الشعراوي يثير الجدل في مصر... ما القصة؟

 الشعراوي يثير الجدل في مصر... ما القصة؟

الشعراوي يثير الجدل في مصر... ما القصة؟


07/01/2023

هاجم الإعلامي المصري إبراهيم عيسى الشيخ محمد متولي الشعراوي، واصفاً إياه بالمتطرف الداعشي السلفي.

واتهم عيسى الشيخ الشعراوي خلال تعليق ببرنامج، على شاشة "القاهرة والناس"، بأنّه ضد الأقباط، ويهين المرأة، وليس وسطياً كما يرى البعض، وتعامل الشعب المصري معه على أنّه نجم وليس شيخاً، رغم أنّه سماعي شفهي، وليس فقيهاً".    

وأوضح أنّه شيخ سلفي ذكوري، ويفضل الرجال على النساء، ويرى أنّ في الرجل سلطة على المرأة، وهو أعلى مكانة منها، بالإضافة إلى أنّه حرّم عمل المرأة، مستعرضاً عدداً من مقاطع الفيديو القديمة.

انتقادات عيسى أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي التي انقسمت بشكل واضح؛ بين المؤيدين للاتهامات، وبين الرافضين لها معتبرين أنّ فيها إساءات كبيرة بحق شيخ جليل وعالم إسلامي. 

إبراهيم عيسى يهاجم الشعراوي، ويصفه بالمتطرف الداعشي السلفي، ويتهمه بأنّه يقف ضد الأقباط وضد النساء.

وحول الموضوع؛ نشرت دار الإفتاء المصرية تغريدة على صفحتها الرسمية بتويتر قالت فيها: "﴿وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ﴾ ، إن أساء أخوك إليك، فإمّا أن ترد بالمثل، وإمّا تكظم الغيظ، وإمّا ترقى إلى العفو؛ وبذلك تكون من المحسنين... إمام الدعاة الشيخ الشعراوي رحمه الله".

ومن بين الردود والتعليقات التي وردت على تصريحات عيسى، قال علاء نجل الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك بتغريدة: "ما صدقنا خلصنا من قصة الصيدلي والإسراء والمعراج وخالد بن الوليد والوقوف احتراماً لأصحاب ولا أعز! قرر هذه المرة العودة بالتهجم والتطاول والإساءة إلى عالم دين أجمع عليه العالم الإسلامي فضيلة الشيخ متولي الشعراوي بعد ربع قرن من وفاته! تطاول غير مقبول، ما الهدف من هذا التشويه؟ ولماذا الآن!؟"

وفي سياق منفصل، أثار الإعلان عن تقديم عمل مسرحي عن الشيخ الشعراوي أحد أشهر الدعاة الإسلاميين في مصر عبر عقود، أزمة أدت إلى جدل كبير بين أوساط المثقفين ورجال الدين، وتسببت في نقد عنيف لوزارة الثقافة التي أعلنت عبر أحد قطاعاتها عن تقديم العمل؛ بسبب الجدل حول آراء الشيخ الشهير ومواقفه من بعض القضايا خاصة فيما يتعلق بالفنون والمرأة.

العمل الفني الذي أعلن عن تقديمه عن الشعراوي هو أمسية تُقدّم ضمن برنامج مسرحي في رمضان يحمل اسم "السيرة"، وفيه تقدم كل ليلة خلال شهر رمضان أمسية على خشبة المسرح عن إحدى الشخصيات الشهيرة في التاريخ المصري، مثل نجيب محفوظ وأحمد زويل ومحمد عبده وغيرهم، ومن ضمنهم الشعروي.

 
الإعلان عن تقديم عمل مسرحي عن الشيخ الشعراوي يثير أزمة أدت إلى جدل كبير بين أوساط المثقفين ورجال الدين.

ودخل الأزهر في مواجهة مع مهاجمي الشيخ الشعراوي ورافضي تقديم الأمسية عنه بسبب آرائه ومواقفه، ونشر مركز الأزهر للفتوى عبر صفحته الرسمية بموقع فيس بوك منشوراً مدافعاً عن الشعراوي، ذكر فيه أنّ "العُلماء ورثة الأنبياء، وانتقاصهم تشويه لمعنى القُدوة الصّالحة، وأنّ انتقاص علماء الدين ورواد الفكر ومشكِّلي ضمائر الشُّعوب ووجدانها لا يتوقف خطره عند تشويه معنى القدوة الصالحة وتهوين مكانة العلم في نفوس الناس، بل يمتد خطره إلى تبديد عقود من عمر الأمة وهُويتها؛ علماً، وفكراً، وثقافةً، وحضارةً، ويُخلي الساحة لتصدر نماذج رديئة لا تجني الأمة من ورائها إلا المزيد من الضّعف والتّمييع والانسلاخ من مقومات عِزها وكرامتها، وتلك جريمة في حقّ الفكر والإبداع والوعي الوسطي المستنير، لا يرضاها غيور على وطنه وأمته"، وفق ما أوردت اليوم السابع.

ويحظى الشعراوي الذى توفي قبل (25) عاماً بشعبية كبيرة في مصر، وكان برنامجه الأسبوعي الذي يقدمه عبر التلفزيون الرسمي للدولة يحظى بمشاهدة كبيرة، وله آراء يعتبرها كثيرون متشددة، خاصة فيما يتعلق بالمرأة والفنون والعلم، وقدّمت سيرة حياته في عمل فني قبل أعوام تحت اسم "إمام الدعاة"، وانقسمت الآراء حوله بين مؤيد ومعارض؛ بسبب إظهار الشخصية دون أيّ سلبيات أضفى عليها بعض القداسة.

وُلد الشيخ محمد متولي الشعراوي في 15 نيسان (أبريل) عام 1911 بقرية دقادوس، مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، وحصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية عام 1923، وتخصص في دراسة اللغة العربية.

وتولى عدة مناصب؛ منها مدير إدارة مكتب شيخ الأزهر عام 1964، ورئيس بعثة الأزهر في الجزائر عام 1966، ووزير الأوقاف وشؤون الأزهر في مصر عام 1976، كما شغل عضوية مجمع البحوث الإسلامية عام 1980، ومجمع اللغة العربية، ومجلس الشورى، وله العديد من المؤلفات الدينية؛ منها معجزة القرآن، وأنت تسأل والإسلام يجيب، والإسلام، وأسئلة حرجة وأجوبة صريحة، وتوفي عن عمر يناهز الـ (87)، في 17 حزيران (يونيو) 1998.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية