الإخوان المسلمون: حرب تكسير عظام في تونس وتناقضات في المغرب ومناورات في ليبيا

الإخوان المسلمون: حرب تكسير عظام في تونس وتناقضات في المغرب ومناورات في ليبيا


03/05/2021

تواصلت حرب تكسير العظام في تونس، بين حركة النهضة الإخوانية، والرئيس قيس سعيّد، إثر التهديدات التي أطلقها الأخير، تجاه من أفسدوا المجال السياسي، على حد تعبيره، وفي الجزائر، أثار عبد القادر بن قرينة، رئيس حركة البناء الوطني، أحد الأذرع السياسية للجماعة، سخرية رواد مواقع التواصل الاجتماعي، في أعقاب تصريحات زعم فيها أنّ حزبه سوف يكتسح الانتخابات المقبلة، بينما دخل حزب العدالة والبناء الليبي، الذراع السياسي للإخوان، في حرب تصريحات ضد وزيرة الخارجية، نجلاء المنقوش، عشية مطالبتها بخروج الجيش التركي من بلادها، بينما واصلت لجنة تفكيك التمكين عملها في السودان، وسط تأكيدات رسمية باستمرار نشاطها.

حركة النهضة وفصل جديد من الصراع مع الرئيس

تصاعدت حدة الخلافات بين الرئيس التونسي قيس سعيّد، وحركة النهضة التونسية، على إثر الرسائل التي بعث بها الأول، إلى قيادات الذراع السياسي للإخوان، وذلك في خطابه الذي ألقاه، بمناسبة العيد الوطني لقوات الأمن الداخلي، حيث قال سعيّد، في حضور راشد الغنوشي، ورئيس الحكومة المتحالف معه، هشام المشيشي، إنّ "الأمن المعبر عن الإرادة الشعبية، يجب أن يطبق القانون بدون استثناء، فالجميع سواء أمام القانون، لا يشفع له حزب، ولا نسب، ولا ثروة، ولا منصب، لكنّ هناك من يتمسك بالحصانة، أو بالقرابة، في حين أنّ الحصانة مقصدها هو ضمان حرية الموقف، وليس القذف والكذب والافتراء، ولا يمكن أن تكون حائلاً أمام المساءلة .. أقولها للجميع، اليوم صبر وغداً أمر".

من جهته، رفض محمد القوماني، القيادي في حركة النهضة، وعضو مجلس نواب الشعب التونسي، إحالة النائب راشد الخياري، إلى المحاكمة العسكرية، إثر اتهامه الرئيس التونسي بالخيانة والعمالة، دون سند أو دليل، وأشار القوماني، إلى أنّ النهضة، ترفض التحقيق مع النائب، من قبل القضاء العسكري، زاعماً أنّ الأزمة تعالج في المحاكم المدنية.

وكان قاضي التحقيق الأول لدى المحكمة الابتدائية العسكرية الدائمة في تونس، أصدر بطاقة جلب ضد النائب راشد الخياري، والمعروف بقربه من حركة النهضة، وميله إلى التيار التكفيري، بحسب تأكيدات الكاتب والمحلل السياسي التونسي، خليل الرقيق.

 

تصاعدت حدة الخلافات بين الرئيس و"النهضة" إثر الرسائل التي بعث بها إلى قيادات الذراع السياسي للإخوان

وفي سياق التصعيد ذاته، اتهمت حركة النهضة، الرئيس التونسي، "بعدم التعاون مع مؤسسات الدولة، ورفضِ الحوار، وتوجيه خطاب تهديدي"، بينما واصل رئيس الحكومة هشام المشيشي، إصراره على التعديل الوزاري الأخير، الذي يرفضه قيس سعيّد.

وكان مجلس شورى حركة النهضة، قد جدّد دعمه لرئيس الحكومة، هشام المشيشي، وثمّن الخطوات التي قررها، لتحسين أداء حكومته، بما في ذلك التعديل الوزاري، الذي فجر أزمة غير مسبوقة، مع المؤسسة الرئاسية.

هذا وقد وصف، فتحي العيادي، الناطق باسم حركة النهضة التونسية، تحركات الرئيس التونسي، بأنّها "محاولة ناعمة للانقلاب على الدستور"، زاعماً أنّ الرئيس "يسعى للدفع بالأجهزة الأمنية والعسكرية، والزج بها في آتون السياسة، بدل السعي لجعل هذه المؤسسات، تقوم بدورها المحايد، المتمثل في الدفاع عن مؤسسات البلاد وحمايتها".

 إخوان الجزائر.. سخرية شعبية وارتباك سياسي

في تصريحات مفاجئة، زعم القيادي الإخواني، عبد القادر بن قرينة، رئيس حركة البناء الوطني، أحد الأذرع السياسيّة للجماعة، والمنافس الأول لحركة مجتمع السلم (حمس)، داخل الدوائر المنتمية للإخوان، قدرة تياره على تحقيق المركز الأول في الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في 12حزيران (يونيو) المقبل، وبالتالي تشكيل الحكومة القادمة.

تصريحات ابن قرينة، أثارت موجة من السخرية، بين نشطاء ومدونين، طالبوه بضبط حساباته، ومخاطبة الجماهير بشيء من المنطق، كون التيار الذي يمثله، أبعد ما يكون عن المنافسة في الاستحقاق الانتخابي القادم، والذي تبدو فيه الأحزاب والتيارات الإخوانية، منقسمة على بعضها البعض.

تواصلت المطالب الشعبية في الجزائر بإدراج حركة رشاد الإخوانية على قوائم الإرهاب

من ناحية أخرى، تواصلت المطالب الشعبية، بإدراج حركة رشاد الإخوانية، على قوائم الإرهاب، ودشن رواد مواقع التواصل الاجتماعي، هاشتاغ (رشاد حركة إرهابية)، للتحذير من خطورتها، وتبعيتها لتركيا، وذلك في أعقاب الطلب الذي تقدم به مجموعة من المحامين الجزائريين، إلى وزير العدل، بلقاسم زغماتي، بهدف تصنيف الحركة كتنظيم إرهابي، جنباً إلى جنب، مع حركة الماك، التي تطالب بانفصال الأمازيغ، وسط تقارير أمنية أكّدت على وجود تحالف بين الحركتين، بدعم من مخابرات دولة أجنبية، يرجح البعض أنّها تركيا.

إخوان المغرب بين الخطاب السياسي والتطبيق الانتهازي

حالة من الجدل النظري، دفعت أقلاماً عديدة إلى الاشتباك مع موقف حزب العدالة والتنمية (المصباح)، الذراع السياسي للإخوان في المغرب، والرافض بإصرار لقانون القاسم الانتخابي الجديد، حد الذهاب إلى المحكمة الدستورية، ثم رفض قرارها المؤيد للقانون، ورفع رايات النضال لإسقاطه، ما دفع الدكتور عبد الفتاح نعوم، الباحث المغربي في العلاقات الدولية، إلى طرح سؤال حول سر تمسك الإخوان بكل ما ينتمي إلى إجراءات الديمقراطية، والدفاع عن مخرجاتها التي تذهب في صالحهم، والوقوف دائما في وجه قيم الديمقراطية ومبادئها؟ قبل أن يؤكد أنّ "الدرس الذي لقنته التجربة الديمقراطية في المغرب، للحزب الإخواني، الذي يقود الحكومة منذ عقد من الزمان، إنّما يكشف أنّ هؤلاء قد أتى عليهم شر أعمالهم، ذلك أنّ الأطروحة التي لطالما تبنوها منذ أيام حسن البنا، ومفهومه حول الديمقراطية، فاصلاً قيمها التي يرفضها، عن إجراءاتها، التي هي في نظره وسيلة للوصول إلى السلطة، قد سقطت"، وبالتالي فإنّ على الحركة أن تواجه تحولاتها الجديدة، بنفس الروح الديموقراطية، بدلاً من الانقلاب عليها، والخصومة مع جميع الأحزاب والمؤسسات.

من ناحية أخرى، أثار بيان صادر عن الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، أدان فيه الانتهاكات الإسرائيلية الأخيرة، في مدينة القدس، سخرية رواد منصات التواصل الاجتماعي، بسبب ما وصفه متابعون بالازدواجية والتناقض، بين الخطاب الشعبوي للحزب، الذي يصف الدولة العبرية بالكيان الصهيوني، والمواقف السياسية الانتهازية، التي تمثلت في تصديق سعد الدين العثماني، الأمين العام للمصباح، على الاتفاق الثلاثي مع إسرائيل، بصفته رئيساً للحكومة.

إخوان ليبيا يدعمون الوجود العسكري التركي

في ليبيا دشن حزب العدالة والبناء الليبي، الذراع السياسي للإخوان المسلمين، حملة للهجوم على وزيرة الخارجية، نجلاء المنقوش، التي طالبت في كلمتها أمام البرلمان الإيطالي، بانسحاب القوات التركية من بلادها، مؤكدة أنّ "حكومة الوحدة الوطنية، بقيادة رئيس الوزراء، عبد الحميد الدبيبة، بدأت بالفعل حواراً مع تركيا حول هذا الشأن"، وشددت على ضرورة الانسحاب الفوري لجميع المرتزقة الأجانب، والمقدر عددهم بنحو 20 ألف مقاتل.

من جهتها، زعمت المتحدثة باسم حزب العدالة والبناء، سميرة العزابي، أنّ "القوات التركية الموجودة في ليبيا، جاءت دعماً للاستقرار، وبناء على اتفاق رسمي، وأنّها ليست قوات مرتزقة"، متجاهلة رفض مجلس النواب الليبي، التصديق على هذا الاتفاق.

كما هاجم القيادي الإخواني، خالد المشري، تصريحات نجلاء المنقوش، زاعماً أنّ القوات التركية، والمرتزقة التابعة لها، تعمل في ليبيا بشكل شرعي، دون أن يحدد طبيعة تلك الشرعية، ما يعكس طبيعة المناورة الإخوانية، التي يحاول من خلالها عملاء أنقرة، تقويض عملية التسوية السياسيّة، والدفع بالبلاد تجاه الفوضى، والاحتراب الأهلي من جديد.

ملاحقة في السودان وتفكيك التمكين

في السودان، نفى وجدي صالح، عضو لجنة إزالة التمكين، أن يكون قانون مفوضية مكافحة الفساد، بديلاً عن عمل اللجنة، مؤكّداً أنّ "مفوضية مكافحة الفساد، لا يتعارض عملها مع لجنة تفكيك الإخوان، فالاثنتان تمثلان استحقاقاً دستورياً".

وفي سياق متصل، أفادت تقارير متعددة، بأنّه من المتوقع، إعفاء 128 ضابطاً بجهاز الأمن والمخابرات، من عملهم، في إطار إعادة هيكلة الجهاز الأمني، وتطهيره من عناصر إخوانية، ثبت تورطها في التخطيط لعدة اضطرابات، بهدف زعزعة الأمن الوطني.

الصفحة الرئيسية