الحرس الثّوري يكثّف نشاطه في الشّرق السّوري وصفقة غير مسبوقة لتهريب السّلاح من العراق

الحرس الثّوري يكثّف نشاطه في الشّرق السّوري وصفقة غير مسبوقة لتهريب السّلاح من العراق

الحرس الثّوري يكثّف نشاطه في الشّرق السّوري وصفقة غير مسبوقة لتهريب السّلاح من العراق


19/09/2023

كثّف الحرس الثوري الإيراني نشاطه في مناطق الشرق السوري، بعد تعيين شخصيات جديدة في العديد من مفاصل قيادته في الفترة المنصرمة. ومن أبرز وجوه هذا النشاط التوصل إلى "صفقة غير مسبوقة" مع أجهزة الأمن السورية لتأمين إمداد السلاح عبر الحدود مع العراق، واستبدال عناصر من ميليشيا "حزب الله" اللبناني بعناصره المحليين، وكذلك القيام بدورات تدريبية لمنتسبي بعض مجموعاته، لا سيما في مجال الاستطلاع الأمني. وكان لافتاً تعرض الحاج عباس القيادي البارز في الحرس الثوري لمحاولة اغتيال توجهت أصابع الاتهام فيها إلى أحد المتعاونين مع الفرقة الرابعة.

صفقة غير مسبوقة

وكشفت تقارير سورية معارضة عمّا وصفته بـ"الصفقة غير المسبوقة" بين الحرس الثوري الإيراني وأجهزة الأمن السورية، بهدف إدخال شحنات أسلحة متطورة عبر حافلات الزوار القادمة من الأراضي العراقية بذريعة السياحة الدينية وزيارة مقامات دينية في العاصمة دمشق.

وذكرت التقارير أن عرّاب الصفقة هو الحاج رسول مدير المركز الثقافي الإيراني في دير الزور، والذي أجرى زيارات عدة  لأجهزة النظام الأمنية بداية شهر آب (أغسطس) 2023، والتقى خلالها  العميد مهند محمد رئيس فرع الأمن العسكري المعروف باسم الفرع 243، والعميد إبراهيم الحريري رئيس فرع أمن الدولة، والعميد جهاد الزعل رئيس فرع المخابرات الجوية، والعميد أيمن الأحمد رئيس فرع الأمن السياسي، وفق تقرير نشرته شبكة "عين الفرات" المعنية بتغطية أخبار المنطقة الشرقية ومتابعة نشاط الميليشيات الإيرانية في سوريا.

وأضافت المصادر أن الصفقة تضمنت طلب الحاج رسول من رؤساء الأجهزة الأمنية تأمين حافلات الزوار القادمة من العراق خلال شهر آب ومرافقتها منذ دخولها معبر البوكمال - القائم الحدودي حتى وصولها إلى منطقة السيدة زينب جنوب العاصمة دمشق، بدلاً من مرافقتها من قبل ميليشيات الحشد الشعبي العراقي.

وأشارت المصادر إلى الحاج موسوي الموسوي القائد العام الجديد للميليشيات الإيرانية في الشرق السوري، باعتباره "مهندس الصفقة"، ووصل الأخير إلى مدينة دير الزور نهاية شهر تموز (يوليو) 2023، إذ تم تعيينه بدلاً من الحاج كميل الذي سيبقى حالياً في المنطقة وتكليفه ببعض المهام العسكرية، نظراً إلى خبرته الواسعة بالشرق السوري.

المصادر كشفت أن الغاية من الصفقة بين الميليشيات الإيرانية وأجهزة النظام الأمنية، هي نية الحرس الثوري الإيراني إدخال معدات عسكرية متطورة تدخل في صناعات عسكرية دقيقة من الأراضي العراقية إلى سوريا، بالتنسيق مع ميليشيات الحشد الشعبي العراقي و"حزب الله" اللبناني عبر حافلات الزوار اللبنانيين الذين سافروا إلى جنوب العراق لأداء مراسم عاشوراء عبر معبر البوكمال الحدودي في وقت لاحق، وعبر حافلات الزوار العراقيين الذين يأتون إلى منطقة السيدة زينب جنوب العاصمة دمشق للقيام بطقوس أخرى ترتبط بذكرى عاشوراء.

حافلات من العراق إلى سوريا ماذا تحمل؟

واستمر وصول الحافلات من العراق إلى سوريا عبر معبر البوكمال - القائم. وتقل الحافلات علناً "الحجاج" من أجل المشاركة في طقوس شيعية تقام في مزاري السيدة زينب والسيدة رقية في دمشق.

وتدخل العديد من هذه الحافلات عبر الحدود من دون أن تتعرض للتفتيش أو حتى من دون أن تتوقف على الحواجز الأمنية، الأمر الذي يؤكد أنها حصلت مسبقاً على ترخيص مرور بسبب حمولتها الخاصة.

وفي هذا السياق، كشفت المصادر السابقة أن عدم توقف الشاحنة على الحواجز أو التفتيش يرجح أن حمولتها هي أسلحة وذخيرة لميليشيات إيران في سوريا.

ودخلت يوم الاثنين الأراضي السورية حافلة قادمة من العراق عند بوابة البوكمال الحدودية، مُحمّلة بأشخاص لا تتجاوز أعمارهم 25 سنة تحت اسم "حُجّاج زينب".

وقالت المصادر إن هؤلاء الأشخاص ليسوا في الحقيقة إلا عناصر لـ"الحرس الثوري" الإيراني ودخلوا بمسمى "حجاج" كما تفعل ميليشيات إيران في العادة. وأضافت المصادر أن الحافلة توجّهت باتجاه دير الزور ومن ثم إلى السيدة زينب.

وصول عناصر من الوحدتين 17 و18 في الحرس الثوري

وذكرت مصادر إعلامية سورية معارضة أن الميليشيات الإيرانية سحبت القوات الأفغانية من مدينة البوكمال شرق دير الزور، وذلك بعد استقدام قوات الوحدات 17 و18 التابعة للحرس الثوري الإيراني.

وقالت شبكة "عين الفرات" إنها رصدت الحافلات التي تقل عناصر الوحدتين 17 و18 إلى مدينة البوكمال، برفقة عربات مزودة برشاشات ومضادات أرضية.

https://www.youtube.com/shorts/eo1_hjEqFrs?feature=share

بالتزامن بدأ "الحرس الثوري" الإيراني اتخاذ إجراءات أمنية جديدة له في قاعدة سليماني العسكرية في بادية القورية وفي محيطها.

وقالت مصادر خاصة إن الميليشيات الإيرانية بدأت عملية تغيير لعناصر حراسة القاعدة المحليين واستبدال عناصر تابعين لميليشيا "حزب الله" اللبناني بهم.

وأضافت المصادر ذاتها أن الميليشيات الإيرانية أوكلت مهمة الإشراف على هذه الإجراءات إلى المدعو الحاج حيدر الإيراني، وهو المسؤول الأمني للقاعدة، وفق الشبكة ذاتها.

وأكدت المصادر أن الميليشيات الإيرانية تسعى إلى تحويل قاعدة سليماني إلى أكبر قاعدة لها في دير الزور، ونقل الأسلحة الموجودة في قاعدة الإمام علي في البوكمال إليها.

وتابعت المصادر أن الإجراءات الإيرانية تأتي بسبب قرب قاعدة سليماني من الحدود السورية العراقية، بخاصة مع تزايد الأخبار التي تتحدث عن عملية عسكرية أميركية تستهدف البوكمال والشريط الحدودي السوري العراقي.

وفي موازاة ذلك، افتتحت الميليشيات الإيرانية دورة استطلاع أمنية في مقر الحرس الثوري في قرية السيال في ريف البوكمال شرق دير الزور. ومن المقرر أن تجري الدورة بإشراف ضابط مخابرات إيراني قدم إلى البوكمال منذ يومين. وسوف تشمل الدورة 50 عنصراً من عناصر ما تسمى "النخبة الأمنية" في دير الزور.

ولفتت المصادر إلى أن الدورة تمتد الدورة لشهرين، وقد تم اتخاذ مقر السيال كونه بعيداً من الأنظار.

محاولة اغتيال الحاج عباس

يقود الحاج عباس ميليشيا الحرس الثوري الإيراني في مدينة الميادين، وذكرت مصادر ميدانية أنه تعرض يوم الخميس لمحاولة اغتيال على طريق قلعة الرحبة، حيث استهدف مجهولون السيارة العسكرية التي كان يستقلها بأسلحة نارية.

واندلعت خلافات واتهامات متبادلة بين ميليشيا الحرس الثوري الإيراني والفرقة الرابعة السورية في مدينة الميادين في أعقاب عملية الاغتيال الفاشلة، إذ ذكرت المصادر أن الحرس الثوري وجه أصابع الاتهام في محاولة الاغتيال إلى القيادي في الفرقة الرابعة جاسم الشويطي، وذلك نتيجة لخلافات سابقة بين الشويطي والميليشيا حول عمليات التهريب التي تجري عبر المعابر النهرية الواصلة بين مناطق سيطرة نظام الأسد و”قوات سوريا الديموقراطية (قسد)”، وفق تقرير لشبكة "فرات بوست". وأضاف التقرير أن الخلافات نشأت نتيجة سماح الفرقة الرابعة للمهربين بتهريب البضائع عبر النهر إلى نقاط عسكرية تابعة لميليشيا الحرس الثوري، الأمر الذي أثار غضب الميليشيا التي طالبت الفرقة الرابعة بالتوقف عن عمليات التهريب عبر نقاطها العسكرية.

عن "النهار" العربي




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية