اعترفت جماعة الإخوان المسلمين في السودان ضمنيّاً بأنّها المسؤولة عن استمرار الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، ورفض الهدن التي يدعو إليها المجتمع الدولي.
جاء الاعتراف على لسان الأمين العام لـ (الحركة الإسلامية) علي أحمد كرتي، الذي أكد رفضه القاطع أيّ هدنة مع (قوات الدعم السريع) التي وصفها بـ "الميليشيا المتمردة"، متهماً إيّاها بمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة جراء الحرب المستعرة في السودان منذ قرابة العام، عادّاً ذلك "ابتزازاً"، دون التطرق إلى حقيقة أنّ الجيش هو من يمنع وصول المساعدات إلى الكثير من المناطق، وفق تصريحات الكثير من المسؤولين الأمميين.
علي أحمد كرتي يؤكد رفضه أيّ هدنة مع قوات الدعم السريع، ويتهمها بمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة جراء الحرب المستعرة في السودان.
ورأى كرتي في تصريحات لـ (الشرق الأوسط) أمس أنّ الشعب السوداني لن يقبل بأيّ هدنة مع قائد (قوات الدعم السريع) محمد حمدان دقلو "الشهير بحميدتي"، وذلك لأنّه "تحالف مع الأجنبي على انتهاك سيادة البلاد، لتدمير جيشها ومؤسساتها الأمنية والعدلية والقانونية"، وفق قوله.
ووفق ما صرح به مراقبون لـ (حفريات)، فإنّ تصريحات كرتي تظهر أنّ الجماعة هي المسيطرة فعليّاً على قرار الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وأنّ الإخوان لا يرغبون بأن تضع الحرب أوزارها، لأنّها الوسيلة الوحيدة لعودتهم إلى المشهد السياسي بقوة، فهم لديهم خياران؛ إمّا أن يكونوا جزءاً فعليّاً في حل الأزمة، وإمّا دمار وخراب السودان.
وقال الأمين العام للحركة الإسلامية: "السودان دولة ذات سيادة، ونرفض التدخل الدولي في الشؤون الداخلية للبلاد، والشعب لن يقبل هدنة مع من ينتهك حرماته، ويغتصب نساءه، ويُزهق أرواحه، ويدمِّر ممتلكاته، ويدمِّر المؤسسات العامة التي تقدم له الخدمات"، ولم يتفوه بكلمة عن القتل والتنكيل بحق السودانيين، الذي يرتكبه عناصر وجنود من الجيش أمام الكاميرات، وعلى الملأ.
وقد أصدر مجلس الأمن الدولي الجمعة الماضية قراراً يقضى بهدنة خلال شهر رمضان، تمهّد لوقف إطلاق نار دائم، وعملية سياسية يقودها المدنيون، بعد نحو عام من حرب تسببت في أكبر أزمة نزوح في العالم.
مراقبون: تصريحات كرتي تظهر أنّ الجماعة هي المسيطرة على قرار الجيش، وأنّ الإخوان لا يرغبون بأن تضع الحرب أوزارها، لأنّها الوسيلة الوحيدة لعودتهم إلى المشهد.
وكان الجيش السوداني قد أعلن رفضه أيّ هدنة قبل خروج (قوات الدعم السريع) من المناطق التي تسيطر عليها في دارفور وكردفان والجزيرة والخرطوم، والمناطق المدنية والعسكرية التي تحت سيطرتها، بما في ذلك منازل المواطنين. وفي المقابل رحبت (قوات الدعم السريع) في بيان بقرار مجلس الأمن، وأعلنت استعدادها لوقف الأعمال العدائية خلال شهر رمضان، لتخفيف معاناة السودانيين.