الإخوان لا يخدمون إسرائيل فقط.. بل يشبهونها

الإخوان لا يخدمون إسرائيل فقط.. بل يشبهونها

الإخوان لا يخدمون إسرائيل فقط.. بل يشبهونها


28/01/2024

لؤي الخطيب

تواصل الأبواق الإخوانية ترويجها للروايات الإسرائيلية على نحو لم تكن تحلم به إسرائيل ذاتها، حتى حينما وقف المحامي الإسرائيلي في محكمة العدل الدولية ليوجه اتهامات مضحكة حول مسؤولية مصر عن منع وصول المساعدات إلى أهالي قطاع غزة، تولت أبواق المطاريد مسؤولية ترويج وتأكيد تلك الرواية التي تبرئ إسرائيل!

الإخوان بطبيعة الحال جماعة وظيفية، تتناوب عليها الأجهزة المعادية على أسرّة مفروشة بالدولارات، فطبيعي تماما أن تتبنى أبواقها الرواية الإسرائيلية لإدانة مصر وتبرئة إسرائيل.

لكن إمعان النظر في تاريخ تنظيم الإخوان، ربما يقودنا إلى ما هو أعمق.. هذا التنظيم يتشابه بشدة في تكوينه وقيمه ودوافعه مع إسرائيل، بشكل لافت للنظر!

المجتمع الإسرائيلي هو ابن الخوف، الخوف من الزوال ومن الكراهية التي تحيطه من كل جانب، هو أيضا لا يستطيع الإنجاز إلا تحت ضغوط الخوف من الزوال، ذلك الكابوس الذي يرودهم منذ تأسيس دولتهم القائمة على التهجير والاحتلال وحتى الآن.. وكل هذا الخوف ليس إلا نتيجة لأفعال إسرائيل ورغبتها المرعبة في الاستحواذ على كل شيء وسحق من يقف في طريقها.

الإخوان أيضا أبناء نفس الخوف، فهم دائما ملاحقون بسبب نفس الطمع.. هذا التنظيم يتغذى على الخوف والمظلوميات والملاحقات، هي أساس الترابط الذي يجعل ذلك الكيان غير المتجانس يجتمع على أفكار واهية، يمنعه الخوف من مناقشتها وبيان خوائها.

المجتمع الإسرائيلي استعلائي بطبيعته، هي دولة يهودية ترى كل من ليس يهوديا لا يستحق الحياة، ذلك المجتمع الذي يكره الآخر لمجرد أنه آخر، لا يختلف عن تنظيم الإخوان الذي يكره الآخر حتى ولو كان من نفس البلد، ولا دليل على ذلك أصدق مما قاله صبحي صالح القيادي الإخواني، حينما أراد المقارنة بين من يتزوج من داخل الإخوان ومن خارجها: "أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير"!!!

الإخوان وإسرائيل، كلاهما مجتمع مغلق، يلفه الغموض وتكتنفه الريبة.. كلاهما لا يتورع عن سفك الدماء إذا كان وسيلة لتحقيق مصلحته.. كلاهما مستعد لإهدار أي قيم إذا كان في ذلك بلوغا لغاية منشودة.. كلاهما دخيل على محيطه..

عن "الوطن"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية