"الإسلام السياسي.. الخروج من التاريخ".. كتاب يسرد محطات خروج الجماعة من التاريخ

"الإسلام السياسي.. الخروج من التاريخ".. كتاب يسرد محطات خروج الجماعة من التاريخ

"الإسلام السياسي.. الخروج من التاريخ".. كتاب يسرد محطات خروج الجماعة من التاريخ


27/05/2024

يشير الباحث فى العلوم السياسية محمود الجمل في كتابه الجديد "الإسلام السياسى.. الخروج من التاريخ" إلى مصطلح الإسلام السياسي، وكيفية نشأته، وما تداعيات وجود ما سمى لاحقا بـ"جماعات الإسلام السياسي"، منذ عشرينيات القرن الماضي وحتى الآن. كما يناقش الكتاب مصطلح الخروج من التاريخ، وماذا يشكل هذا الخروج في الواقع السياسي المعاش على مستوى مصر والعالم العربي.

ويشير الباحث، الذي عاش بعض أحداث وردت في الكتاب من خلال عمله الصحفي، إلى أن مصطلح الإسلام السياسى قد ارتبط منذ صكه بجماعة الإخوان المسلمين، التي أراد مؤسسها حسن البنا أن تلعب أدوارا سياسية إلى جانب دورها الدعوى. 

وذلك بغض النظر عن تعارض المنهجين، الدعوى المرتبط بقيم أخلاقية وقواعد دينية لا يمكن الخروج عنها أو عليها، وبين لعبة السياسة التي تسمح بممارسات برجماتية وبخروج عن كل ما هو أخلاقي في بعض الحالات، طالما أن ذلك يقوى من موقف الجماعة التي حرص مؤسسها منذ البداية على أن يؤكد أنها حالة متشابكة، جماعة دعوية، لها مشرب صوفي، وأهداف سياسية. وأن كل الخطوات متاحة ومطلوبة من أجل الوصول لما يسمى لاحقا بـ"أستاذية العالم".

 

الكاتب أوضح أيضا أسباب وضع جماعة الإخوان المسلمين لقدمها الأولى خارج التاريخ وهى أن الجماعة منذ البداية وهى تدير علاقتها بالسلطة برعونة

 

ويشرح الكاتب أن خروج الإخوان المسلمين من التاريخ مسألة لا يمكن اختصارها، بل هي في حاجة لبعض التفصيل، فالتعامل مع الجماعة باعتبارها منظمة إرهابية صدر في المرة الأولى عام 1954 عقب محاولة اغتيال الرئيس جمال عبدالناصر في ميدان المنشية بالإسكندرية. 

وهى المحاولة التي نسبت للجماعة وقيل إن أحد أفرادها محمود عبداللطيف، هو الذي قام بإطلاق النار على عبدالناصر، وتم القبض عليه وإعدامه هو وستة آخرين قيل إنهم ضالعون في المؤامرة. ومنذ هذا التاريخ وحتى عام 1964 ظلت الجماعة خارج التاريخ السياسى المصري، عمليا ونظريا، خاصة مع تعاظم شعبية عبدالناصر داخليا وخارجيا عقب اندحار العدوان الثلاثي في عام 1956.

الكاتب أوضح أيضا أسباب وضع جماعة الإخوان المسلمين لقدمها الأولى خارج التاريخ، وهى أن الجماعة منذ البداية وهى تدير علاقتها بالسلطة برعونة وبقدر عال من الندية غير المنطقية، وبالإحساس العالي بالتميز والشعور بأنها "صاحبة فضل" وأنها كانت شريكا في ثورة يوليو، وبالتالي كان من الطبيعي أن تتقاسم السلطة مع ضباط الجيش، ورغم أن هذا الإحساس بلا أساس حقيقي إلا أن ضباط يوليو لم يأخذوا موقفا عدائيا من الجماعة.

 

ألمح الكتاب إلى تشابه الحاضر القريب مع الماضي البعيد، فما أقرب 1954 من عام 2013 إلا أننا أمام سيناريو متكرر

 

كما ألمح الكتاب إلى تشابه الحاضر القريب مع الماضي البعيد، فما أقرب 1954 من عام 2013. إلا أننا أمام سيناريو متكرر، نظام سياسي جديد وجماعة لها تواجد شعبي ملموس ومؤثر على الأرض بحكم تفاصيل كثيرة، ورغبة مشتركة في التعايش، إلا أن الاختلاف على النسب دائما سبب في "الاحتكاك الخشن" وصولا إلى الصدام الدامي.

ولفت إلى أن الدولة المصرية وفى ذروة انتصارها فى 30 يونيو 2013، لم تقرر إخراج جماعة الإخوان المسلمين من صدارة المشهد السياسي، فعقب الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسى، وجهت الدعوة للدكتور سعد الكتاتني لحضور اجتماع 3 يوليو إلا أنه لم يحضر. وعند تشكيل أول وزارة برئاسة حازم الببلاوي، دُعي ثلاثة من وزراء حكومة هشام قنديل للمشاركة فى الوزارة الجديدة. وذلك رغم الرفض الشعبي للجماعة لكن حرصا على رأب أي صدع داخلي.

 




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية