الإخوان يفقدون تأثيرهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي

الإخوان يفقدون تأثيرهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي

الإخوان يفقدون تأثيرهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي


14/07/2024

أعادت مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين نشر مضامين دراسة أجراها مركز (تريندز) للبحوث والاستشارات حول شعبية الإخوان المسلمين، ولقياس مدى قبول الجماعة عالميّاً، باستخدام مؤشرة مرتبطة بمواقع التواصل الاجتماعي.

السؤال الرئيسي الذي بحثت الدراسة عن إجابته هو: "كيف ينظر رواد التواصل الاجتماعي إلى الإخوان المسلمين في العالم؟"، ‏عبر تحليل مضمون نحو (1.67) مليون تغريدة ومنشور نشرت في الفترة من 1 كانون الثاني (يناير) إلى 31 كانون ‏الأول (ديسمبر) 2023‏‎.‎

هذه التغريدات نُشرت من خلال (26.6) ألف مستخدم، بمتوسط نشر يومي (4.56) ألف، وبمعدل تفاعل (6.6) مليون، ‏ومشاهدات بمعدل (413) مليوناً‎.‎

وترصد الدراسة كل مـا كتب حول الإخوان خلال عـام 2023 علـى موقـع التواصل الاجتماعي، وتهـدف لبناء قيـاس حول ‏شعبية الجماعة الإرهابية وقياس توجهات الرأي العام تجاه الجماعة‎.‎

هدفت الدراسة إلى قياس توجهات الرأي العام في الفضاء الإلكتروني تجاه الإخوان، والتعرف على الحملات ‏التي تقودها الجماعة إن وجدت، ومعرفة أكثر الأماكن نشاطاً للجماعة الإرهابية ودفاعاً عنها‎.‎

الاهتمام الأكبر من التفاعلات كان حول الإخوان في فرنسا عام 2023، بواقع (239334) تغريدة ‏وإعادة تغريد وردّ

ووفق الدراسة، فإنّ الاهتمام الأكبر من التفاعلات كان حول الإخوان في فرنسا في عام 2023، بواقع (239334) تغريدة ‏وإعادة تغريد وردّ‎.‎

وقد مثل يوم 18 تشرين الأول (أكتوبر) 2023 اليوم الأكثر تداولاً للأنباء حول الإخوان وذلك بواقع (88912) مرّة، ولعل ‏السبب وراء ذلك يعود إلى الحديث حول اتهام الوزير الفرنسـي جيرالد دارمانان، اللاعب في المنتخب الوطني الفرنسـي كريم ‏بنزيما، بالاتصال بالجماعة، بعد تدوينه عن الصراع في الشرق الأوسط‎.‎

ورغم هذا التغريد الكثيف عن الإخوان في فرنسا، فإنّ الأخيرة هي أكثر الدول المناهضة للإخوان هي فرنسا، فيما كانت ‏باكستان هي الأكثر دعماً‎.‎

 

بتحليل عينة مكونة من (550) ألف تغريدة وإعادة تغريد وردّ، لوحظ غلبة التوجه المناهض بوضوح وقوة تجاه جماعة ‏الإخوان.

 

‎النسبة الأكبر من التفاعلات جاءت من الذكور بنسبة (62.8%)، وممّن أعلى من (44) عاماً بنسبة (63.4%)، وفق الدراسة. ‏والنسبة الغالبة من التفاعلات جاءت من المغردين ذوي الترتيب المتوسط على موقع التواصل الاجتماعي (إكس)، بنسبة (61.4%) مقابل نسبة (12.4%) لذوي الترتيب المرتفع (الأكثر ‏تفاعلاً). ‎ 

وحول تصنيف القضايا التي يناقشها المغردون، اهتمت النسبة الغالبة من التفاعلات بالحديث حول الإخوان فـي فرنسـا، تلاها ‏الحديـث عن العلاقة بين الإخوان وحماس، ثم الإخوان في أوروبا‎.‎

وبتحليل عينة مكونة من (550) ألف تغريدة وإعادة تغريد وردّ، لوحظ غلبة التوجه المناهض بوضوح وقوة تجاه جماعة ‏الإخوان، وذلك بنسبة (81.8‏‎%‎).

وأكثر القارات ذات التوجه المناهض للإخوان المسلمين كانت أوروبا، وكانت أكثر القارات ذات التوجه المؤيد للجماعة ‏هي القارة الأفريقية‎.‎

والتركيز الغالب في التوجه الإيجابي عن الجماعة، خاصة في أفريقيا، كان على الدفاع عن الإخوان، ثم العلاقة بين الإخوان ‏وحماس، تلاها الإخوان في مصر‎.‎

 

مثلت نسبة التوجه السلبي في التغريد حول الإخوان المسلمين في القارة الأوروبية (100%)، وركزت على قضايا ‏كالمنظمات القريبة من الجماعة.

 

في المقابل، مثلت نسبة التوجه السلبي في التغريد حول الإخوان المسلمين في القارة الأوروبية (100%)، وركزت على قضايا ‏بعينها، منها المنظمات القريبة من الجماعة في أوروبا، ورصد استراتيجية التسلل التدريجي التي تتبعها الجماعة في ‏الدول الأوروبية‎.‎

كما تناولت التغريدات ذات التوجه السلبي في أوروبا، وأشارت بعض التغريدات إلى أنّ الاتحاد الأوروبي يموّل بعض ‏التنظيمات المقربة من الإخوان في القارة، مؤكدة وجوب التحرك الفوري والتوقف عن منح المال لهذه المنظمات‎.‎

الكتاتني: جماعة الإخوان المسلمين لم يكن لديها قوة شعبية على أرض الواقع، كما كانت تروج طوال الوقت

الأكثر من ذلك، أشارت بعض التغريدات إلى أنّ جماعة الإخوان تحرض الشباب على تنفيذ عمليات إرهابية تحت غطاء ديني، وفق ‏ما رصدته الدراسة ذاتها‎.‎

وفي الولايات المتحدة بلغت تغريدات التوجه السلبي نحو جماعة الإخوان الإرهابية نحو (97.4%) من إجمالي التغريدات، ‏وركزت على عمل الجماعة منذ عقود على تدمير الدولة من الداخل‎.‎

كما تناولت التأكيد على أنّ إلهان عمر ورشيدة طليب تمثلان توجهات جماعة الإخوان في الكونغرس الأمريكي، وارتباط ‏مؤسسات إسلامية نشطة مثل (كير) بالإخوان‎.‎

واستند الكثير من النشطاء عبر مواقع التواصل على الأرقام التي نشرتها الدراسة بالحديث عن انهيار شعبية الإخوان، ودحض الشائعات والأكاذيب التي تنشرها الجماعة عبر وسائل إعلامها وخلاياها الإلكترونية.    

 

في الولايات المتحدة بلغت تغريدات التوجه السلبي نحو جماعة الإخوان الإرهابية نحو (97.4%) من إجمالي التغريدات.

 

وأكدوا أنّ ألاعيب الإخوان الإلكترونية التي تصور انتشارهم الواسع لم تعد تنطلي على أحد، وأنّ الجميع يدركون أنّ تأثيرهم أصبح محدوداً، وأنّ التواجد المؤيد لهم عبر مواقع التواصل أصبح قليلاً جداً.

ووفق رصد (حفريات)، فإنّ الإخوان يستغلون أيّ حدث راهن لتوجيهه وفق رؤيتهم، بما يخدم مصالحهم، وهذا ما يشعر رواد المواقع بأنّ تواجد الإخوان ما زال كثيفاً.  

وفي سياق متصل بشعبية الإخوان، قال الباحث في الحركات الإسلامية إسلام الكتاتني، في تصريح صحفي نقلته صحيفة (الأهرام): إنّ "جماعة الإخوان المسلمين لم يكن لديها قوة شعبية على أرض الواقع، كما كانت تروج طوال الوقت، كما أنّ العام الذي شهد حكم الإخوان للدولة المصرية كان عددهم الحقيقي حوالي (300) ألف شخص، منهم (50) ألف شخص "أخ عامل"، أمّا الباقي، فهم الدرجات التنظيمية، لكنّهم حاولوا ترويج أنّ أعدادهم تصل إلى ملايين الأشخاص".

وأضاف (الكتاتني): إذا أضفنا إلى هذا الرقم أعداد تنظيم السيدات والأطفال والمتعاطفين، فسيصل العدد إلى (2) مليون مواطن فقط، لذلك كانوا يعتمدون على الهالة الكبيرة التي يحاولون صناعتها، وذلك نتيجة لقدرتهم على الحشد والقدرة التنظيمية، فيتضح أمام الناس أنّ هناك شعبية كبيرة لديهم، ولكن كل ذلك ما هو إلا إنكار للواقع".




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية