يعيثوا فساداً في الأرض، فلِمَ يأخذهم الله بجريرة ذنب لم يقترفوه؟

نقد الغنامي لخطاب بعض الإسلامويين حول الكوارث الطبيعية يحرّرُ صورة الدين المختطفة، التي قدّمها المتشددون في إطار قاتم.

وجهة نظر الغنامي هذه تتوافق مع "رحمانية الدين"، الذي بعث الله به نبيه محمد بن عبد الله "رحمة للعالمين"، وتتناسب أيضاً مع النص الذي يقرر "وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ"، وهي وجهة نظرٍ ترتكزُ على فهم أكثر عقلانية لـ "العدالة الإلهية" التي أنصف الله بها خلقه.

وعندما يرفض الغنامي التفسير الديني ـ المتشدد للظواهر الطبيعية، فهو يعمل على فكّ التعارض بين الدين والعلم، لأنّ الأول مردّهُ الإيمان، فيما الثاني قائم على البحث والتجريب والشك!

الغنامي يعتقد أنّ ابن تيمية كانت آراؤه أساساً للتفجيرات الإرهابية في العاصمة السعودية الرياض.

إلى ذلك، فإنّ نقد الغنامي لخطاب بعض الإسلامويين حول الكوارث الطبيعية، يحررُ صورة الدين المختطفة، التي قدّمها المتشددون في إطار قاتم، وكأنّ ما ينتظر الخلقَ هو العذاب والعقاب والوعيد، فيما جوهر الدين قائم على المحبة والمودة والرحمة التي وسعت كل شيء! وإسقاط ورقة "التخويف والترهيب" التي طالما رفعَ الإسلامويون عصاها الغليظة، سيخفف من تأثير أفكارهم السلبية على عموم الناس، وسيعطي للعقل مساحة أكثر للنقاش والسؤال ورفض التسليم الأعمى.

الحلقة ناقشت أيضاً قراءة الغنامي الخاصة لمنهج شيخ الإسلام ابن تيمية، الذي ألف عنه الغنامي كتاباً بعنوان "عوالم ابن تيمية"، محاولاً تفكيك مواقف الفقيه الذي أثر بشكل عميق في الخطاب الإسلامي على مدى عقود، واستخدمت الجماعات المتشددة فتاواه في أكثر من عملية دموية، كان ضحاياها آلاف الأبرياء من المدنيين والعسكريين!

الغنامي يعتقد أنّ ابن تيمية كانت آراؤه أساساً للتفجيرات الإرهابية في العاصمة السعودية الرياض، وأيضاً في حرق تنظيم (داعش) للطيار الأردني معاذ الكساسبة، وهي وجهة النظر التي أثارت حفيظة العديد من الشخصيات الإسلاموية على منصات التواصل الاجتماعي.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية