"الإخوان" بين "القاعدة" و"داعش" وغيرهما!

"الإخوان" بين "القاعدة" و"داعش" وغيرهما!

"الإخوان" بين "القاعدة" و"داعش" وغيرهما!


03/11/2024

لماذا التفت العالم كله اليوم، وبخاصة الإعلام الدولي، إلى جماعة «الإخوان المسلمين» وسلطت الأضواء على نشاط أحزابها وتنظيمها الدولي، مع أنها جماعات تبدو في الغالب مسالمة لا تحمل السلاح ولا تختطف الرهائن ولا تنخرط علنا في أعمال العنف والنشاطات الإرهابية؟ فهل هي مثلا ضحية مظلومة في إطار حملة جائرة، تقودها أطراف محلية ودولية لأهداف مختلفة؟

لن يستقر الرأي على اتجاه واحد في تحديد هوية «الجماعة» بين الإرهاب والاعتدال، فهي منذ ظهورها عام 1928 كما وصفها مؤسسها في مصر جماعة متعددة الاهتمامات ولها نشاطات في كل ميدان.

من أهم صفات جماعة الإخوان كما يتهمها الخصوم، «الزئبقية» وتجنب الوضوح والتبلور قدر المستطاع، وهي في هذا المجال تحرص مثلا على ألا تؤرخ نفسها بدقة، أو تحسم ما حول تاريخها وبعض شخصياتها من جدل، كالتنظيم الخاص وعلاقاتها بمختلف القوى والأنظمة، ولا شك أنها جماعة أدمنت السرية وعزل المظهر عن الجوهر على امتداد سنوات طويلة، حتى فاجأتها كما هو واضح التطورات السياسية العربية العالمية بشكل مزعج في السنوات الأخيرة، فلم تعد قادرة على استيعابها والتأقلم معها، دون أن تخسر أشياء كثيرة في عملية التحول والاضطرار إلى المصارحة والانكشاف.

ولعل إحدى المرات والمناسبات المصيرية التي انكشفت فيها الجماعة للهواء الطلق والأعين المجردة، ربما منذ أحداث ما قبل ثورة 1952 أو أحداث 1965 في مصر خاصة حيث قيادتها، كان انكشافها في أحداث «الربيع العربي» 2011-2013، ووصول «الجماعة» إلى الحكم بسبب ظروف التصويت والصراع السياسي وانقسام المنافسين، إذ أظهر نجاحها كذلك ما في جوف الحركة من فراغ وانقسامات وارتجال وهوس متعجل «بالتمكين» ومحاولة حرق المراحل والقفز على مختلف الحواجز، متناسية الخصائص الفكرية والسياسية والعقائدية للجماعة، وعدم الاكتراث بصفة الاعتدال والمسالمة التي كانت تتظاهر بها وتروج لها باعتبارها «كبرى الحركات الإسلامية» وأثقلها وزنا وأبطأها حركة!

يتساءل الكثيرون بلا شك في العالم العربي اليوم، خاصة من يشغلهم المصير السياسي لهذه الدول والمنطقة، أيهما أخطر على مصير الديمقراطية والحريات الاجتماعية والاستقرار والتقدم عمومًا، جماعات الإخوان المسلمين أم الجماعات المتشددة الإرهابية المسلحة مثل «القاعدة» و«داعش»؟

من المؤكد أن الإسلام السياسي والتيار الديني بشتى أحزابه وجماعاته ومذاهبه خطر يهدد الديمقراطية والحريات والتعددية والتطور الاجتماعي. ولا جدال في خطورة جماعات مثل «القاعدة» و«داعش» والتنظيمات الجهادية وجماعات حزب الله، وهي جميعها لا ترتبط بالضرورة بتاريخ أو أرض أو مصالح الدولة التي تتحرك فيها، وتمارس عنفاً مدمراً لا يمكن لأي دولة أو شعب أن يتحمله، ولكن هل هذا يشمل «الإخوان المسلمين» كذلك؟

هل جماعة الإخوان، رغم ما في الحركة من رجال أعمال وقانون ومدرسين ومهندسين وأساتذة جامعة وموظفين وغيرهم من أثرياء ومن متوسطي الثراء ومن ذوي اللياقات البيضاء، هل جماعة كهذه تمثل أي خطورة على الأوضاع السياسية؟

علينا بالطبع أن نميز دائما بين ما نرى ونلمس من صفات وشمائل الإخوان «أفرادًا» وبين «الحزب» و«التنظيم» الذي تتحكم فيه اعتبارات جماعية وضغوط سياسية ومصالح حزبية وتطلعات استراتيجية وارتباطات عليا بالحركة والتنظيم الأم، ما يهمش أو يلغي أي دور تقريباً لأي حركة وتأثيرات فردية داخل التوجه الجماعي والسياسي للحزب. وهذا ما نلمسه مع الأحزاب العقائدية كلها، وما نراه في انتخابات مجلس الأمة في الكويت مثلا، والنشاط الطلابي للإخوان، إذ تتحكم مصلحة الحزب وتوجيهاته بكل المرتبطين بالجماعة والمناصرين لها.

وقد يتساءل أي مراقب سياسي خبير ومجرب، هل جماعة الإخوان حقاً حزب مسالم في العالم العربي، بتفكير واقعي وسلوك سياسي عصري وتوجه علمي مثقف، قادر على تحقيق أهداف المجتمعات العربية وتطويرها، وإعطاء شعوبها الحرية السياسية والتقدم الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي المنشود، فتصبح هذه الدول أو بعضها على الأقل بين بلدان أوروبا وآسيا المتقدمة، التي تدار بشفافية وبأحزاب علنية ولأهداف واضحة، وبثقافة وشعارات عصرية حديثة؟

أم أن الهدف الذي تركز على تحقيقه جماعة الإخوان وتسعى إليه في الظاهر والباطن، هو إقامة كيان خيالي «كدولة الخلافة» أو «نظام إسلامي»، لهما سمات شرعية وملامح إسلامية كما تتحدث عنها كتب الإخوان والإسلاميين ومؤلفاتهم في المجالات الاقتصادية والحزبية، ومن هنا فلا جدوى من أي نقاش سياسي حقيقي ومثمر معهم؟

هيمنة الإخوان على طموحات وأفكار جزء مهم من جماهير الشارع العربي وقوى التغيير، باعتقادي سبب أساسي لعرقلة تطور ونضج الوعي السياسي في مجال تحديث العالم العربي، وعصرنة شعوبه، وفهم مستلزمات التقدم السياسي والاقتصادي، وبخاصة نضج الشريحة الوسطى المتعلمة والمؤثرة، كما نرى ذلك بوضوح في دول عربية رئيسة، حيث تسيطر على الكثيرين من هذه الفئة التعبئة الفكرية الإخوانية، ووهم دولة الإسلام السياسي، وضرورة تحطيم الغرب وإسقاط حضارته وإقامة البديل الإسلامي على أنقاضه، وغير ذلك، وتسيطر الأوهام نفسها على الأقليات المصرية والسورية والجزائرية والباكستانية والماليزية والإندونيسية في أوروبا وأمريكا، في الغالب، بسبب هيمنة «الإخوان» و«الجماعة الإسلامية» وغيرهما على الجمعيات والمساجد والإعلام ومجالات الدعاية والخطب الدينية وغيرها.

هكذا كان كذلك قبل 40 سنة الإيرانيون المعارضون للشاه في أوروبا وأمريكا خلال السبعينات قبل الثورة عام 1979، حيث طغى على فكرهم السياسي أوهام «البديل الإسلامي الرباني»، والاقتصاد اللاربوي «التوحيدي»، وفكرة الاستعلاء على كل الأمم و«الاستقلال الحضاري»، ورفض الشرق والغرب، تحت شعارات رجال الدين الإيرانيين والعراقيين والمفكرين والكتّاب في مجال «البديل الإسلامي»، مثل د. علي شريعتي والسيد محمد باقر الصدر ومحمود طالقاني ومرتضى مطهري، وبالطبع آية الله الخميني. فأعشى هذا البريق الأعين وطمس على العقول وأعاق أي تفكير واقعي أو نضح سياسي. ونرى اليوم بوضوح الثمن الفادح الذي دفعته إيران وشعبها ولا يزالان، بسبب السذاجة السياسية! وكان السودان الضحية الثانية من خلال تجربتين امتدتا عدة عقود في زمن جعفر النميري وعمر البشير، وبمباركة عميد الفكر الإسلامي والإخواني في السودان د. حسين الترابي الذي ركب السفينة الحالمة مع الرجلين وقفز خارجها لحسن حظه في اللحظة المناسبة.

وكانت أفغانستان من ضحايا فكر الإخوان لإعداد كوادرهم وتدريب قياداتهم وجمع ثرواتهم، في ظل مقاومة الاحتلال السوفياتي وطرد الكفار الروس، حيث تولى د.عبدالله عزام، الإخواني المخضرم المتشبع بفكر الجماعات الإسلامية وبأحقاد الفشل الفلسطيني والعربي على الدنيا كلها. تولى د.عزام تدمير مستقبل آلاف الكوادر العربية في معسكرات الجهاد التي رسخت ثقافة الاستشهاد والتفجير والكلاشنكوف، والتي أنجبت في النهاية الصحوة الإسلامية وتنظيم القاعدة، وأنسلت الأفغان العرب، وربما عددا لا يحصى من القيادات الإسلامية التي مرت وهدمت ربيع العرب على رؤوسهم بعد 2011!!

خطورة فكر الإخوان وحركتهم التنظيمية أنهم يغلقون عقول الشباب قبل كبار السن، ويكسبون النساء قبل الرجال، ويغزون الفقراء بعكس ما يكسبون به الأثرياء من شعارات وممارسات، أما شباكهم الواسعة فمنصوبة للشريحة الوسطى الطموحة المتعلمة من أطباء ومهندسين ومدرسين ورجال أعمال وضباط وأساتذة جامعة، وباحثين عن الصعود المالي والوظيفي والإداري والسياسي... من كل لون واتجاه!

الإخوان المسلمون في اعتقادي أخطر على العالم العربي من ظواهر زائلة مؤقتة كـ«القاعدة» و«داعش» وغيرهما، وإن لم يحمل الكثير من هؤلاء الإخوان السلاح أو حتى يؤيد التغيير بالعنف أو حتى يعتبر نفسه على الضفة الأخرى من الديمقراطية والتعددية وحقوق الإنسان، وإقرار الحريات الدينية وربما معظم القيم الليبرالية السياسية والفكرية، التي يعتبر نفسه مؤمنا بها «بشكل إسلامي»!

وتستطيع جيوش الدول المتقدمة أن تتصدى لمعسكرات «داعش» وقيادات «القاعدة»، ولكن ما العمل مع قواعد «الإخوان المسلمين»؟ ثم إن الإخوان هم في الواقع بناة ورعاة فكر وقيادات وشعارات بقية التيارات والأحزاب الإسلامية المعتدلة منها والمتطرفة، بما في ذلك «حزب التحرير» وجماعات السلفية السياسية والجهادية وأحزاب التشيع السياسي، فكلها تستقي من الفكر نفسه والتوجه الشمولي القائم على أدلجة الدين.

نقول في النهاية:

1- جماعة الإخوان المسلمين ليست حزبا عصريا علنيا ديمقراطيا، كما هو شأن الأحزاب في الأنظمة الديمقراطية في أوروبا وآسيا. فهي لا تؤمن مبدئيا بالتعددية الدينية والثقافية أو بحقوق الإنسان وحرية الإرادة والفكر، واعتبار الدين قضية شخصية واختيارا فرديا، بل لا تؤمن أساسا بحرية التدين أو اختيار الإنسان لدينه، بل هي في لحظة التسلط، تسيس وتؤدلج سياسات الإكراه والمطاردة بتحطيم المخالفين والمعارضين وتصفيتهم دون رحمة.

2- جماعة الإخوان ليست حزبا شفافا مرتبطا بوطن ما، أو ببرنامجا وطنيا ما، وليست للجماعة أهداف تنموية حقيقية وأسس فكرية فلسفية يمكن مناقشتها انطلاقا من استراتيجية واقعية، وفق قواعد العلوم السياسية وتجارب التنمية والتطور، كما أن الجماعة ليست مفتوحة للجميع، كما في الغرب وكما تتطلب الديمقراطية. ولا أحد يعرف على وجه الدقة ما يجري في دهاليز هذه الحركة، بل قد يجهل بعض قادتها وكوادرها ما يجري فيها، وهناك كتب ومقالات وتجارب كثيرة عن أشخاص تركوا الإخوان أو انشقوا عليها بسبب تسلط القيادة أو غموض السياسات أو لأسباب أخرى.

ومن الأمور المعروفة في مجال أحزاب التيار الديني أن هذه الأحزاب لا تقر مبدئيا وشرعيا التعددية الفكرية والحرية العقائدية. ورغم إصدار البرامج الانتخابية في دول عربية عديدة للإخوان المسلمين فإن الديمقراطية لم تؤصل حتى الآن في فكر الإخوان، إذ ينبغي التفريق هنا بين الإيمان بإجراء الانتخابات بشكل من الأشكال، وبين الديمقراطية وما يستلزم ذلك من تغييرات في مجال التعليم والإدارة والقوانين والحريات، إذ رأينا انتكاس جوانب مهمة حتى في التجربة الإسلامية التركية الرائدة، إذ برزت فيها الاعتقالات الكيفية والفردية وتعثرت الديمقراطية.

3- تشكلت جماعة الإخوان كما هو معروف ضمن ظروف مصر والعالم العربي وأوروبا، وصعود الشيوعية والفاشية وبعض الزعامات الشرقية مثل مصطفى كمال أتاتورك. وكانت القيادات الفردية وزعامات الأنظمة الشمولية وإسهامها في «إنقاذ» بعض الدول الغربية والشرقية، ما أثر به فكر الإخوان بشدة، ورأوا فيه بديلا جديرا بالاتباع عوضا عن الديمقراطية الغربية وفكرها ودساتيرها، خاصة أن دولا كبريطانيا وفرنسا كانت في طليعة الدول الاستعمارية في مصر والهند وشمال أفريقيا وغيرها، ولم تقم الجماعة منذ تلك المرحلة إلى اليوم، بدراسة مشاكل العالم العربي أو العالم الاسلامي، ولا بمناقشة عميقة للواقع السياسي في أوروبا وأمريكا وآسيا الجديدة، كما لم تقم -وهذا أخطر- حتى بدراسة مطالب ودراسات واقتراحات المثقفين الإسلاميين أنفسهم بضرورة البدء بحركة «إصلاح» أو «تجديد ديني»، فتشير الجماعة في كل مناسبة، إلى رسائل الشيخ حسن البنا مثلا أو أبي الأعلى المودودي وأبي الحسن الندوي وربما سيد قطب ود.مصطفى السباعي، وهي في الغالب أفكار ومؤلفات تجاوزها الزمن وتجددت قضايا ملحة تحتم تغيير بنية تفكير الإخوان المسلمين، وهذا ما تخشاه، وكذلك تخشاه الأحزاب الإسلامية الأخرى.

4- عمقت جماعة الإخوان مدى العداء لغير المسلمين في العالم العربي وخاصة المسيحيون، وكانت مجلتهم في الكويت على رأس المطالبين بإغلاق الكنائس وطرد الراهبات وإغلاق المدارس المرتبطة بالمسيحيين، وإثارة الشكوك حول «نواياهم» ومنع دخول الدول الخليجية موظفين ومدرسين، ونجحت في دفع مجلس الأمة إلى تعديل قانون الجنسية في الكويت، بمنع منحها لغير المسلمين. وفي مصر قامت الجماعة بلعبتها المزدوجة إزاء الأقباط، ولم تتردد في تفضيل أي مسلم من أي مكان عليهم، وعمدت إلى القضية الفلسطينية فخلقت «حماس» التي أتقنت التلاعب بالمشاعر الوطنية والدينية في المنطقة بتمجيد الثورة الإيرانية وآية الله الخميني في طهران، وتمجيد الدولة العثمانية والسلطان عبدالحميد الثاني وعودة الإسلام الصحيح عبر جهاد الإسلاميين الأتراك، والصراع الدائم في منظمة التحرير الفلسطينية في الضفة الغربية بين الحق والباطل، مع إظهار إعجاب لا يخفى بالقائد صدام حسين وابنيه، شهداء الدفاع عن شرف الأمة وكرامتها! ولا تسل عما فعلته حماس بحياة الفلسطينيين في قطاع غزة ومغامراتها العسكرية التي جلبت دمارا واسعا للقطاع وبؤسا لا يوصف لسكانه. ومما يستوقف المرء ويلفت انتباهه، أن هجوم الإخوان على المسيحيين في العالم العربي والتحذير منهم، وكذا التشكيك في نوايا أهل الأديان والمذاهب الأخرى، كان يترافق في الوقت نفسه مع ترسيخ مؤسساتهم ومصالحهم ومساجدهم في أوروبا وأمريكا، وقد انخدع معظم الأوروبيين والأمريكيين بدعاية الإخوان الدينية ومساعيهم في ترويج الاعتدال ومحاربة التطرف، وهذا بالطبع عكس ما يسعى اليه نشاط الأحزاب والمؤسسات «الإسلامية» هناك.

ولم نجد للأسف كذلك أي داعية يكشف لنا وقائع الدعوة في الغرب، أو يحاول إقناع المتزمتين في العالم العربي والإسلامي بالحرية الدينية والمساواة بين المسلم وغير المسلم في بلداننا، حيث يقوم الكثير من الأساتذة المسلمين كما قلنا في مقال سابق بتدريس التاريخ الإسلامي والشريعة الإسلامية في الجامعات الكبرى في الغرب، وكذلك الأدب العربي والفلسفة الإسلامية، في حين لا نكاد نجد من يدرس من غير المسلمين التاريخ المسيحي أو العقيدة المسيحية في جامعاتنا أو حتى يدعو من يحاور الطلبة في أفكارهم المتحاملة على «النصارى» لقراءة مؤلفات بعض مدرسيهم التي تنتمي للقرون الوسطى! ولا شك، كما قلنا مرارا، أن الجماعات الإرهابية والمنظمات الإسلامية المسلحة قد تبنت أفكار الإخوان المعادية لغير المسلمين، بل كراهية من هو غير مسلم كاليزيديين في العراق والقاديانيين في باكستان والهند، وربما كذلك السيخ والبهائيين.. وبالطبع اليهود! 

فالإخوان المسلمون بضخامة جهازهم وجماعاتهم وانتشار دعوتهم ربما أعظم جهاز معادٍ للتسامح الديني وقيم التقارب بين الأديان في الشرق الأوسط!

5- كان باستطاعة الإخوان ومؤسساتهم وصحافتهم أن يؤدوا دورا مؤثرا في عزل جماعات الإرهاب والتنظيمات الجهادية ومحاربة فكرها، غير أن الإخوان أبدوا تقصيرا شديدا في هذا الميدان، إذ لم يصدروا أي شيء ذي بال وواسع الانتشار بعد كتابهم المتواضع «دعاة لا قضاة» الذي كتبه مرشد أسبق للإخوان ينتقد فيه بعض جوانب فكر التكفير دون تحديد!

ولا يخفى أن عدم قيام الإخوان بمثل هذه الحملة الفكرية، يعود في جانب منه إلى أن فكر الجماعات الإرهابية في كثير من تفاصيله السياسية والاجتماعية والإدارية، لا يختلف إلا في الهوامش عن فكر الإخوان وتصوراتهم التشريعية والقانونية والسياسية.

وربما اعتبرت الجماعة انتشار الإرهاب، إن لم يكن بتنسيق مع الإخوان أحيانا، عقابا إلهيا ضد من يرفض حكم الإخوان، بل تتهم علنا الدول الغربية وأمريكا بتأسيس «داعش» و«القاعدة» و«النصرة» لخدمة «مصالحها وتشويه الإسلام»، ولا تبين لنا مقالات الجماعة كيف تخلق الدول الغربية وأمريكا مثل هذه الجماعات التي تهدم مبانيها في نيويورك، وسفاراتها في أفريقيا وتقتل سياحها في آسيا وتحارب بشراسة المصالح الأمريكية وتفجر المعسكرات في العراق والشام وأفريقيا!

الأيام




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية