الإمارات تتطلع بعد إطلاق أول قمر صناعي إلى الاستيطان في المريخ

الإمارات

الإمارات تتطلع بعد إطلاق أول قمر صناعي إلى الاستيطان في المريخ


29/10/2018

يتيح القمر الصناعي "خليفة سات" الذي أطلقته دولة الإمارات العربية من اليابان، اليوم الاثنين، تقديم خدمات تنافسية في قطاع الصور الفضائية على مستوى العالم. ويعد "خليفة سات"، الذي صنع بأيدٍ إماراتية، مصدر إلهام للأجيال الإماراتية؛ فهو أول قمر صناعي يتم تصنيعه على أرض دولة الإمارات، ويأتي في إطار مشروع طموح وخلاق، أطلقته قيادة الدولة أسمته مشروع "المريخ ٢١١٧" استشرافاً لآفاق مئة عام مقبلة من النهضة العلمية.
ويعتبر "خليفة سات" باكورة إنتاج قطاع التقنيات المتقدمة في الإمارات، فضلاً عن كونه أيقونة هندسية فائقة التطور مخصصة لأغراض رصد الأرض. وحمل القمرَ الصناعي، الذي يمتلك خمس براءات اختراع، الصاروخُ الياباني من طراز”إتش2- إيه”، حسبما أفادت وكالة الانباء الإماراتية (وام)، التي ذكرت أنّ تصنيع القمر الصناعي استغرق أربعة أعوام، تضمنت التجهيز والاستعداد والتدريب لفريق عمل من "مركز محمد بن راشد للفضاء".

اقرأ أيضاً: إماراتيان في أول رحلة إلى الفضاء
يعد "خليفة سات"، الذي صنع بأيدٍ إماراتية، مصدر إلهام للأجيال الإماراتية

مراحل إنجاز "خليفة سات"
وبدأت مراحل إنجاز "خليفة سات" عقب إعلان سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، عن إطلاق مشروع "خليفة سات" في كانون الأول (ديسمبر) 2013 وتم تصميمه وتطويره وتصنيعه وإدارته بالكامل في مرافق مركز محمد بن راشد للفضاء، بواسطة فريق من المهندسين والكفاءات الإماراتية العاملة بالمركز.

خليفة سات" باكورة إنتاج قطاع التقنيات المتقدمة في الإمارات وهو أيقونة هندسية فائقة التطور مخصصة لأغراض رصد الأرض

وقال عامر الصايغ، مدير مشروع خليفة سات في مركز محمد بن راشد للفضاء، خلال مؤتمر صحفي عقده مطلع أيلول (سبتمبر) الماضي، إنّ "خليفة سات" يعد إضافة نوعية في مجال تصنيع الأقمار الصناعية المتخصصة في رصد الأرض، وتوفير المعلومات والبيانات التي تهدف لخدمة البشرية، وعمل على هذ المشروع 70 مهندساً إماراتياً من مجالات وتخصصات مختلفة، ويمتاز بسرعته الفائقة لتوصيل المعلومات إلى المحطة الأرضية مما يسرع عملية الاستجابة في حالات الطوارئ.
وأضاف الصايغ أنّ "خليفة سات" سيقدم خدمات قيّمة إلى الجهات الحكومية في الدولة والجامعات، تتمثل في توفير صور عالية الجودة، ودراسات بيئية عن التربة وجودة المياه، والتحقق من تسرب النفط، ومراقبة تلوث الأراضي، وغيرها من الجوانب البيئية. كما سيكون له دور كبير في المساهمة من الحد من أضرار الكوارث البيئية في العالم "عن طريق تقديم تقارير تحليلية لمساحة الأماكن المتأثرة بالكارثة وصور حية للأماكن الآمنة".

اقرأ أيضاً: من سيكون أول رائد فضاء إماراتي؟
وأشار إلى أنه بمجرد دخول "خليفة سات" إلى مداره المنخفض حول الأرض "على ارتفاع 613 كم تقريباً" سيبدأ القمر الصناعي عمله لالتقاط صور فضائية للأرض وإرسالها إلى محطة التحكم الأرضية داخل مركز محمد بن راشد للفضاء، ليلبي احتياجات المؤسسات الحكومية والتجارية حول العالم .
وأوضح الصايغ أنّ طول "خليفة سات" يبلغ مترين ووزنه 330 كيلوجراماً فقط، ليكون بذلك رائداً على مستوى العالم في فئته الوزنية، ويتضمن نظاماً متطوراً لتحديد المواقع، ويوفر عدداً كبيراً من الصور ثلاثية الأبعاد في المرة الواحدة بدقة عالية وبسرعة استجابة فائقة، وسيتم استخدام هذه الصور في جهود رصد التغيرات البيئية، وتأثيرات الاحترار العالمي، وإدارة التخطيط العمراني بشكل فعّال، فضلاً عن مساعدة جهود الإغاثة أثناء الكوارث الطبيعية وسيعمل في مداره لمدة خمس سنوات.

طول "خليفة سات" يبلغ مترين ووزنه 330 كيلوجراماً فقط

مشروع المريخ ٢١١٧
ويأتي "خليفة سات" في إطار مشروع طموح وخلاق، أطلقته قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة، أسمته مشروع "المريخ ٢١١٧" استشرافاً لآفاق مئة عام مقبلة من النهضة العلمية كي يكون رافعة حضارية. ويهدف المشروع إلى إسهام دولة الإمارات بدور ريادي في تطوير نظم المعيشة على كواكب أخرى من خلال الأبحاث، واختبار أنماط الحياة على كوكب المريخ، ووضع أفضل الحلول لبناء أول مستوطنة بشرية عليه، كما يستهدف الاستفادة من التجارب العلمية للتصدي لتحديات أمن الغذاء والمياه والطاقة على كوكب الأرض، ويركز المشروع على إعداد أجيال إماراتية تتحلى بشغف الاستكشاف العلمي والمساهمة في الجهود البشرية لاستيطان الفضاء.

محمد بن راشد: علوم الفضاء لعبت الدور الأكبر في تحسين حياة الإنسان وطورت حلولاً مبتكرة للعديد من التحديات

ويعكس مشروع "المريخ ٢١١٧" طموح ورؤية القيادة في دولة الإمارات، ويدعم المسار التنموي الذي يتخذه الاقتصاد في دولة الإمارات خلال القرن المقبل، كما ذكر الموقع الإلكتروني لـ"مركز محمد بن راشد للفضاء" الذي أكد اهتمام دولة الإمارات الجاد للانضمام إلى السباق العالمي لاستكشاف الفضاء، ودعم المسار التنموي الذي سيتخذه الاقتصاد.
ولدى إطلاق مشروع "المريخ ٢١١٧"، قال سمو الشيخ محمد بن راشد "إن علوم الفضاء لعبت الدور الأكبر والأبرز في تحسين حياة الإنسان على كوكب الأرض، وساهمت في تطوير حلول مبتكرة للعديد من التحديات التي لطالما ظلت حتى زمن قريب ضرباً من ضروب المستحيل".
وأطلق مشروع "المريخ ٢١١٧" ضمن زيارة قام بها كل من سمو الشيخ محمد بن راشد، وسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبحضور سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس مركز محمد بن راشد للفضاء، لمركز محمد بن راشد للفضاء في نيسان (أبريل) من عام ٢٠١٧ وتم خلالها إطلاق البرنامج الوطني للفضاء الذي شمل مشروع "المريخ ٢٠١٧" جنباً إلى جنب مع مشاريع مستقبلية طموحة أخرى.

بناء أول مدينة علمية في الإمارات
يضم مشروع المريخ ٢١١٧ عدة مرتكزات رئيسية أساسية، منها مدينة المريخ العلمية التي سيتم بناؤها لتكون أكبر مدينة علمية في الإمارات، وقد تم الإعلان عن بدء بناء "مدينة المريخ العلمية" خلال أعمال الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات التي انعقدت في 26 و27 أيلول (سبتمبر) ٢٠١٧ في العاصمة أبوظبي، وحددت مساحتها لتمتد على مليون و٩٠٠ ألف قدم مربع، وبتكلفة ٥٠٠ مليون درهم. وستشكل بذلك أكبر مدينة فضائية علمية في العالم ونموذجاً عملياً صالحاً للتطبيق على كوكب المريخ، وتحاكي تضاريس المدينة تضاريس الكوكب الأحمر وبيئته القاسية، وسيم بناؤها على شكل قبب وبتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، وعزل الأشعة والحرارة، وستكون مبانيها الأكثر تطوراً على مستوى العالم.

اقرأ أيضاً: تعرف إلى مرشحي برنامج الإمارات لرواد الفضاء
وصرح الشيخ محمد بن زايد آل نهيان "إن مشروع مدينة المريخ العلمية في الإمارات يبرهن على جدارة وكفاءة شبابنا في تحقيق الطموحات الوطنية".
منصة للتعاون العربي والعالمي
ويستهدف المشروع جمع جهود العلماء العرب، وتبادل الخبرات في علوم الفضاء مع أبرز العقول العربية، وإنشاء منصة بيانات علماء الفضاء العرب كي تجمع العلماء والعاملين في قطاع الفضاء لتبادل الخبرات، وإتاحة المجال لمشاركة تجاربهم مع الأجيال الشابة، وأيضاً إنشاء مجلس يضم المهتمين باستيطان الفضاء يشمل في عضويته أفضل العلماء والخبراء العالميين في مجال الفضاء.

 

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية