
تولي جماعة الإخوان المسلمين أهمية كبيرة للإعلام منذ نشأتها عام 1928، وقد جعلته من أهم الركائز التي تقوم عليها بنيتها التنظيمية والدعوية. وتتمثل وظائفه في مجموعة من الأهداف التي تسعى الجماعة إلى تحقيقها، والتي تتمحور حول نشـر فكر الجماعة، والدعوة إلى أستاذية العالم
لكن هذا الخطاب الإعلامي يتسم بعدم التماسك، وفقا لما يراه الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية ماهر فرغلي، الذي أكد أنه يمتلئ بالتناقضات التي أفقدته المصداقية على المستويين المحلي والدولي، موضحًا أن الجماعة تعتمد في خطابها على اجتزاء الحقائق من سياقها بهدف تشويهها وإعادة توظيفها لتحقيق أهداف سياسية بعيدة عن الواقع.
وأضاف فرغلي، في تصريحات صحفية نقلتها صحيفة "الوطن" المصرية، أن إعلام الإخوان يعتمد على استغلال النصوص الدينية مثل الآيات القرآنية والأحاديث النبوية في غير سياقها الأصلي؛ لتبرير أفعالها والترويج لأفكارها، ما يُعتبر تعديًا واضحًا على القيم الدينية.
الإخوان فقدوا الكثير من حاضنتهم السياسية والإعلامية الدولية خاصة مع تغيّر المصالح السياسية للعديد من الدول التي كانت تدعمهم
فرغلي أشار أيضا إلى أن الجماعة، رغم المحاولات المستمرة التي تبذلها الدولة المصرية لتحقيق التنمية ومعالجة التحديات، تسعى إلى تشويه الإنجازات عبر وسائل إعلام موجهة لا تقدم أي بدائل واضحة للمشكلات التي تنتقدها، ما يبرز ضعف مصداقيتها وتأثيرها.
وأوضح فرغلي أن الإخوان فقدوا الكثير من حاضنتهم السياسية والإعلامية الدولية خاصة مع تغيّر المصالح السياسية للعديد من الدول التي كانت تدعمهم، مؤكدًا أن تراجع الجماعة على المستوى الدولي يعكس فشلها في التأثير على الرأي العام، إذ اعتمدت على مظلومية متكررة فقدت صداها، ما جعل خطابها الإعلامي وسيلة لصناعة الوهم وتزييف الحقائق دون جدوى.
يُذكر أن الخطاب الإعلامي والسياسي للجماعة لم يعد يلقى قبولاً لا داخلياً ولا خارجياً، لأنهم اعتمدوا على بناء مظلومية مكرّرة، وبالتالي لم يعد لديهم تأثير على الرأي العام إذ اعتمدوا على منصات إعلامية موجّهة في أوقات معيّنة، جزء منها مرتبط بالدعم الخارجي، وهو ما أطلقوا عليه المظلة أو البيئة الآمنة لهم.