الذكاء الاصطناعي: هل يمكنه أن يكتب رواية ويرسم لوحة؟ .. الواقع يجيب

التطبيقات الذكية: هل يمكنها أن تكتب رواية وترسم لوحة؟

الذكاء الاصطناعي: هل يمكنه أن يكتب رواية ويرسم لوحة؟ .. الواقع يجيب


23/05/2023

تنتشر اليوم أُغنيات بأصوات مغنين لم يغنوها، والحكاية أنّ للتطبيقات الموسيقية الذكية القدرة على استنساخ بصمة صوت أيّ مطرب وجعله يؤدي أغاني الآخرين أو أغنيات جديدة. ولن يكون مستغرباً إن سمعنا أم كلثوم وهي تغني لنانسي عجرم، أو نشاهد أفلاماً جديدة لممثلين غادروا الحياة. وكلّ هذه المستجدات تضعنا أمام أخلاقيات وتتطلب وضع قوانين تنظمها. ومؤخراً أُثيرت مسألة منافسة التطبيقات الذكية للأدباء، وتحدث البعض عن احتمال احتلال تطبيقات الذكاء الاصطناعي لمصادر عيشهم. ونشر بعضهم نماذج أدبية: (عدّة قصائد وقصص قصيرة) لإثبات جدية تلك المخاوف. فهل يمكن فعلاً لتطبيقات الذكاء الاصطناعي النصية والفنية أن تنتج نصوصاً أدبية ولوحات تفوق أو تُماثل ما ابتكره البشر المبدعون؟

الاختبار الأول

وجَّهت اختباراً لمن يعولون ويهولون من قدرات الذكاء الاصطناعي في مجال الكتابة الإبداعية. طلبتُ كتابة مقالة عن فيلم "شقراء" (Blonde) من (2000) كلمة على أن تتضمن المقالة تحليلاً لفكرة الفيلم ولبعض مشاهده، وأن يُقسِّم المقالة إلى عناوين داخلية، فإن لم يتمكن من إنجاز المطلوب، فهل بإمكانه تحرير مقالة جاهزة وترتيب فقراتها؟

كانت النتيجة الأولى أنّ أحد التطبيقات أنتج مقالة عن الفيلم، لكن مع أخطاء في عام الإنتاج، واستبدال اسم آنا دي أرماس بنعومي واتس. ما عدا ذلك أتى بمعلومات تقليدية. والمحاولة الثانية كانت أفضل، لكن بالطبع لن يستطيع أيّ تطبيق تحليل مَشاهد فيلم لم يشاهده. يلزمه لكي يفعل ذلك امتلاك أكثر من عينين وأذنين: القدرة على فهم السياق وقراءة ما بين السطور، أو قراءة الصورة سيميائياً، وإدراك دلالات الصورة كجزء في ارتباطها ببقية الأجزاء التي تشكل فكرة الفيلم، والتقييم بناء على الإحساس والمشاعر...، وهذه مواهب لا تتوفر لكل البشر. وحتى لو امتلك كل هذا، فلن يكفي لأن يصبح كاتباً. ثمّة فارق كبير بين توليد نص، وهذا ما تفعله هذه التطبيقات، وبين كتابته وتنقيحه وتحريره...، كما تقتضي الكتابة الإبداعية.

موسم حصاد المعكرونة كما تخيله الذكاء الاصطناعي

الاختبار الثاني

استعنت في هذا الاختبار بتطبيقين: "ChatGPT" و"Bing" لكتابة قصة قصيرة شبيهة بقصة رافايييل نوفو (أخي التوأم)، وقد أعدت صياغة الطلب باللغتين الإنجليزية والعربية، وبكلمات مفتاحية مختلفة...، وفي المرة الأخيرة نسخت قصة نوفو نفسها ليقوم التطبيقان بتوليد نص مشابه.

قصة رافاييل نوفو:

"لم أسامح أخي التوأم الذي هجرني لـ (6) دقائق في بطن أمي، وتركني هناك، وحيداً مذعوراً في الظلام، عائماً كرائد فضاء في بطن أمّي، مستمعاً إلى القبلات تنهمر عليه في الجانب الآخر. كانت تلك أطول (6) دقائق في حياتي، وهي التي حدّدت في النهاية أنّ أخي سيكون الابن الأكبر والمفضل لأمّي. منذ ذلك الحين، صرت أسبق أخي في الخروج من كلّ الأماكن: من الغرفة، من البيت، من المدرسة، من السينما... مع أنّ ذلك كان يكلّفني أن أُفوِّت مُشاهدة نهاية الفيلم. وفي يوم من الأيام، التهيت، فخرج أخي قبلي إلى الشارع، وبينما كان ينظر إليّ بابتسامته الوديعة، دهسته سيارة. أتذكر أنّ والدتي لدى سماعها صوت الضّربة، ركضت من المنزل ومرّت من أمامي، ذراعاها ممدودتان نحو جثّة أخي، ولكنّها تصرخ باسمي...، حتى هذه اللحظة لم أصحّح لها خطأها، مُتُّ أنا، وعاش أخي".

أوردتُ نص نوفو لأهميته، ويمكن لمن أراد إعادة التجربة والمقارنة بين النصين. كانت النصوص المولَّدة مدهشة من جهة إطلاق أسماء على الأخوين: جاكوب وإيثان، لوكاس وليو، ألكس ونِك، وذكر المنافسة بينهما، وتفضيل الأم لجاكوب مسببةً الغيرة بينهما... إلى غيرها من التفاصيل... في المحاولة الأولى -مع تطبيق "ChatGPT"- لم يصارح إيثان أمّه بالحقيقة مفضلاً راحتها على راحة ضميره، وفي الثانية صارح ليو أمّه مفضلاً الصدق على راحة أمّه... بينما في قصة نوفو ترك الأمر مبهماً -وهذا جزء من جمال القصة- بين رغبته في تلقي الحب من أمّه باسم أخيه، وبين تفضيله الموت وتقديمه راحة أمّه على راحته، وفي المحاولة الثالثة استكمل التطبيق قصة نك، وهو محتفظ بسره حتى وفاته.

اللافت، في الفارق بين قصة نوفو ونُسخ التطبيقين، هو عقلنة التطبيقين للكيفية التي خلطت بها الأُم بين الابنين، وذلك باستبدال الأخوين لملابسهما وهويتيهما في نسختين من القصة التي أنتجها التطبيقان. والمدهش في نتائج بينج أنّه في كل محاولة يُعنْوِن القصة بعنوان مختلف، واستبدل الموت بالخطف والتوأمين الذكور بأختين، والأُم بأب، في إحدى المحاولات...، ما عدا ذلك، فإنّ بناءه للقصة لا يختلف عن تطبيق "ChatGPT" ولو طبقنا المعايير النقدية لوجدنا شُبهة "سرقة" تطبيق لآخر، وهذا مفهوم؛ كون التطبيقات تعمل بالآلية نفسها.

بالطبع لن يكون النص الذي يولّده التطبيق نَسخاً حرفياً من نصوص في قاعدة بياناته؛ فهو يستعمل قاعدة بيانات هائلة لتوليد نصوص بناء على الكلمات المفتاحية التي زوده بها المستخدم. ولذلك يختلف النص المنتَج في كل مرة يُطلب منه كتابة النص نفسه بالكلمات المفتاحية نفسها. تُسمّى هذه العملية ("الدردشة" عبر "المُحوِّلات التوليدية المدربة مُسبقاً") واختصاراً (ChatGPT)، ولنلاحظ أنّ وظيفة التطبيق ماثلة في اسمه "تشات"؛ أي إنّه مُعدٌّ أساساً للمحادثات، وليس لكتابة قصة أو قصيدة شعر، رغم أنّه قادر - ضمن حدود هذا الهدف- على إنتاج نصوص إنشائية علاقتها بالأدب الحقيقي ركيكة أو عادية. جزء من إعجابنا بالنتائج يأتي من كونها من عمل تطبيق الكتروني، لكنّ تقييمنا للنصوص المنتجة سيقلّ في حال كان الكاتب بشراً.

قاعة عُرس تحاصرها الحرب كما تخيلها تطبيق ميدجورني

يبدو لي أنّ الكُتّاب العرب وحدهم من يثيرون مسألة منافسة التطبيقات الذكية لهم. لكن، لكي يصبح هذا التطبيق روائياً أو شاعراً، عليه أن يكتب بِوَحي من قريحته وموهبته وحاجته للكتابة لا بإملاء من قبل مستخدم. حينها فقط يمكن للإنسان المبدع أن يستقيل أو أن يطور من موهبته لينافس التطبيقات الذكية. ولو افترضنا أنّ التطبيقات الذكية أصبحت قادرة على كتابة نصوص أدبية عظيمة، فسيكون هذا في مصلحة القارئ؛ ستعفينا هذه التطبيقات من قراءة النصوص الرديئة التي يكتبها عديمو الموهبة...، هذه التطبيقات لن تُقيل سوى هؤلاء، أمّا أصحاب الموهبة الحقيقة، فلا خوف عليهم.

كيف تُنتج النصوص؟

تمتلك هذه التطبيقات شبكة عصبية، وهي نظام رياضي يتعلم المهارات من خلال تحليل البيانات ضمن كميات هائلة من النصوص الرقمية التي تسمّى نماذج اللغات الكبيرة "large language models" (L.L.M.s)، ومن خلال تحديد الأنماط في هذه النصوص، تتعلم إنشاء نصوص بمفردها، بما في ذلك منشورات المدونات والقصائد وبرامج الكمبيوتر، وإجراء المحادثات. يمكن أن تساعد هذه التقنية طلاب المدارس والمبرمجين وما يُسمّى بكُتاب المحتوى...، والقيام بالأشياء بسرعة أكبر، مثلما تفعل بقية الآلات منذ عقود طويلة. لكنّها لن تستطيع بالطبع كتابة روايات عظيمة مثل: (100) عام من العزلة، أو الحرب والسلام، أو الدون الهادئ، أو مدن الملح... ولن يكون هناك واقعية سحرية ولا سيريالية... ولا شخصيات آيقونية، ولا مدارس أدبية من ابتكار التطبيقات الذكية.

سيظل هناك فارق لصالح الإنسان؛ فالجدل لم يُحسم حول العضو المسؤول عن عملية التفكير: أهو الدماغ أم القلب؟ أم أنّه نتاج عمليات مشتركة بين عدة أعضاء وهرمونات؟ في كتابه "الذاكرة أسرارها وآلياتها"، يتحدث لورون بوتي عن دور للقلب في توليد ومراقبة الملكات الذهنية، فيما يُسمّى بالنظرية القلبية المركزية. ويتوفر في البشر جهاز عصبي مركزي بنوعين من الخلايا العصبية: النورونات والخلايا الدبقية. "تنقل الأولى المعلومات وتعالجها وتكوّدها وتحفظها وتتذكرها. هذه العمليات تشكل الأساس الجزئي الخلوي لوظائف الدماغ الحسية والحركية والذهنية، وفهم الآلية التي تعمل بها العصبونات معاً لتولد الأفكار والسلوك، من أصعب المسائل المفتوحة في البيولوجيا". والخلاصة أنّ للدماغ روابط بكل أعضاء الجسم التي تتفاعل مع نشاط الدماغ، تؤثر عليه وتتأثر به، نتيجة تقلبات عصبية أو إفرازات لمواد هرمونية وكيماوية تُسمّى الوسائط العصبية.

كيف تُرسم اللوحات؟

الأمر مختلف فيما يتعلق برسم لوحات وتصاميم. تجربتي مع تطبيق (Midjourney) كانت مُرضية أفضل من تجاربي مع مصممي الأغلفة البشر. غالباً لا يتمكن المصمم البشري من تنفيذ المطلوب بالصورة المطلوبة. بينما قام (ميدجورني) بتنفيذ المطلوب منه وعرض خيارات عدة للطلب الواحد. طلبت منه رسم لوحة لقاعة عُرس تحاصرها الحرب، ولوحة لشعب نازح بسبب الحرب...، وهناك من طلب رسم لوحات لموسم حصاد المكرونة...، وكانت النتائج مذهلة.

هذا أمر يدعو للدهشة؛ فمن المفترض أن تنجح التطبيقات النصية في كتابة نص إبداعي، وتفشل في رسم لوحة؛ لأنّ اللغة (العربية أو الإنجليزية أو أيّ لغة) تخضع لنظام داخلي منطقي ويمكن للآلة مجاراتها بدول محددة، بينما الفن حر، لا يخضع لقواعد ثابتة! فكيف تتمكن هذه التطبيقات من رسم لوحات تُماثل ما ينتجه الفنانون البشر؟

آلية عمل الفن الرقمي هي نفسها التي تُنتج نصاً رقمياً، من خلال المحاكاة. جرّب أن تُعلِّم تلميذاً الرسم وكتابة قصة، فستجد أنّه يتعلم الرسم أسرع، وربما لن يكون بمقدوره كتابة قصة مدهشة، مع أنّ الموهبة أساسية في كلا المجالين، ولعل هذا هو السبب الذي يجعل لوحات الذكاء الاصطناعي أكثر إبهاراً من نصوصه الأدبية.

الذكاء الاصطناعي يصوّر من خلال تقنيات مختلفة، مثل: "General Adversarial Network" (GAN). يتكون هذا النظام من مكونين: المولِّد والمُمَيِّز. يحاول المولد إنتاج صور أصلية، بينما يقوم المميز من خلال قاعدة بياناته التي تحتوي على الكثير من الصور "تمييز" ما إذا كانت الصورة التي أنتجها المولد جديدة حقاً. يتحاور الاثنان، وكأنّهما خصمان، فيحاول المولد التفوق على المُميِّز (من هنا أتت كلمة "الخصومة" Adversarial).

🎞

أحد الأشكال التي أصبحت شائعة في عام 2022 هو نظام VQGAN + CLIP، والذي يمكن أن ينتج صوراً أصلية باستعمال اللغة الطبيعية: أي إنك تكتب جملة وصفية، فيقوم الذكاء الاصطناعي بتحويل الجملة إلى صورة دقيقة. هذا هو الحال بالنسبة إلى تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي أنتجتها شركة OpenAI مثل: DALL-E و Imagen. وتقنية أخرى تتمثل في "الشبكات العصبية التلافيفية" "Convolutional Neural Networks" (CNN). إنّ أدوات مثل DeepDream تفعل ما يفعله عقلك أحياناً في الظلام: رؤية الأنماط، وحتى الوجوه. وهناك تقنية "نقل النمط العصبي" أو الأسلبة، "Neural Style Transfer" (NST). ويقوم بتبسيط الصورة أو أسلبتها: بتحويل صورة مُدخلة إلى أخرى بأسلوب آخر، كأن تُدخل صورتك الشخصية للحصول على صورة بأسلوب فان جوخ.

لوحات فنية من إبداع الذكاء الاصطناعي

أسّس أحمد الجمال، أستاذ في قسم علوم الكمبيوتر بجامعة روتجرز، مختبراً للفنون والذكاء الاصطناعي. قام هو وفريقه ببناء AICAN (AI Creative Adversarial Network)، وهي شبكة (GAN) فريدة دُرِّبت على (100) ألف صورة مستمدة من (5) قرون من تاريخ الفن الغربي. في مقابلة مع موقع (Domestika)، أوضح الجمال أنّهم أنشؤوا الشبكة "لإثبات قدرة الذكاء الاصطناعي على الإبداع واستخدامه كوسيط". وقد نجحت التجربة. ففي عام 2017 شاهدت مجموعة من الناس لوحات بعضها من إنتاج المختبر وأخرى رسمها كبار الفنانين التعبيرين والتجريديين المعاصرين. كانت النتيجة أنّ الجمهور لم يتمكن من تمييز الأعمال الفنية التي رسمها فنانون بشر واللوحات التي أنتجها الذكاء الاصطناعي. لكنّ الفريق تعلم شيئاً آخر، كما عبَّرت جنيفر تشانج زميلة الجمال والرئيسة التنفيذية لشركة بلايفورم: "كان السؤال الرئيسي الذي ظلّ يُطرح في المعرض هو: أود التحدث إلى الفنان. وهذا يثبت أنّ الذكاء الاصطناعي وحده لا يخلق الفن؛ لأنّ الفن قصة، وقد أراد الناس أن يروي الجمال تلك القصة".

ما أصبح واضحاً من خلال هذا المشروع، والمشاريع المماثلة، هو أنّ الفن أصالة، ويأتي من صنع الإنسان للخيارات، ويعبّر عن قصته الفريدة، وينظم ما توفره الأداة. يشير الجمال إلى أنّ الشيء نفسه حدث مع التصوير الفوتوغرافي: "في القرن الـ (19)، كان هناك قلق من أنّ الجميع يستخدمون الكاميرا نفسها، فكيف يمكن أن يبرز عمل شخص واحد من بين الملايين؟ وهل للصورة شخصية فنية تجعلها (فنّاً)؟" وكما بتنا نعرف صار التصوير الفوتوغرافي فنّاً مستقلاً بذاته، فهل يحدث الشيء نفسه للذكاء الاصطناعي؟ تتساءل كاتبة المقالة، على موقع دوميستكا، لورين دو بليسيس.

وسائل لخدمة الإبداع

يؤثر الذكاء الاصطناعي على الفن المعاصر، سواء كان ذلك من خلال أدوات مثل بلايفورم أو من خلال خوارزمية مشفرة بوساطة الفنان نفسه. والحاصل أنّ الذكاء الاصطناعي أصبح وسيلة بيد الفنان يستعملها بأشكال مختلفة وتعينه على إنجاز عمله، مثلما فعلت الفنانة الصينية سوجوين تشونج التي تجمع بين الرسم اليدوي والحاسوبي، جنباً إلى جنب مع الأجيال المختلفة من DOUG (Drawing Operations Unit Generation). وقد استكشفت تشونج العديد من الإمكانات للتعاون بين الإنسان والآلة. وقام مشروع المحاكاة الخاص بها بنسخ أسلوبها، وإنتاج أعمال فنية جديدة مليئة بالصدى والتموجات.

إمكانية الوصول إلى أدوات الذكاء الاصطناعي ستُمكِّن الذين لا يستطيعون الرسم؛ بسبب الإعاقة، من ممارسة شغفهم؛ فالإبداع "يأتي من العقل، وليس من اليدين"، كما عبّرت تشانج. وثمة فائدة رائعة أخرى للذكاء الاصطناعي تتمثل في وجود جهاز كمبيوتر يحلل عملك. توضح تشانج أنّ مستخدمي بلافورم أبلغوا عن تحديد ألوان التوقيع والإيماءات في عملهم من خلال رؤيتها في إخراج الذكاء الاصطناعي. ويضيف الجمَّال: إنّ الذكاء الاصطناعي "يمنحك ملاحظات محايدة للغاية، خلافاً للصديق الذي سيجاملك، سيخبرك الذكاء الاصطناعي بما يراه، ويمنحك منظوراً خارج نطاق الإنسانية."

كاريكاتير فكاهي عن حدود الذكاء الاصطناعي

من غير المرجح أن تبتكر التطبيقات الفنية الذكية مدارس جديدة (مثل التكعيبية والسيريالية والتجريدية...)، لكن يمكن للذكاء الاصطناعي إنشاء أعمال فنية ضخمة وبسرعة، كما فعل الفنان رفيق أنادول عندما حوَّل كميات هائلة من البيانات إلى عُقد لونية، ملأت الغرف الهائلة والمباني بـ "أحلام" الكمبيوتر و"منحوتات البيانات الرقمية". في عام 2018 أصبحت لوحة "Edmond de Belamy" التي ابتكرتها شركة "Oburred" أول لوحة ذكاء اصطناعي تُباع في مزاد كريستيز، بلغت قيمتها (432) ألف دولار. تجربة أخرى قام بها مشروع بوتو Botto، وذلك بإنتاج صور أسبوعية يتم التصويت عليها من قبل البشر، ممّا يؤدي إلى تحسين خوارزميته.

ينبغي أن نخشى من غباء البشر، لا من ذكاء الآلة. وغالباً ما يكون غباء الآلة محصلة لغباء مبرمجها، مثل قاعدة بيانات الفيسبوك المزودة بمجموعة من المفردات المحظورة التي إن وردت، حتى في سياق الإدانة الإيجابي، يقوم بحجب المنشور أو تأخير ظهوره على الصفحة العامة. ويمكن لمجموعة من البلاغات الكيدية أن توقف صفحتك دون وعي منها. الذكاء الاصطناعي، في هذا المجال الرقابي، يشبه الجمهوريات الملكية المغرمة بالرقابة كشكل من أشكال الهيمنة لا كأداة للتنظيم!

مواضيع ذات صلة:

كيف سيغير الذكاء الاصطناعي العالم في 2030؟.. خبراء يجيبون

مهنة آمنة من منافسة الذكاء الاصـطناعي

الذكاء الاصطناعي يثير قلق العالم.. زعماء الـG7 أمام خيارات معقدة



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية