الإخوان في بنغلاديش: تحدي الحكومة ونهب أموال الزكاة

الإخوان في بنغلاديش: تحدي الحكومة، ونهب أموال الزكاة

الإخوان في بنغلاديش: تحدي الحكومة ونهب أموال الزكاة


09/04/2023

في خطوة جديدة نحو التصعيد، قال نائب أمير الجماعة الإسلامية، الذراع السياسية للإخوان في بنغلاديش، عبد الله محمد طاهر: إنّ الحكومة الحالية، التي وصفها بـ"الفاشية"، تحتجز المئات من منسوبي ونشطاء الجماعة الإسلامية، والأحزاب السياسية المعارضة الأخرى في سجونها، مضيفاً: "يتعين على الحكومة الإفراج عن جميع القادة والنشطاء السياسيين المعارضين المعتقلين لديها، وعلى رأسهم أمير الجماعة الإسلامية شفيق الرحمن".

وفي خطوة تحريضية، طالب طاهر بالعمل الثوري من أجل الإطاحة بالحكومة، وكشف عن وجود خطط لدى الجماعة الإسلامية من أجل إنجاح ما سمّاه "البرامج الشعبية الرامية إلى الإطاحة بالحكومة".

مقاطعة الانتخابات البرلمانية

نائب أمير الجماعة الإسلامية أعلن أنّ حزبه لن يشارك في الانتخابات البرلمانية المقبلة؛ إلّا تحت نظام الحكومة الانتقالية، بوصفه الوسيلة الوحيدة للتهيئة لانتخابات برلمانية حرة ونزيهة، بحسب مزاعمه. مؤكداً في الوقت نفسه على ضرورة العمل بنشاط في الميدان السياسي، مع التركيز على القاعدة الشعبية للجماعة، بالتزامن مع وضع برنامج شامل من أجل التوسع في الأنشطة الجماهيرية، لافتاً إلى ضرورة أن تكون تحركات الجماعة "مخططة ومنسقة ومحددة الهدف مسبقاً، والعمل بإخلاص من أجل تحقيق الأهداف".

القائم بأعمال أمير الجماعة الإسلامية مجيب الرحمن

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها نائب أمير الجماعة الإسلامية في ورشة عمل نظمتها الجماعة لأعضاء المجلس العملي التابع لها، في مدينة رنغبور وديناجبور.

الخلط بين الديني والسياسي

من جهته، شبّه القائم بأعمال الأمين العام للجماعة أبو طاهر محمد معصوم أعضاء الجماعة الإسلامية بصحابة النبي محمد، عليه الصلاة والسلام، حيث قال: إنّ "النبي لم يقم بأيّ مهمة بمفرده، بل أشرك الصحابة في العمل؛ ليصبح عملاً جماعياً، وعملوا كفريق واحد". وواصل استخدام الغطاء الديني مطالباً عناصر الإخوان بالتضحية "بالمال والأرواح في سبيل الله"، في كفاحهم ضدّ الحكومة التي وصفها بـ"الخارجة عن الإسلام، والمحاربة لكل ما هو إسلامي".

نائب أمير الجماعة الإسلامية أعلن أنّ حزبه لن يشارك في الانتخابات البرلمانية المقبلة؛ إلّا تحت نظام الحكومة الانتقالية، بوصفه الوسيلة الوحيدة للتهيئة لانتخابات برلمانية حرة ونزيهة

الخلط بين الديني والسياسي، وتوظيف الأول لصالح الأجندة الإخوانية، تجلى بوضوح في تصريحات مساعد الأمين العام للجماعة المحامي حميد الرحمن آزاد، الذي قال: إنّه يجب إعداد المجال الدعوي بمساهمة الدعاة الإخوان؛ من أجل نشر الإيديولوجيا، وتمهيد الطريق أمام الجماعة للانتشار والتمدد. مضيفاً: "يجب أن يكون الداعي ذكياً وموهوباً ومقبولاً لدى العامة، ويستطيع أن يتماشى مع متطلبات العصر، ولا ينبغي أن يقتصر القرآن الكريم على التلاوة والخطب فقط، بل يجب أن يكون عملياً أيضاً". في إشارة إلى التوظيف الصريح للنص لصالح الأهداف السياسية. وهو ما يتفق مع تصريحات سابقة جاءت على لسان القائم بأعمال أمير الجماعة الإسلامية مجيب الرحمن، والتي قال فيها: "نريد أن نؤسس حكماً قرآنياً".

استهداف أموال الزكاة

على الرغم من قيام السلطات الأمنية في بنغلاديش بتضييق الخناق على حركة الأموال الخاصّة بالجماعة الإسلامية، ومنعها من جمع أموال الزكاة، وتوظيفها لصالح أهدافها السياسية، إلّا أنّ الجماعة ما زالت تمارس عملية الجباية تحت غطاء ديني، حيث عقدت الجماعة في 28 آذار (مارس) الجاري ورشة عمل افتراضية في مدينة بغورا، خصص الجانب الأكبر منها لبحث الأمور المتعلقة بجمع أموال الزكاة.

القائم بأعمال أمير الجماعة الإسلامية مجيب الرحمن، قال: "إنّ الله فرض علينا الصيام، ومن أحد حقوق هذا الشهر إقامة الحكم القرآني في البلاد". مضيفاً: "إنّ الله حرّم الربا، والاقتصاد القائم على الربا هو اقتصاد فاشل، لكن لسوء الحظ، فإنّ الاقتصاد القائم في بلدنا هو اقتصاد قائم على الربا، بدلاً من الاقتصاد القائم على الزكاة، وهذا أثر بشكل كبير على الوضع الاجتماعي للبلاد".

القائم بأعمال الأمين العام للجماعة الإسلامية، الشيخ أبو طاهر محمد معصوم

قيادات الجماعة الإسلامية دشنت حملة شعبية لجمع أموال الزكاة، بداعي صرفها في الأوجه الشرعية، وبالفعل نجحت الجماعة في جمع أموال طائلة، تحت غطاء ديني، مصحوباً بدعاية كبيرة. يقول مجيب الرحمن: "إنّني أدعو الله، سبحانه وتعالى، أن يبارك في ثروة المتبرعين وفي أموالهم، وأن يوفقهم في بذل المزيد في سبيله، حيث إنّه بمساعدتهم تستطيع الجماعة الإسلامية أن تقف بجانب مستحقي هذه المساعدات، وتضع في اعتبارها الأصناف الـ (8) المستحقة للمساعدات في المقام الأول".

لا توجد أيّ حسابات معلنة، أو تقارير إبراء ذمة، تكشف من خلالها الجماعة أوجه صرف أموال الزكاة التي تقوم بجمعها

وبالطبع، لا توجد أيّ حسابات معلنة، أو تقارير إبراء ذمة، تكشف من خلالها الجماعة أوجه صرف أموال الزكاة التي تقوم بجمعها، وحتى البرامج الاجتماعية التي تقوم بها الجماعة يتم من خلالها ممارسة الدعاية الحزبية، والترويج لأجندة الإخوان، في مخالفة صريحة للقوانين.

في هذا السياق، قامت الجماعة الإسلامية في مدينة دكا، بالإعلان عن مبادرات كبيرة لتسهيل الخدمات الاجتماعية، مثل: إنشاء المستشفيات، وخدمات الإسعاف، ودفن الموتى، وخدمة المرضى، وتقديم القرض الحسن، وما إلى ذلك من البرامج الاجتماعية الأخرى، والتي صاحبتها دعاية سياسية واضحة، وهو أمر اعتاد عليه الإخوان في كل مكان.

مواضيع ذات صلة:

كيف حاول إخوان بنغلاديش إفساد انتخابات نقابة المحامين؟

مكافحة التطرف العنيف في بنغلاديش

خطاب التكفير الإخواني.. هل يفجر العنف في بنغلاديش؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية