الطاقة النظيفة... عنوان المرحلة المقبلة في الإمارات

الطاقة النظيفة... عنوان المرحلة المقبلة في الإمارات

الطاقة النظيفة... عنوان المرحلة المقبلة في الإمارات


17/01/2023

تواصل دولة الإمارات جهودها لتحقيق مستهدفات الـ (50) عاماً المقبلة في استدامة قطاع الطاقة، وتنويع مصادرها، ودفع عجلة التحول إلى النظيفة منها، إذ تُعدّ السوق الأسرع نمواً لمصادر الطاقة النظيفة والمتجددة على مستوى المنطقة، بفضل مواكبة التطور عالمياً، والرؤى الاستشرافية والسياسات والتشريعات الطموحة التي تعمل وفقها الإمارات للوصول إلى مستهدفات تنويع مصادر الطاقة.

وفي هذا الصدد انطلقت الدورة الـ (14) من القمة العالمية لطاقة المستقبل أمس في مركز أبو ظبي الوطني للمعارض (أدنيك).

وتجمع القمة التي تعقد على مدى (3) أيام أبرز الجهات العالمية المعنية بالطاقة والاستدامة، للاطلاع على مجموعة من التحليلات الدقيقة والنتائج الواعدة لتسريع اعتماد الاقتصاد الدائري والطاقة النظيفة على مستوى المنطقة والعالم على حدّ سواء، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية.

وتشكّل القمة منصةً ملهمة تغطي جميع مفاصل قطاع الاستدامة، من خلال (6) معارض و(5) منتديات متخصصة، يتناول كل منها أهم التحديات الملحة والراهنة أمام قطاع الطاقة وغيرها من الآثار التي تشمل العديد من القطاعات المختلفة.

وتُركز سلسلة المعارض والمنتديات خلال الفعالية الرائدة على مستوى الشرق الأوسط في مجالي طاقة المستقبل والاستدامة على مواضيع متنوعة تشمل الطاقة والمياه وإدارة النفايات المستدامة والطاقة الشمسية والمدن الذكية والمناخ والبيئة، في إطار استعدادات دولة الإمارات لاستضافة مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ COP28 في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.

انطلاق الدورة الـ14 من القمة العالمية لطاقة المستقبل في أبو ظبي، بمشاركة أبرز الجهات العالمية المعنية بالطاقة والاستدامة

ويتناول معرض ومنتدى الطاقة الشمسية والطاقة النظيفة خطط دولة الإمارات لاستثمار (160) مليار دولار أمريكي في الموارد المتجددة خلال العقد المقبل.

وحول الموضوع قال وكيل وزارة الطاقة والبنية التحتية لشؤون الطاقة والبترول المهندس شريف العلماء في افتتاح المعرض: إنّ الإمارات استثمرت أكثر من (40) مليار دولار في الطاقة النظيفة على مدى الأعوام الـ (15) الماضية، مع خطط لاستثمار (160) مليار دولار إضافية في مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة خلال العقد المقبل.

وتشير التوجهات اليوم إلى إمكانية زيادة الطاقة الإنتاجية للطاقة النظيفة -بما في ذلك الطاقة الشمسية والنووية- بنسبة 500% خلال هذا العقد، وتمتلك دولة الإمارات المقومات الضرورية لرفد هذا النمو، وفق مديرة إدارة طاقة المستقبل بوزارة الطاقة والبنية التحتية نوال الهنائي، حسب ما نقل موقع الإمارات اليوم.

وأضافت الهنائي: إنّ الإمارات قد استثمرت بالفعل (50) مليار دولار أمريكي في مصادر الطاقة المتجددة في الخارج، وتخطط الآن لمضاعفة هذا الرقم.

سلسلة المعارض والمنتديات خلال القمة تركز على الطاقة والاستدامة والمياه وإدارة النفايات المستدامة والطاقة الشمسية والمدن الذكية والمناخ والبيئة

بدوره، سلّط منتدى المياه خلال القمة الضوء على إمكانية توفير ما يصل إلى 90% من إمدادات المياه في إمارة أبو ظبي بالاعتماد على تكنولوجيا التناضح العكسي المكثفة ومنخفضة الكربون خلال عام 2030.

وفي هذا الصدد، أشار المدير التنفيذي للاستراتيجية والتخطيط في شركة مياه وكهرباء الإمارات بروس سميث إلى أنّ تقنية التناضح العكسي ستدعم بشكل فعال استراتيجية الإمارات العربية المتحدة لتحقيق الحياد المناخي في عام 2050 من خلال الجمع بين القدرة على توفير التكاليف وتحقيق الاستدامة والأمن.

وعلّق سميث، الذي يطلق على تقنية التناضح العكسي لقب البطل المجهول في تحلية المياه: "تساهم تقنية التناضح العكسي الجديدة بخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، نظراً لكفاءتها العالية في استخدام الطاقة وتشغيلها من مصادر كهرباء منخفضة الكربون بدلاً من الغاز"، حسبما أوردت صحيفة البيان.

هذا، وأطلقت القمة العالمية لطاقة المستقبل 2023 مركز ابتكارات الهيدروجين الأخضر الأول من نوعه، والذي يستعرض حلولاً مبتكرة لتسريع الاعتماد على الهيدروجين ودعم تحول قطاع الطاقة على مستوى المنطقة والعالم. ويجمع المركز مجموعةً متنوعة من المبتكرين من جنوب أفريقيا وأستراليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وإسبانيا، لعرض حلول تتناول استخدامات الهيدروجين الأخضر وطرق تمويله وإنتاجه وغيرها من الاستشارات ذات الصلة.

محمد بن زايد يؤكد دعم بلاده وكوريا الجنوبية للجهود الدولية لضمان أمن الطاقة العالمي وتعزيز التنمية المستدامة

ومن المتوقع أن تقوم شركة آلاي باور الأمريكية، وهي أحد رواد المركز للهيدروجين الأخضر، بتوفير منصات تكنولوجيا خلايا وقود الهيدروجين في سوقي الإمارات والمملكة العربية السعودية مطلع عام 2024، بعد المحادثات الجارية خلال القمة.

أمّا عن مجموعة السياسات والتشريعات التي ساهمت في مضي الدولة قُدماً لتحقيق المزيد من الإنجازات في قطاع الطاقة، لا سيّما النظيفة منها، والوصول إلى مستقبل خالٍ من الانبعاثات الكربونية، والاستدامة في قطاع الطاقة، فقد جاءت ضمن الاستراتيجية الوطنية للطاقة 2050، والتي تستهدف زيادة حصة الطاقة النظيفة ضمن إجمالي مزيج الطاقة إلى 50% بحلول عام 2050، والحدّ من البصمة الكربونية لتوليد الطاقة بنسبة 70%، إلى جانب زيادة كفاءة استهلاك الأفراد والشركات للطاقة بنسبة 40%.

كما تشمل السياسات الإماراتية الطموحة المبادرة الاستراتيجية للحياد المناخي، وتمثل محركاً وطنياً يهدف إلى خفض الانبعاثات والحياد المناخي بحلول 2050، وترسيخ مكانة الدولة وجهةً مثالية للعيش والعمل وإنشاء المجتمعات المزدهرة.

العلماء: الإمارات استثمرت أكثر من (40) مليار دولار في الطاقة النظيفة على مدى (15) عاماً، مع خطط لاستثمار (160) مليار دولار خلال العقد المقبل

وأطلقت الدولة خارطة طريق تحقق الريادة في مجال الهيدروجين، للمساهمة في تحقيق الحياد المناخي، وتعزيز مكانة الدولة كمصدر للهيدروجين، وفق ما نقل موقع أخبار 24.

أمّا بما يتعلق بجهود الإمارات على أرض الواقع، فقد خصصت الإمارات والولايات المتحدة (20) مليار دولار كمرحلة أولى لتمويل مشروعات ضمن مبادرة للطاقة النظيفة والمتجددة تبلغ طاقتها الإنتاجية (15) جيجا واط في الولايات المتحدة قبل عام 2035، وذلك وفقاً لما ذكرته صحيفة الإمارات الرسمية.

وستقود شركة مصدر الإماراتية، ومجموعة من المستثمرين الأمريكيين، المبادرة، وسيتم توفير قيمة الدفعة التمويلية الأولى للشراكة الاستراتيجية من خلال (7) مليارات دولار من القطاع الخاص و(13)  مليار دولار عبر أدوات تمويلية مثل سندات الدين.

وتمّ الإعلان عن تشكيل لجنة لإدارة الشراكة الاستراتيجية الإماراتية الأمريكية للاستثمار في الطاقة النظيفة على هامش أسبوع أبو ظبي للاستدامة، وسيرأس اللجنة سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة والمبعوث الخاص لتغير المناخ لدولة الإمارات، بالشراكة مع آموس هوكستين، المنسق الرئاسي الأمريكي لشؤون الطاقة، كما ستضم اللجنة ممثلين من القطاعين الحكومي والخاص من البلدين.

القمة تطلق مركز ابتكارات الهيدروجين الأخضر الأول من نوعه، والذي يستعرض حلولاً مبتكرة لتسريع الاعتماد على الهيدروجين

وحول الطاقة، أكد الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان دعم بلاده وكوريا الجنوبية للجهود الدولية لضمان أمن الطاقة العالمي وتعزيز التنمية المستدامة، في ظل التحديات العالمية الحالية الخاصة بأمن الطاقة وتبعات التغير المناخي.

وأشار في تصريح صحفي إلى أنّ الشراكة الاستراتيجية الخاصة بين الإمارات وكوريا الجنوبية والتعاون الثنائي في عدة قطاعات بما فيها الطاقة النووية تعود بالفائدة والخير عليهما.

الإمارات والولايات المتحدة تخصصان (20) مليار دولار كمرحلة أولى لتمويل مشروعات ضمن مبادرة للطاقة النظيفة

جاء ذلك خلال زيارة الشيخ محمد بن زايد والرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول اليوم لمحطات "براكة" للطاقة النووية السلمية في منطقة الظفرة بإمارة أبو ظبي، للاطلاع على مستجدات تطويرها والاحتفاء بتشغيل المحطة الثالثة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية (وام).

يُذكر أنّ الإمارات العربية المتحدة حصدت الكثير من المؤشرات الإقليمية والعالمية بقطاع الطاقة البديلة، بعد أن أولت القيادات اهتماماً كبيراً بهذا المجال، في سياق محاولة تنويع مصادر الطاقة ضمن جهود تتعلق بحماية البيئة.

مواضيع ذات صلة:

2022... عام الإنجازات الإماراتية بملف حقوق الإنسان

الإمارات تواصل مساعداتها الإنسانية.. هذا أبرز ما قدمته في 2022

أين وصلت الإمارات في مكافحة غسل الأموال؟.. دراسة جديدة تجيب



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية