الجمعة الدامية في زاهدان: شاهد على إجرام النظام الإيراني

الجمعة الدامية في زاهدان: شاهد على إجرام النظام الإيراني

الجمعة الدامية في زاهدان: شاهد على إجرام النظام الإيراني


12/10/2022

يواصل النظام الإيراني اللجوء إلى الاستخدام المفرط للقوة، في مواجهة الاحتجاجات الواسعة التي اندلعت في أنحاء البلاد، في أعقاب مقتل الشابة الكردية مهسا أميني، على يد قوات الشرطة، وبحسب البيانات والتقارير الواردة من الداخل الإيراني، فإنّ قوات الأمن الإيرانية قتلت ما لا يقل عن 154 متظاهراً، منذ منتصف أيلول (سبتمبر) الماضي.

جدير بالذكر أنّ احتجاجات طلابية غير مسبوقة، اندلعت في أكثر من 100 جامعة ومعهد ومدرسة عليا، ما أدّى لانتهاج الشرطة ردود فعل عنيفة. قال أحد الشهود في جامعة شريف بطهران لـشبكة CNN، في إشارة إلى قوات الأمن الإيرانية: "كان لديهم بنادق تطلق الرصاص الحي والمطاطي، وكانت لديهم هراوات، كانوا يستخدمون الغازات المحظورة دولياً ..كانت منطقة حرب، وكان الدم في كل مكان."

من جهته، أعرب المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، آية الله علي خامنئي، عن دعمه الكامل لقوات الأمن، وألقى باللوم على الولايات المتحدة وإسرائيل، كما اتهم المتظاهرين بتلقي أموال من الخارج؛ عبر من وصفهم بالخونة، لإثارة الاضطرابات في البلاد.

المخابرات الإيرانية في أوروبا

وزعمت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، أنّ المخابرات الإيرانية اعتقلت تسعة أجانب من ألمانيا وبولندا وإيطاليا وفرنسا وهولندا والسويد، حملتهم مسؤولية التحريض على أعمال العنف، ولم يتضح بعد ما إذا كانوا إيرانيين يحملون جنسية مزدوجة أم لا. كما أعلنت لجنة حماية الصحفيين الدولية في نيويورك، أنّ 28 مراسلاً على الأقل اعتقلوا. بالإضافة إلى مئات المتظاهرين.

مذبحة زاهدان

شهدت مدينة زاهدان، عاصمة سيستان وإقليم بلوشستان، مذبحة مروعة يوم الجمعة الفائت، حيث سقط عشرات القتلى، وأصيب المئات، في احتجاجات صاخبة، تصدت لها قوات الأمن الإيرانية بعنف بالغ. وشهدت المدينة التي تقع في المنطقة الجنوبية الشرقية، إضراماً للنيران في عدة مبانٍ، واستخدمت قوات الأمن المروحيات؛ لتفريق الحشود وإطلاق النار على المتظاهرين.

الشابة الكردية مهسا أميني

حملة نشطاء البلوش، أعلنت عن مقتل 58 شخصاً، وإصابة أكثر من 270 آخرين، في اشتباكات اندلعت في المدينة، احتجاجاً على مقتل مهسا أميني، واغتصاب فتاة تبلغ من العمر 15 عاماً، على يد قائد قوات الأمن في مقاطعة تشابهار.

تقارير ميدانية

وتشير التقارير الميدانية المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى أنّ الاحتجاجات بدأت عندما تجمعت الحشود الغاضبة عقب أداء صلاة الجمعة في مسجد مكي جامع. وذكرت وكالة أنباء هالفاش المحلية، أنّ الاحتجاجات انتشرت في كلّ أنحاء زاهدان، وأضرمت النيران في عدد من المباني الحكومية، وقالت الوكالة إنّ طائرات هليكوبتر عسكرية استخدمت في محاولة لتفريق الحشود، حيث أطلقت قوات الأمن النار على المتظاهرين من الجو.

القيادة العامة للقوات المسلحة الإيرانيّة، وجهت أوامر في 21 أيلول (سبتمبر) الفائت، "بمواجهة مثيري الشغب، ومواجهة الثورة بشدة".. وحملة نشطاء البلوش، أعلنت عن مقتل 58 شخصاً

وفي مقطع فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، سُمعت أصوات إطلاق نار مكثف، بينما كان الناس ينقلون الجرحى إلى المستشفيات. وكتب حبيب الله ساربازي بلوش، وهو ناشط سياسي معارض، على موقع تويتر، إنّ "المستشفيات لم يعد بها أسرة فارغة".

وكالة أنباء هالفيش، قالت إنّ الإصابات طالت مجموعة من النساء المشاركات في الاحتجاجات، كما جرى التعرف على ثلاثة من القتلى، سقطوا في وقت واحد وهم: محمود برهوي من قرية شراباد، وهو طالب في مدرسة بدر العلوم الدينيّة، وآخر يدعى أمين، وثالث اسمه رافع ناروي، يبلغ من العمر 23 عاماً، وجميعهم من زاهدان.

من جانبها أفادت جماعة النشطاء البلوش، أنّ قوات الأمن الإيرانيّة، ألقت الغاز المسيل للدموع على سيدات في مسجد أهل السنة في زاهدان.

هجوم مضاد

وكالة الأنباء الحكومية (إرنا)، قدرت عدد القتلى بـ 17 شخصاً فقط. وأعلنت وكالة أنباء تسنيم، التابعة للحرس الثوري، أنّ علي موسوي، قائد مخابرات الحرس الثوري في سيستان وبلوشستان، كان من بين القتلى، في هجوم شنه مسلحون على قاعدة للشرطة في مدينة زاهدان الشرقية. ولم يتضح على الفور ما إذا كان الهجوم، له علاقة بالاحتجاجات المناهضة للحكومة التي تجتاح إيران، أم قامت بها إحدى الجماعات الانفصالية.

محتجون بلوش يقفون أمام مقر للشرطة، الجمعة الماضي (تويتر)

وفي السياق نفسه، قالت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية في أوسلو، إنّ قوات الأمن قتلت يوم الجمعة الدامي، ما لا يقل عن 63 متظاهراً في مدينة زاهدان. كما أكدت المنظمة أنّها اعتقلت شيرفين هاجيبور، وهو مغنٍ نشر أغنية على موقع التواصل الاجتماعي إنستغرام، تدعم الاحتجاجات، وتنادي بمحاسبة قتلة مهسا أميني، وقد حققت الأغنية أكثر من 40 مليون مشاهدة في أقل من 48 ساعة قبل حذفها.

وثائق مسربة

قالت منظمة العفو الدولية، إنّها حصلت على وثائق حكوميّة مسربة، تُظهر أنّ إيران أمرت قواتها الأمنية بـانتهاج إستراتيجيّة "المواجهة الشديدة" للمتظاهرين، وقالت المنظمة الحقوقية إنّ قوات الأمن قتلت العشرات منذ بدء الاحتجاجات على مقتل أميني، واستخدمت كلّ أشكال العنف، بما في ذلك إطلاق الذخيرة الحيّة على الحشود، وضرب المتظاهرين بالهراوات.

أعلنت وكالة أنباء تسنيم، التابعة للحرس الثوري، أنّ علي موسوي، قائد مخابرات الحرس الثوري في سيستان وبلوشستان، كان من بين قتلى المواجهات

منظمة العفو الدولية قالت إنّها حصلت على نسخة مسربة من وثيقة رسميّة، تقول إنّ القيادة العامة للقوات المسلحة الإيرانيّة، وجهت أوامر في 21 أيلول (سبتمبر) الفائت، "بمواجهة مثيري الشغب، ومواجهة الثورة بشدة". وتقول المنظمة الحقوقية إنّ استخدام القوة المميتة تصاعد في وقت لاحق من ذلك الوقت، حيث قُتل ما لا يقل عن 34 شخصاً في تلك الليلة وحدها.

وثيقة أخرى مسربة أظهرت أنّه بعد يومين، أمر قائد في محافظة مازاندران قوات الأمن بـمواجهة المتظاهرين بلا رحمة، ما تسبب في سقوط قتلى بأعداد كبيرة.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية