"الاختيار2" يفضح أخطر 4 أفكار تحرك إرهاب الإخوان‎

"الاختيار2" يفضح أخطر 4 أفكار تحرك إرهاب الإخوان‎


29/04/2021

تتجاوز مواجهة الإرهاب حدود سياج المعركة الأمنية التقليدية إلى آفاق النشاط الفكري وتصل ذروتها بالوصول للقيم المؤسسة للمجتمع المدني، وكلما أدرك المجتمع حاجته إلى خوض المعارك الفكرية والاشتباك مع القيم الدخيلة على المجتمع المدني والتي تؤسس على المدى البعيد لثقافة قابلة للتعصب والتطرف والإرهاب؛ اختصروا زمن المعركة وقللوا الخسائر البشرية والمادية.

تتجاوز مواجهة الإرهاب حدود سياج المعركة الأمنية التقليدية إلى آفاق النشاط الفكري والثقافي

صنّاع الدراما المصرية أدركوا أنّ الوعي الجمعي يحتاج إلى ترميم بعدما تعرض لهجمات فكرية استهدفته، وربما نفذت إلى ضمير الوعي الإسلامي العام، فقدموا وجبة درامية دسمة تكشف حقيقة الأفكار التي يتبناها كافة التيارات الإسلامية ودور كل تيار في غرسها في المجتمع.

ولأنّ الطبيعة البشرية تميل للنسيان، كان طبيعياً توثيق كشف الأفكار التكفيرية عبر عمل فني، فهو أكثر بقاء وأقوى تأثيراً في وجدان الجماهير، ومن أبرز هذه الأعمال الفنية التي لاقت استحسان الجماهير وفي نفس الوقت عداءً منقطع النظير من عناصر الإخوان المسلمين، (مسلسل الاختيار 2)؛ إذ تدرك الجماعة تأثير الفن القوي الذي يتعدى تأثير خطبائهم وكتّابهم بمراحل.

من الواضح أنّ الجماهير متعطشة لمن يكشف زيف تلك الأفكار بهذا الأسلوب؛ فالعمل الدرامي ينفذ بشكل مباشر وقاطع لأفكار الإخوان التي تؤسس لكل الحركات الإرهابية في العالم، كما جاء على لسان الضابط الشهيد محمد مبروك في المسلسل والذي قام بدوره الفنان "إياد نصار" عندما شرح بعضاً من أفكار الإرهاب مع التأكيد على أنّها "منبثقة من فكر حسن البنا المؤسس لجماعة الإخوان والتي عمّقها وأطّرها سيد قطب في شكل واضح جلي، وقد قام الإخوان بالترويج لتلك الأفكار، ودفع الشباب للإيمان بها، حتى أصبحت دستوراً لكافة الجماعات المتطرفة والإرهابية إلي اليوم".

كشف "الاختيار2" بعضاً من أفكار الإخوان والمتطرفين وعلينا أن نستكمل الرسالة والمواجهة

ولإيماننا بتكامل الأدوار المجتمعية في معركتنا ضد الإرهاب، كان من الواجب إلقاء المزيد من الضوء على تلك الأفكار التي فضحها المسلسل وإن جاء الأمر بشكل سريع لدواعي البناء الدرامي للشخصيات، وأهم وأخطر هذه الأفكار أربعة: الجاهلية، الحاكمية، تكفير المجتمعات، المسلمة، التغيير بالقوة.

1-  الجاهلية:

يؤمن كثير من شباب الإسلاميين بأنّ المجتمعات العربية والإسلامية لم تعد مسلمة بالشكل الصحيح، وأنّ أفرادها ارتدوا إلى جاهلية، ويؤسس سيد قطب لهذه الفكرة المدمرة عبر تفسير ملتوٍ لبعض آيات القران الكريم، من ذلك ما نجده في كتابه "في ظلال القرآن"؛ حيث يؤكد أنّ "الجاهلية ليست اسماً لمرحلة تاريخية سابقة على الإسلام، بل إنّها تنطبق انطباقاً حرفياً على كل وضع بصرف النظر عن اعتبارات الزمان والمكان، إذا كان الوضع مشابهاً لتلك المرحلة التاريخية السابقة على الإسلام".

اقرأ أيضاً: مسلسل "الاختيار".. وتعرية الإرهاب

ويقول في سياق تفسيره لسورة التوبة: "إنّ الشرك بالله يتحقق بمجرد إعطاء حق التشريع لغير الله من عباده، ولو لم يصحبه شرك في الاعتقاد بألوهيته، ولو قدمت الشعائر التعبدية له وحده"، هذه لبنة من لبنات بنيان الجاهلية المزعومة التي جعلها سيد قطب سبباً لوصف المسلمين بأنّهم مشركون بزعم انهم أعطوا حق التشريع لغير الله.

 ثم يتمادي سيد قطب في معرض تفسيره لسورة يونس فيقول: "اعتزال معابد الجاهلية واتخاذ بيوت العصبة المسلمة مساجد، تحس فيها بالانعزال عن المجتمع الجاهلي، وتزاول فيها عبادتها لربها على نهج صحيح وتزاول بالعبادة ذاتها نوعاً من التنظيم في جو العبادة الطهور"؛ وهي إشارة واضحة يقصد بها مساجد المسلمين العادية، وليس تلك التي تنتمي لفئة المؤمنين حقاً، وهم اتباع الجماعة، والتطبيق العملي لهذه الفكرة أنّ كثيراً من تلك الجماعات لا تراعي حرمة الدماء ولا المساجد ويسهل عليهم اقتحامها وحرقها.

2-  الحاكمية:

يؤمن كافة الإسلامويين بما يدعيه سيد قطب حول تعريفه لمفهوم الحاكمية، من أنّها تعني أنّ الله هو الحاكم الأوحد ذو السلطة المطلقة، وهذه الحاكمية نابعة من أنه الخالق للكون وللإنسان، وأنّه مستحق للعبادة والطاعة وينفرد بها حصرياً، قد يبدو هذا كلاماً منمقاً جميلاً فيه كل خير، إلا أنه في غاية الخطورة؛ ففكرة الحاكمية مع فكرة الجاهلية؛ تعد المحرك الأساسي لجمع المتطرفين، يسعون من خلالها لتحقيق حكم الله في الأرض، وضم وتجنيد عناصر للجماعة والقيام بعمليات إرهابية تحت زعم هدم الباطل، ومحاربة الطاغوت، وهي المحرك الأول للعداء المستحكم بينهم وبين المجتمع، متجاهلين أنّ سيد قطب لم يكشف للناس كيف يكون الحكم لله بدون تدخل البشر، وما هي طريقته وآلياته، ولو أنّهم سمحوا لأنفسهم بمناقشة هادئة لفكر سيد قطب لوجدوا أنّ نهاية التجربة الوصول الى ما يسميه المتشددون التشريع الوضعي!

3-  تكفير المجتمعات المسلمة:

ذهب سيد قطب، إلى أنّ كلّ الموجودين الآن إنما هم قوم غير مسلمين حتى لو نطقت ألسنتهم بـ"لا إله إلا الله" فيقول: "حين يدعون الناس لإعادة إنشاء هذا الدين، يجب أن يدعوهم أولاً إلى اعتناق العقيدة، حتى لو كانوا يدعون أنفسهم مسلمين، وتشهد لهم شهادات الميلاد بأنهم مسلمون".

تدرك جماعة الإخوان خطورة الفن عليهم فهو يتعدى تأثير خطبائهم وكتّابهم بمراحل

يبرر قطب قوله هذا بأنّه كان يجب على المسلمين الحقيقيين "أن يعلموهم أن الإسلام هو (أولاً) إقرار عقيدة (لا إله إلا الله) بعدلها الحقيقي، وهو رد الحاكمية لله في أمرهم كله، وطرد المعتدين على سلطان الله، فكل البشر الذين يعطون أنفسهم الحق في إصدار قوانين أو تشريعات، أو أي تنظيمات اجتماعية تعد خروجاً من الحاكمية الإلهية إلى الحاكمية البشرية، وأصبح عنده أن البشر محكومون بقوانين غير قوانين الله، سبحانه وتعالى، وبأنظمة لا ترضى عنها شريعة الله، ولم يأذن بها الله، وبالتالي هذا المجتمع مشرك وكافر ويعبد غير الله، لأن العبادة هي طاعة الله في حاكميته".

اقرأ أيضاً: "الاختيار 2" يكشف دور فتاتين في قضية التخابر... تفاصيل

ويزيد سيد قطب، في تكفيره للمجتمع في كتابه "معالم في الطريق": "وجود الأمة المسلمة يعتبر قد انقطع من قرون كثيرة، ولا بد من إعادة وجود هذه الأمة لكي يؤدي الإسلام دوره المرتقب في قيادة البشرية مرة أخرى، لا بد من بعث لتلك الأمة التي واراها ركام الأجيال وركام التصورات، وركام الأوضاع، وركام الأنظمة التي لا صلة لها بالإسلام".

 والجدير بالملاحظة أن سيد قطب، ينكر وجود أمة الإسلام منذ قرون كثيرة، وأنّ كل من عاش على مدار القرون الماضية قد ماتوا جاهلية! أي إنّ تكفيره تعدى تكفير مجتمعه إلى تكفير المجتمعات السابقة وأتباعه تكفلوا بتكفير المجتمعات اللاحقة.

ويذهب قطب، في تكفيره إلى منحنى بعيد، فيقول: "إنّ العالم يعيش اليوم كله في جاهلية، هذه الجاهلية تقوم على أساس الاعتداء على سلطان الله في الأرض، وعلى أخص خصائص الألوهية، وهي الحاكمية، إنها تسند الحاكمية إلى البشر، وفي هذا ينفرد المنهج الإسلامي، فالناس في كل نظام غير النظام الإسلامي يعبد بعضهم بعضاً".

يؤمن سيد قطب والإخوان معه وكثير من الإسلاميين بضرورة تغيير الواقع بالقوة والسلاح

ويقول: "ونحن اليوم في جاهلية كالجاهلية التي عاصرها الإسلام، أو أظلم، كل ما حولنا جاهلية". ويضيف: "إنّه ليست على وجه الأرض دولة مسلمة ولا مجتمع مسلم قاعدة التعامل فيه هي شريعة الله والفقه الإسلامي".

وقد يزعم البعض أنّهم لا يكفرون المجتمعات باللفظ، لكنك لو ناقشتهم ستجدهم يكفرونهم تكفيراً عملياً، فجماعة الإخوان ترى أنّ المسلمين اليوم إيمانهم مخدّر، أو فهمهم للإسلام فهماً مغلوطاً أو ناقصاً، وهذا تكفير ضمني.

4-  التغيير بالقوة:

يؤمن سيد قطب والإخوان معه وكثير من الإسلاميين بضرورة تغيير الواقع (غير الإسلامي في مفهومهم) عبر استخدام القوة والسلاح، ومن خلال إقناع الأفراد التابعين له والمؤمنين بأفكاره أنّ هؤلاء المسلمين ليسوا مسلمين، وأنّ مساجدهم هي معابد جاهلية، وأنّ كلمة التوحيد ليست دليلاً على إيمانهم الصحيح، وبالتالي يحق للفئة المؤمنة التي تدين بدين الحق (الجماعة) أن تستخدم كافة الوسائل لإقامة ما يظنون أنّه الإسلام، ولو سفكوا دماء الأبرياء، فهم ليسوا أبرياء في اعتقادهم، ولو دمروا مساجد ولو هدموا مباني ومنشآت، وهو ما أثبته ذلك سيد قطب في كتابه المُسمّى (لماذا أعدموني): كنّا قد اتفقنا على استبعاد استخدام القوة كوسيلة لتغيير نظام الحكم، أو إقامة النظام الإسلامي، وفي الوقت نفسه قررنا استخدامها في حالة الاعتداء على هذا التنظيم، ونظراً لصعوبة الحصول على ما يلزم منه حتى للتدريب، فقد أخذوا في محاولات لصنع بعض المتفجرات محلياً، وأنَّ التجارب نجحت وصنعت بعض القنابل فعلاً، ولكنها في حاجة إلى التحسين، والتجارب مستمرة".

وفي موضع آخر يقول: "وهذه الأعمال هي الرد فور وقوع اعتقالات لأعضاء التنظيم بإزالة رؤوس في مقدمتها رئيس الجمهورية ورئيس الوزارة ومدير مكتب المشير ومدير المخابرات ومدير البوليس الحربي، ثم نسف لبعض المنشآت التي تشلّ حركة مواصلات القاهرة لضمان عدم تتبع بقية الإخوان فيها، وفي خارجها كمحطة الكهرباء والكباري، وقد استبعدت فيما بعد نسف الكباري كما سيجيء".

اقرأ أيضاً: صانع إرهاب ما بعد رابعة.. من هو محمد علي بمسلسل "الاختيار2"؟

لم يبذل سيد قطب جهداً كبيراً لإقناع الإخوان أنّ التدريب وصنع القنابل والتدمير ونسف المنشآت والاغتيالات والخروج على الحاكم من الدين، وأنّ قتل المسلمين جهاد، فهم قاموا بهذا من قبل في عهد حسن البنا، مع فارق بسيط أنّ البنا كان يتنصل من أوامره، واستدلالاته، أما سيد قطب فكان يقولها صريحة وواضحة لا لبس فيها، هذه اعترافات قطب ولا يمكن للإخوان إنكارها، وهي تطبيقات إرهابية لأفكار متطرقة تكفيرية، لا يمكن بأي حال من الأحوال تنتج مجتمعاً آمناً مطمئناً، ولا مؤمناً سعيداً بإيمانه.

إنّ أفكار حسن البنا المستترة وأقوال سيد قطب الواضحة، وجهان لعملة واحدة اسمها التكفير والإرهاب والقتل، نراها في تطبيقات القاعدة وطالبان في أفغانستان، وداعش في العراق وسوريا وأفريقيا وغرب آسيا، والإخوان في مصر وسوريا وليبيا وتونس، كشف "الاختيار2" والدراما المصرية بعضاً من هذه الأفكار، وعلينا أن نستكمل الرسالة والمواجهة، وندير حواراً مجتمعياً حقيقياً عن أصل هذه الأفكار وكيفية اجتثاثها من المجتمع.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية