
حسن عبدالرضي الشيخ
لطالما كانت الحروب في السودان نتيجة مباشرة لسياسات كارثية ومؤامرات خبيثة نُسجت بيد من يسعون للسلطة بأي ثمن ، حتى لو كان الثمن أرواح الأبرياء ومصير وطن بأكمله. وفي مقدمة هؤلاء ، يقف الإخوان المسلمون كالقاسم المشترك “الأجرم” في إشعال الحروب وتأجيج نيران الفتن.
منذ وصولهم إلى السلطة ، انتهج الإخوان المسلمون سياسة تدمير مؤسسات الدولة ، وعلى رأسها الجيش السوداني. قاموا بإفراغ الجيش من الكفاءات الوطنية الشريفة، واستبدلوا الضباط المؤهلين بأفراد من منسوبيهم الذين يدينون بالولاء للتنظيم أكثر من الوطن. هذه الاستراتيجية لم تكن عبثية ، بل كانت تهدف إلى تحويل الجيش من مؤسسة وطنية إلى أداة لتحقيق أهداف التنظيم.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد ، بل عمدوا إلى خلق ميليشيات موازية تحت مسميات مختلفة ، كان أبرزها “الدعم السريع”، التي أنشئت أصلاً لتكون ذراعًا عسكريًا غير رسمي ، ينفذ أجندة الإخوان المسلمين بعيدًا عن المساءلة أو المحاسبة. ومع مرور الوقت ، تحولت هذه الميليشيا إلى قوة منفلتة ، تشعل الحروب وتدمر المدن ، وتفتك بالمواطنين بلا رحمة .
إن المسؤولية الأخلاقية والقانونية عن جرائم الحرب التي ارتُكبت ، وعن معاناة الملايين من السودانيين ، تقع على عاتق الإخوان المسلمين ، الذين زرعوا بذور الفتنة واستثمروا في الفوضى.
وعد الثورة
منذ اندلاع ثورة أكتوبر المجيدة حمل السودانيون شعلة الأمل بالتغيير الحقيقي الذي يحول أرض السودان إلى جنة الله الموعودة. لم تكن ثورة أكتوبر مجرد انتفاضة عابرة ، بل كانت نداءً للأمة للتمسك بالحرية والكرامة والديمقراطية. واليوم ، تعيد ثورة ديسمبر المجيدة هذا الوعد إلى الواجهة ، حيث وقف الشعب في وجه الظلم والاستبداد ليصنع تاريخًا جديدًا بإرادة لا تنكسر.
إن السودان اليوم أمام منعطف تاريخي ، يحتاج فيه إلى استلهام روح تلك الثورات العظيمة. ثورة ديسمبر ليست مجرد ذكرى بل هي دعوة متجددة لكل السودانيين لاستعادة زخمها ، وتوحيد الصفوف ، واجتثاث كل ما يقف عقبة أمام التغيير الحقيقي.
الطريق إلى المستقبل
لن يتحقق السلام إلا بإعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس وطنية ، ومحاسبة كل من تلاعب بمصير الشعب السوداني لتحقيق مصالح شخصية أو أيديولوجية.
السودان يستحق مستقبلاً أفضل ، ولن يتحقق ذلك إلا بوعد الثورات : أكتوبر وديسمبر ، وما تحمله من أمل في غد أفضل يضع السودان في مصاف الدول المزدهرة ، ويعيد إليه مكانته كأرض خصبة للحضارة والإنسانية.
الراكوبة