
قال الكاتب الصحفي الكويتي حمد سالم المري: إنّه كلما انتقد أحد تصريحات حركة (حماس) التي تنعى فيها هلاك قائد من قادة الحرس الثوري، وفيلق القدس، تصدى لهم "إخوان الكويت"، وبرّروا هذا النعي بأنّه مجرد عمل ديبلوماسي، لأنّ إيران هي الدولة الوحيدة التي تدعمهم، بعد أن تخلت عنهم حكومات الدول العربية!.
وأضاف في مقالة نشرها عبر صحيفة (السياسة) تحت عنوان "هل يفيق مؤيدو فكر "الإخوان" من غفلتهم؟"، أنّه كلما انتقدوا حماقات (حماس) التي تسببت بتدمير غزة، وقتل نحو (41) ألفاً من سكانها، والغالبية العظمى منهم أطفال ونساء وشيوخ، وكبار في السن، فيما في المقابل أعضاء الحزب يحتمون في خنادقهم تحت الأرض، هاجم "إخوان الكويت" هؤلاء المنتقدين ووصفوهم بالتصهين.
وذكر أنّ الإخوان المفلسين يسعون دائماً لتشويه الحقائق من أجل تحقيق مصالحهم الحزبية التي أسسها لهم حسن البنا، لأنّ الحكومات العربية، وخصوصاً حكومات دول الخليج العربية، لم تتخلَّ عن فلسطين، بل (حماس) هي من تخلت عنها، ورمت نفسها في أحضان إيران، بعدما نقضت اتفاقياتها وعهودها أكثر من مرة، وآخرها اتفاقيتها مع حركة (فتح) في مكة المكرمة في عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ عام 2007، فسيطرت على غزة، وقتلت عدداً من المسؤولين الحكوميين التابعين لحركة (فتح)، وطردت البقية، وذهب قادتها إلى إيران، وقدموا للمرشد الأعلى ولاء السمع والطاعة، فأصبحوا كـ (حزب الله)، ذراعاً عسكرية لإيران في المنطقة.
إنّ نعي (حماس) لحسن نصر الله، ليس فقط سقطة كبيرة للإخوان، وإنّما هو تحدٍّ لمشاعر العرب السنّة في سورية والعراق، الذين سُفكت دماؤهم على أيدي حزب الله.
وأوضح المري أنّ العلاقات بين "الإخوان المفلسين"، وإيران ليست حديثة، بل هي قديمة جداً، وقد بدأت منذ أيام حسن البنا عام 1938 الذي استضاف الخميني، كما أشار بذلك عباس سيسي، أحد قيادات "الإخوان" في ذلك الوقت.
وقد استقبل حسن البنا عام 1939 تقي الدين القمي، أحد أقطاب ملالي إيران، محاولاً إنشاء مكتب لهم في مصر، وفي عام 1979 خرج جماعة "الإخوان المفلسين" في مصر بتظاهرات في كليّات الجامعات تأييداً للثورة الخمينية.
وختم مقالته بالقول: "إنّ نعي (حماس) لحسن نصر الله، ليس فقط سقطة كبيرة من سقطات هذا الحزب الإخواني، ولن تكون الأخيرة، وإنّما هو تحدٍّ لمشاعر العرب السنّة في سورية والعراق، الذين سُفكت دماؤهم على أيدي حزب الله، الذي لم تسلم من شرّه الكويت، والمملكة العربية السعودية، والبحرين.