
امتدت جرائم ميليشيا الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، إلى العملية التعليمية في صنعاء، وذلك في ضوء استمرار الميليشيا في احتجاز العشرات من مقطورات الوقود في محافظة الجوف، وفي مداخل صنعاء، وسط تفاقم حدة الأزمة بصنعاء وبقية المناطق التي تسيطر عليها.
أزمة الوقود الخانقة التي افتعلتها ميليشيا الحوثي في العاصمة اليمنية ألقت بظلال قاتمة على سير العملية التعليمية والعمل المكتبي والمؤسسي في صنعاء، فقد أشار موقع "يمن شباب نت" اليمني إلى أنّ توقف محطات الوقود عن العمل أدت إلى مضاعفة الأعباء على السكان، في المناطق التي تسيطر عليها ميليشيا الحوثي الإرهابية.
وتفتعل ميليشيا الحوثي أزمة الوقود ـ بحسب الحكومة اليمنية ـ من أجل إنعاش السوق السوداء لتحقيق أرباح سريعة من تجارة الوقود، دون اكتراث بمعاناة الشعب. ووفقاً للموقع اليمني، تجاوزت قيمة جالون البنزين (20) لتراً في السوق السوداء بصنعاء ومناطق سيطرة ميليشيا الحوثي أكثر من 40 ألف ريال، أي ما يعادل (70) دولاراً، في حين ارتفعت أسعار المواصلات الداخلية بنسبة 100%.
وبدروها، تسببت عملية ارتفاع أجور النقل وندرة المواصلات الداخلية بمضاعفة انهيار وتيرة التعليم، المنهارة بالأساس بفعل الحرب المشتعلة في البلاد منذ (7) أعوام، وانقطاع رواتب عدد كبير من المعلمين والمعلمات بمناطق سيطرة ميليشيا الحوثي منذ أيلول (سبتمبر) 2016.
شحّ المواصلات العامة
نقل الموقع اليمني عن سامية الأغبري رئيسة قسم الصحافة في جامعة صنعاء قولها: إنّ اعتمادها على المواصلات العامة ساهم في مضاعفة معاناتها على الصعيدين الصحي والمالي، كونها تعاني مسبقاً من انزلاق العمود الفقري وخشونة العظام، في ظل انعدام الرواتب وارتفاع قيمة المواصلات.
أزمة الوقود الخانقة التي افتعلتها ميليشيا الحوثي في العاصمة اليمنية ألقت بظلال قاتمة على سير العملية التعليمية
وأضافت: "أقف بين الشمس والريح ساعة كاملة لعلّي أجد مقعداً مناسباً ومريحاً أجلس فيه، ولكنّ أزمة البترول أدت إلى ندرة توفر المواصلات العامة"، مشيرة إلى أنّ الزحام وملاحقة الطلاب والطالبات للحافلات يحرم الأكاديميين في الجامعة من فرصة الحصول على مقعد، موضحة أيضاً أنّ توقف الرواتب عن الأكاديميين، ومعاناتهم المادية، جعلها عاجزة عن الذهاب إلى الجامعة عبر مشوار خاص بسيارات الأجرة التاكسي.
فوضى وزحام
قالت أميرة الخضر، التي تعمل مدرسة في إحدى مدارس صنعاء: إنّ أزمة البترول أدت إلى تقليص عدد حافلات الطلاب في المدرسة التي تعمل فيها، وأصبحت حافلة واحدة تضم العديد من الجهات والطلاب، ممّا أدى إلى الازدحام والفوضى، على حدّ وصفها، مشيرة إلى أنّ الطلاب والكادر التعليمي أصبحوا في فوهة المدفع، كأكثر فئة متضررة من أزمة الوقود.
تسببت عملية ارتفاع أجور النقل وندرة المواصلات الداخلية بمضاعفة انهيار وتيرة التعليم وانقطاع رواتب المعلمين
وتابعت أنّ بعض الطلاب اضطروا إلى الاعتماد على المواصلات العامة، التي تكاد تكون شبة معدومة، ممّا يجعلهم كثيري الغياب والتأخر عن الدوام، مشيرة إلى أنّ سائقي الحافلات أيضاً تحملوا عبئاً إضافياً، فهم ملزمون بطلاب ودوام، وفي الوقت نفسه لا يستطيعون توفير مادة البترول والديزل من المحطات الرسمية، لذلك يضطرون للشراء من السوق السوداء، التي عادةً ما تأتي مغشوشة، ممّا يجعلهم في احتياج مستمر لإصلاح مركباتهم.
احتجاز مقطورات الوقود
تواصل ميليشيا الحوثي احتجاز العشرات من مقطورات الوقود في محافظة الجوف، وفي مداخل صنعاء، وسط تفاقم حدة الأزمة بصنعاء وبقية المناطق التي تسيطر عليها.
وتفتعل ميليشيا الحوثي أزمة الوقود ـ بحسب الحكومة اليمنية ـ من أجل إنعاش السوق السوداء لتحقيق أرباح سريعة من تجارة الوقود، دون اكتراث بمعاناة الشعب.
وكان وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح قد أشار في تصريح سابق إلى أنّ أزمة الوقود الراهنة التي تشهدها العاصمة صنعاء، والمحافظات الواقعة تحت سيطرة ميليشيا الحوثي هي أزمة مفتعلة، وأنّ محافظة مأرب ملتزمة بتزويد كافة اليمنيين في كلّ المناطق بالخدمات الأساسية المتوفرة لديها من الغاز والمشتقات النفطية، ومن دون أيّ استثناءات.
وأضاف مفتاح أنّ المحافظة لم تتوقف يوماً عن تزويد جميع المحافظات بمادة الغاز، وكذلك باقي المشتقات النفطية الأخرى، من دون النظر إلى التقسيمات الجغرافية، أو الاعتبارات السياسية وحتى المذهبية التي أفرزتها الحرب الحوثية.