تقوم دولة الإمارات العربية المتحدة على قيم وثقافة أركانها، المحبة والسلام والتسامح والانفتاح والتعايش والتعددية، وخير دليل على ذلك، احتضانها أكثر من 200 جنسية، من خلفيات ثقافية ودينية وعرقية متعددة، يعيشون جميعهم تحت مظلة قانونية ومؤسسية، تستند إلى معايير العدالة والمساواة والإنصاف، وتحقيق مؤشرات الاستقرار والأمن والسلم وصون الحريات واحترام الآخرين كافة، انطلاقاً من تشريعات وممارسات تجرّم الكراهية والتعصب والعنف والتمييز، وتنبذ أسباب الفرقة والخلاف، وهو ما جعلها العاصمة العالمية الروحية التي تلتقي فيها حضارات وأديان وثقافات الشرق والغرب، وفق نهج من التقارب والمحبة.
ويعبّر استقبال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، معالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي، رئيسة المجلس الوطني الاتحادي وعدداً من أعضاء وعضوات المجلس وأعيان البلاد ورجالات الدولة من المتقاعدين ورؤساء الشركات العالمية والمستثمرين الأجانب، في قصر سموه في زعبيل، مساء السبت الماضي، عن مدى الرؤية الحكيمة والمنهج الثابت الذي أسس له الأب الباني، المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في تعزيز التسامح والتنوع والانصهار في بوتقة دولة واحدة تحترم الجميع من دون استثناء.
وقد تحدث سموه حول روحانية الشهر الكريم وروح التسامح والتواصل والتكافل بين مختلف فئات المجتمع، وأكد حرص القيادة على ترسيخ واستمرارية هذه القيم في أوساط المواطنين والمقيمين بما يكفل بقاءها كتقليد أصيل تتوارثه الأجيال وتحافظ عليه.
لقد دأبت دولة الإمارات منذ تأسسيها على تبني نهج التعاون والتكامل، خدمة للإنسان وسعياً إلى تحقيق الخير للشعوب، وذلك لإيمانها بأهمية الارتقاء بواقع الناس، الذي لا يمكن له أن يتحقق من دون العمل على وضع آليات وخطط واستراتيجيات ومبادرات، تضمن تعزيز الأمن والطمأنينة، وتحقق التطور والازدهار المنشودين؛ فمنذ أن اعتمد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، عام 2019 عاماً للتسامح، وحتى من قبل ذلك، لم تكفّ الدولة ومؤسساتها عن إقرار مبادرات متعددة، تعمل على نشر قيم الإسلام السمحة وروح التسامح بين المواطنين والمقيمين والزائرين على اختلافهم بما يفعّل قيم التعايش والسلم والتنوّع والتعددية، واعتماد برامج وخطط من شأنها بثّ التوعية لدى المجتمع، وخاصة تلك التي تؤسس للمفاهيم الدينية والاجتماعية والثقافية التي تؤكد قيم التسامح، ثقافة وممارسة بين كل هؤلاء.
ويأتي إعلان الدورة الثانية لـ «القمة العالمية للتسامح»، المقررة إقامتها خلال الفترة من 14 إلى 16 من شهر نوفمبر المقبل في دبي، التي تشكل منصة يلتقي فيها قادة الحكومات والشخصيات الرئيسية، في القطاعين العام والخاص، وسفراء السلام وصانعو التغيير في العالم، لمناقشة كيفية مواجهة حركات التطرف والتمييز والعنصرية والكراهية، تأكيداً للمساعي الحثيثة التي تقوم بها دولة الإمارات من أجل إرساء مفاهيم التسامح العالمي، وإشارة ودليلاً واضحين على قدرتها على جمع شخصيات بارزة ومؤثرة من كل مكان، تقوم بالحوار وتبادل الآراء والخبرات وبناء العلاقات والشراكات النافعة، بما يحقق التعاون والعمل المشترك، في إطارٍ متكامل من الإدراك بأهمية ظاهرة التنوع والتعددية، وبما يضمن تحقيق المنافع الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية المستدامة، التي تتعزز بالانسجام والتناغم برغم الاختلاف.
لقد نظرت دولة الإمارات، إلى التسامح بوصفه قيمة تتحقق من خلال تعميم النظرة الإنسانية، والمساواة، وتعدد المناهج والأفكار التي تشتمل على ضمان الحقوق وصونها من أي انتهاك، إضافة إلى تأكيد الاعتراف بالآخر واحترام معتقداته وعاداته وكرامته، من خلال تعميم مفاهيم العدل والتضامن والتكافل التي لا تفرق بين أحد مهما كانت خلفيته الدينية أو الثقافية أو الاجتماعية.
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية