العراق غير آمن للصحفيين... لماذا؟

العراق غير آمن للصحفيين... لماذا؟


27/12/2021

ما يزال العراق غير آمن للصحفيين في العراق، وقد سجلت منظمة الدفاع عن حرية الصحافة، وهي منظمة عراقية، (233) حالة اعتداء طالت الصحفيين العراقيين في أغلب المدن العراقية في تقريرها السنوي الذي حمل عنوان "لا مدن آمنة للصحفيين في العراق".

حالات الاعتداء، بحسب المنظمة، سجلت تصاعداً في المناطق التي تشهد احتجاجات شعبية، مثل احتجاجات السليمانية في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، التي شهدت، بحسب سجلات المنظمة، (40) حالة انتهاك ضد الصحفيين.

ومن بين كل هذه الحالات، بحسب ما أورده موقع الحرة، سجلت المنظمة (139) حالة اعتداء بالضرب ومنع وعرقلة التغطيات الصحفية، و(34) حالة اعتقال واحتجاز، ومحاولة اغتيال واحدة، واختطاف، و(15) حالة إغلاق قنوات وتسريح عاملين، و(13) إصابة لصحفيين أثناء أداء مهامهم الصحفية.

وشهدت العاصمة بغداد أعلى عدد من الانتهاكات خلال العام، بتسجيلها (66) حالة انتهاك، وجاء إقليم كردستان العراق بالمرتبة الثانية بتسجيل (53) حالة انتهاك، وكركوك بالمرتبة الثالثة حيث سجلت (35) حالة.

الدفاع عن حرية الصحافة: (139) حالة اعتداء بالضرب ومنع وعرقلة التغطيات الصحفية، و(34) حالة اعتقال واحتجاز، ومحاولة اغتيال واحدة، واختطاف

وقالت المنظمة: إنّ هناك "محافظات لم تسجل حالات انتهاك، ويعود ذلك إلى تهجير الصحفيين منها على وقع التهديدات والملاحقات، وتركهم محافظاتهم بعد تظاهرات 2019".

ويقول رئيس المنظمة الصحفي مصطفى ناصر لموقع "الحرة": إنّ "هذا الإحصاء يشير إلى عدم اكتراث السلطات العراقية للحصار الذي تضربه الجماعات المسلحة وأحزاب السلطة وتحاول تشديده ضد الصحافة والإعلام".

وتعمل في العراق عشرات المؤسسات الصحفية والإعلامية بمنصات مختلفة، مثل القنوات الفضائية والأرضية والإذاعات والصحف ومواقع الإنترنت وصفحات التواصل الاجتماعي.

ويقول ناصر: "إنّ هذه الزيادة لا تؤشر على اتساع رقعة حرية الإعلام في البلاد كما يعتقد البعض، لكنّه تزايد مقصود من نتاج القوى السياسية الحاكمة، التي تحاول بزيادة عدد قنواتها الإعلامية التضييق على الصحافة الحرة".

ويضيف: "بشكل عام حتى الصحفيين الذين يعملون في تلك الوسائل يواجهون تضييقاً بشكل أو بآخر".

وطالب بإلزام الوزراء الأمنيين بفتح تحقيق بكلّ حالة انتهاك يرتكبها المنتسب الأمني بحق الصحفي، أو يعرقل تغطيته، أو يصادر معداته دون وجه حق، بوصفه منتهكاً للدستور.

من جانبه، يقول الصحفي العراقي عيسى رحمن: إنّ "الانتهاكات التي تسجل هي فقط قمة جبل الجليد بما يتعلق بالتضييق على العمل الصحفي والإعلامي في العراق".

ويضيف رحمن لموقع "الحرة": إنّ هناك "انتهاكات عديدة لا يتم تسجيلها، تطال كل من يحاول كشف ملفات سياسية أو إنسانية تمسّ القوى الفاعلة في البلاد"، مؤكداً أنّ "مقتل صحفي أو تعرضه للتهديد بسبب ملف يعمل عليه يرسل رسالة إلى مئات من زملائه بأنّهم سيتعرضون للمصير نفسه، لكنّ الإحصاءات لا تسجل سوى مقتل صحفي واحد".

ويؤكد رحمن "كما يرسل فصل صحفي أو التضييق عليه أو اعتقاله أو مصادرة أدواته الرسالة نفسها"، مضيفاً: "إذا كان هناك (230) حالة انتهاك فعلي، فهذا يعني أنّ هناك مئات الصحفيين الذين سيصمتون خوفاً من المصير ذاته".

 

الصفحة الرئيسية