الإخوان المسلمون: تجاهل علاقة أردوغان بإسرائيل ورفع أعلام تركيا في ليبيا

الإخوان المسلمون: تجاهل علاقة أردوغان بإسرائيل ورفع أعلام تركيا في ليبيا


14/06/2020

في شهر أيّار (مايو) من كل عام، يبدأ الإخوان المسلمون موسم استغلال القضية الفلسطينية، حيث ذكرى النكبة، والتي رافقها هذا العام، دعاية صاخبة لرجب طيب أردوغان، بمناسبة مرور عشرة أعوام على حادث السفينة مرمرة، التي حاولت في 31 أيّار (مايو) من العام 2010 كسر حصار غزة، فهاجمتها البحرية الصهيونية في المياه الدولية.

غض الإخوان المسلمون الطرف عن أواصر العلاقات العميقة بين أنقرة وتل أبيب

وبهذه المناسبة، أصدر المتحدث الإعلامي للإخوان المسلمين، طلعت فهمي، بياناً رسمياً، وصف فيه سقوط تسعة من الشهداء على متن السفينة مرمرة، بالإبادة الجماعية.
وعلى الرغم من فداحة الجرم الصهيوني، إلا أنّ أسلوب الطرح الاستعراضي يحوّل الأمر إلى متاجرة بالقضية الفلسطينية، كعادة الجماعة، التي حاولت احتكار النضال القومي، تحت راية الجهاد الديني، ولم تنسَ تمجيد الدور التركي، في تجهيز أسطول الحرية ودعمه، وتسليط الضوء على "المجاهد الكبير"، رجب طيب أردوغان، الذي "أرغم الحكومة الإسرائيلية على الاعتذار".
وفي هذا السياق، خرج عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم (حمس)، الذراع السياسي للإخوان المسلمين في الجزائر، ليروى مرة أخرى "بطولاته" على متن مرمرة، والدور التركي "الرائع"، للدفاع عن الفلسطينيين، في مقابل "تخاذل" الحكومات العربية.

 

 

وبالطبع، غض الإخوان المسلمون الطرف عن أواصر العلاقات العميقة بين أنقرة وتل أبيب، وموافقة أردوغان إبان حادث مرمرة على نشر درع حلف الأطلنطي الصاروخي، لحماية إسرائيل من أيّ هجمات صاروخية، وقيام خارجيته بالتهديد باحتلال شمال العراق، مع تسريبات بالنية في إقامة قواعد عسكرية هناك، وتعميق التحالف الاستراتيجي مع إسرائيل، وقد صرح أردوغان إبان الحادث أنّ علاقته كانت حميمة مع حكومة أولمرت، التي صبّت الرصاص المنصهر على القطاع، وهو ما يعيد إلى الأذهان تلك العبارة الشهيرة التي نحتها شيمون بيريز، لوصف أنقرة في علاقتها مع تل أبيب، بأنّها "عشيقة ترفض الزواج".
شماتة في عبد الناصر أم ابتهاج بانتصار إسرائيل؟
مع مرور ذكرى الهزيمة العربية، في الخامس من حزيران (يونيو) 1967، مارست منابر الإخوان نوعاً من الشماتة في جمال عبد الناصر، وكأنّها تشارك إسرائيل بانتصارها، حتى أنّها استخدمت هذا العام مصطلح "عيد 5 يونيو"، في دلالة واضحة على المدى الذي يمكن للجماعة أن تذهب إليه، على حساب التاريخ والوطن.

 

 

اقرأ أيضاً: هكذا يستغل أردوغان الفتاوى.. وهؤلاء الناطقون باسمه
ففي بيان رسمي عن المتحدث الإعلامي للإخوان، طلعت فهمي، قالت الجماعة "هزيمة يونيو 67 فجعت الشعب المصري والعربي في نظامه الحاكم، وأصابته بحالة قاسية من الإحباط بعد أن اكتشف إلى أيّ حد بلغ فساد وانحرافات ذلك النظام، وكيف هوى إلى الدرك الأسفل من الأكاذيب، عبر منظومة إعلام فاسدة، وفوجئ الشعب المصري بقوات العدو على الضفة الشرقية لقناة السويس بعد احتلال سيناء والقدس والجولان كاملة، وأخذت الشعوب العربية تتابع أفواج الأسرى من الجيشين المصري والسوري، تعرض تباعاً على شاشات التلفاز الصهيوني، بينما توالى سقوط الزعامات والقيادات العسكرية الفاشلة بين تنح وانتحار أو قتل".

 

 

وبالطبع تجاهل البيان الشامت مشهد الجماهير العربية، وهي تعلن ملحمة الصمود، وتطالب عبدالناصر بعدم التنحي، وتجاهل كذلك عملية إعادة بناء الجيش المصري، وملحمة حرب الاستنزاف وبناء حائط الصواريخ، ولم يذكر كذلك دور الإخوان في تلك المرحلة، وهل انخرطوا في النضال الوطني، أم مارسوا نوعاً آخر من العمل السري الذي يتقنونه؟
وفي تركيا، أذاعت قناة مكملين، أحد الأذرع الإعلامية للإخوان، أكثر من تقرير بمناسبة الهزيمة، وخرج حمزة زوبع متهللاً، وكأنه يشاطر الدولة الصهيونية احتفالها بهزيمة الجيوش العربية.
تونس.. حركة النهضة تُخون الجميع
في تونس، مثُل راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة الإخوانية ورئيس البرلمان، للمساءلة أمام البرلمان، يوم 3 حزيران (يونيو)، فيما يتعلق بتحركاته الخارجية، والتواطؤ مع المشروع التركي في ليبيا، بينما مارست الحركة نوعاً من الإنكار، مدعية أنّ استجواب البرلمان، ما هو سوى "حوار" حول الدبلوماسية الخارجية لرئيسه.

 

 

شهدت منابر الإخوان الإعلامية احتفاءً منقطع النظير بعمليات الجيش التركي ومرتزقته في ليبيا‎

من جانبها، شنّت قيادات حركة النهضة هجوماً حاداً على الحزب الدستوري، ورئيسته عبير موسى، حيث وصف العجمي الوريمي، عضو المكتب التنفيذي بالحركة، الحزب الدستوري بـ"الفاشي"، وحاول تسطيح القضية برمّتها، قائلاً: "عملوا من الحبة قبة.. مكالمة هاتفية أصبحت نهاية الدنيا"؛ هكذا تنظر حركة النهضة لملف العلاقات بين الدول، وتحاول مداراة تجاوزاتها!
وفي السياق نفسه، وصف عماد الخميري، الناطق باسم حركة النهضة، المعارضة بأنّها "تنظيم فاشي، يدعي أنّه حر"، مستطرداً: "لا يمكن للفاشيين أن يعطونا دروساً في الوطنية".
من جانبه، وصف قيادي النهضة، والنائب في البرلمان، سمير ديلو، المعارضة بأنّها "تأكل الغلة وتسب الملة"، مستطرداً: "شكراً على المحاولة، رصيدكم لا يسمح بذلك"، في نوع من الاستفزاز الذي يسعى لتشتيت القضية.
واعتبر نور الدين البحيري، رئيس كتلة النهضة، أنّ الهدف من مساءلة الغنوشي، "تشويهاً لصورة البرلمان، وللتجربة الديمقراطية في البلاد، بدعم من قوى خارجية تريد الإطاحة بتونس"!! في نبرة ترهيب واضحة تخوّن كل من يحاول المساس بالحركة حتى بالممارسة الديموقراطية.

 

 

بدوره، قال رفيق عبد السلام، عضو تنفيذي النهضة، وصهر الغنوشي؛ "أيادٍ خبيثة عابثة تحاول تخريب الوضع التونسي باستهداف النهضة"، بينما اعتبر الغنوشي نفسه، المعارضة، "قوى ترفض الخيار الديموقراطي، وتدعمها قوى في الخارج".

اقرأ أيضاً: بعد ليبيا، أردوغان يستعد لغزو اليمن بمن تبقّى من المرتزقة السوريين
وفي هذا السياق الذي يكشف طبيعة تفكير حركة النهضة، التي تعتبر نفسها فوق المساءلة، وتطلب من الجميع، بما فيهم الحكومة، دعماً مجانياً؛ انتقد المكلف بالإعلام في حركة النهضة، خليل البرعومي، الحكومة التونسية، لعدم مساندة الغنوشي أثناء مساءلته، قائلاً: "نحن نريد تضامناً حكومياً حقيقياً، وليس حبراً على ورق، المشهد الذي صار يوم الجلسة العامة، غابت فيه كل صفات التضامن الحكومي".
اصطفاف خلف قطر في ذكرى المقاطعة العربية
انبرت منابر الإخوان في الدفاع عن المواقف القطرية، وادعاء خروجها "منتصرة" مما أسمته "طوق الحصار العربي"، وأبرزت قناة مكملين تصريحات لجابر الحرمي بعنوان: "أرادوا أن تكون قطر دولة تابعة.. لن تكون قطر دولة تابعة"، بينما قلل علي الهيل من تداعيات المقاطعة على الاقتصاد القطري، نافياً وجود أي مبرر لها، بينما ادعى حمزة زوبع "انتصار" قطر، مندداً بدول المقاطعة.

اقرأ أيضاً: شهر على "إيريني".. المهمة ترصد انتهاكات بالجملة لأردوغان
هذا الانحياز الإخواني لم يعد مستغرباً، لكن المستغرب إنكار الخسائر الفادحة التي تكبدتها قطر، جراء انتهاجها سياسات أضرّت بجيرانها، وأدت إلى استفحال خطر الجماعات المسلحة في المنطقة، حيث ارتفع الدين الخارجي لقطر لأكثر من 25 %، وارتفع إجمالي الدين العامّ إلى أكثر من نصف تريليون ريـال، وتراجع الأداء الاقتصادي للدوحة بشكل كبير، مع تضاعف مستويات التضخم، وهروب الاستثمارات الأجنبية، في ظل خسائر بإجمالي يتجاوز الـ500 مليار دولار خلال فترة المقاطعة، مع انخفاض فى قيمة الودائع الخاصة بنحو 40 مليار دولار، وفق تقارير اقتصادية.
إخوان ليبيا يرفعون أعلام تركيا
مع إعادة تموضع قوات الجيش الليبي، وإخلاء مساحات من الغرب لتفويت الفرصة على تدخل الجيش التركي، والمتعاونين معه من جماعة الإخوان المهيمنة على حكومة الوفاق، رفع أنصار الجماعة، الأعلام التركية احتفالاً بدخول ميليشيات أردوغان إلى بني وليد، بعد انسحاب الجيش الليبي منها.

 

 

وشهدت منابر الإخوان الإعلامية، احتفاءً منقطع النظير، بعمليات الجيش التركي في ليبيا ومرتزقته؛ فظهر الناطق باسم المركز الإعلامي لعملية "بركان الغضب"، على قناة مكملين، للتحدث عن ملابسات دخول ترهونة، كما أعدت القناة تقريراً احتفالياً بعنوان: ماذا بعد تحرير الغرب الليبي، وما هي أجندة المجلس الأعلى للدولة الليبية؟
وفي ربط غريب، قال خالد حنفي، الأمين العام المساعد للمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، عضو التنظيم الدولي، تعليقاً على أحداث ليبيا: "في الذكرى الثالثة والخمسين لنكسة يونيو، تأتي تباشير الخير والنصر من ترهونة ليبيا، لتبعث الأمل في نفوس المنكسرين، وتمسح اليأس عن قلوب المنكسرين، وتبشر المستضعفين بغد أفضل"!

 

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية