العفو الدولية: ثغرة أمنية في تطبيق قطري تنتهك خصوصية المواطنين

العفو الدولية: ثغرة أمنية في تطبيق قطري تنتهك خصوصية المواطنين


27/05/2020

كشف تحقيق لمختبر منظمة العفو الدولية عن ثغرة أمنية في تطبيق طرحته الحكومة القطرية بشكل إلزامي، ليمكنها من تتبع مدى انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19).

وقالت العفو الدولية، أمس، إنّ تطبيق "احتراز"، الذي صممته وزارة الداخلية القطرية، كان لديه ثغرة من شأنها السماح للمهاجمين السيبرانيين بالوصول إلى المعلومات الشخصية الحساسة للغاية، بما في ذلك الاسم ورقم الهوية القومية والحالة الصحية وبيانات أماكن أكثر من مليون مستخدم، وفق ما أوردت شبكة "سي ان ان".

تطبيق "احتراز" الذي صممته وزارة الداخلية القطرية كان لديه ثغرة أمنية تنتهك خصوصية المواطنين

وبداية من 22 أيار (مايو) الجاري، ألزمت السلطات القطرية جميع المواطنين والمقيمين بتثبيت تطبيق احتراز (EHTERAZ) على هواتفهم الذكية حال خروجهم من المنزل.

وكانت العفو الدولية قد نبهت السلطات القطرية إلى الثغرة بعد وقت قصير من اكتشافها في 21 أيار (مايو) الجاري.

وقال كلاوديو غوارنييري، رئيس المختبر الأمني بمنظمة العفو الدولية: "يجب أن يكون هذا الحادث بمثابة تحذير للحكومات في جميع أنحاء العالم على وجه السرعة لتطبيقات تتبع جهات الاتصال التي غالباً ما تكون سيئة التصميم وتفتقر إلى ضمانات الخصوصية. إذا كانت التكنولوجيا ستلعب دوراً فعالاً في معالجة الفيروس، فإنّ الناس بحاجة إلى الثقة في أنّ تطبيقات تتبع الاتصال ستحمي خصوصيتهم وحقوق الإنسان الأخرى".

وبعد الجدل الذي أثاره نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي معبرين عن رفضهم للتطبيق اعترفت السلطات بوجود "خلل" أمني فيه، مشيرة إلى أنها قامت بتعديله.

وقالت وزارة الصحة القطرية، في بيان أمس، إنّ "خصوصية المستخدم وأمن النظام الأساسي لتطبيق احتراز تعتبر من أهم أولوياتنا، حيث تم إصدار تحديث شامل للتطبيق بتاريخ 24 أيار (مايو) الجاري ليتضمن مميزات موسعة متعلقة بالأمن والخصوصية لكافة المستخدمين".

ومنذ الجمعة الماضي، أصبح استخدام التطبيق إلزامياً، وتم تنزيله أكثر من مليون مرة من متجر غوغل بلاي وحده. ويواجه الممتنعون عن تنزيله ما يصل إلى عقوبة السجن 3 سنوات وغرامة قدرها 200 ألف ريال قطري (حوالي 55 ألف دولار أمريكي).

وزارة الصحة القطرية تعترف بوجود ثغرة أمنية بالتطبيق وتصدر تحديثاً شاملاً للتطبيق

وكانت قد أقامت الشرطة القطرية نقاط تفتيش في جميع أنحاء الإمارة الأحد للتأكد من استخدام التطبيق إضافة إلى الكمامة التي يعتبر وضعها إلزامياً في الأماكن العامة.

ويستخدم تطبيق احتراز تقنية تحديد الأماكن (GPS) والبلوتوث لتتبع حالات كورونا. ولا يزال التطبيق، مثل العديد من التطبيقات المشابهة، يمثل مشكلة كبيرة بسبب افتقاره إلى ضمانات الخصوصية. ويستمر تحميل المعلومات الشخصية الحساسة إلى قاعدة بيانات مركزية ويمكن للسلطات من تتبع مكان المستخدمين في أي وقت.

وفي الوقت الحالي، يوجد أكثر من 45 دولة لديها، أو تخطط لنشر تطبيقات تتبع الحالات المصابة بفيروس كورونا.

وأعربت العفو الدولية عن قلقها من أنّ الحكومات في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك أستراليا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والمملكة المتحدة، تُسرع في الاعتماد على أدوات رقمية تقوض الخصوصية، ولم يثبت فعاليتها بعد، ويمكن أن تعرض أمن الأفراد للخطر.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية