الإخوان المسلمون: احتفاء بالتدخل الخارجي في تونس وانقلاب على أردوغان في الجزائر ومأزق في المغرب

في تونس، قالت حركة النهضة الإخوانية إنّ البرلمان الماليزي تضامن مع راشد الغنوشي رئيس الحزب، وطالب بإطلاق سراحه، والعودة إلى الديمقراطية في البلاد، محتفية بالتدخل الخارجي في الشأن الداخلي التونسي.

وفي الجزائر، انتقد الرئيس السابق لحركة (مجتمع السلم) الجزائرية، عبد الرزاق مقري، موقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من العدوان على غزة، وقال إنّه جاء مخيباً للآمال.

أما في المغرب فتسببت تصريحات القيادي في حركة حماس خالد مشعل في حرج لحزب (العدالة والتنمية) الذي حاول الخروج من المأزق باعتبار الأمر مجرد فتنة يحاول البعض إثارتها.

حركة النهضة التونسية تحتفي بالتدخل الخارجي

في تونس، ما زالت حركة النهضة تستدعي التدخل الأجنبي في شؤون البلاد وتحتفي به، وقالت حركة النهضة إنّ البرلمان الماليزي تضامن مع راشد الغنوشي رئيس الحزب، وطالب بإطلاق سراحه، والعودة إلى الديمقراطية. 

حقيقة الأمر أنّ نواب الحزب الإسلامي الماليزي (باس)، الذراع السياسية للإخوان، بالتعاون مع ما يُسمّى لجنة الصداقة الماليزية التونسية، قاموا بعقد ندوة صحفية داخل البرلمان الماليزي، تضامناً مع الغنوشي، وتمّ رفع طلب للجنة العلاقات الخارجية في البرلمان، والتي بدورها قررت، وفقاً للائحة، عقد جلسة استماع حول الموضوع.

من جهة أخرى، نظمت جبهة الخلاص الوطني وقفة تضامنية، لمُساندة المُعتقلين السياسيّين وعائلاتهم، وللمطالبة بإطلاق سراحهم وايقاف المحاكمات السياسية، يوم الخميس 23 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، أمام محكمة الاستئناف بتونس العاصمة، وشهدت الوقفة حضوراً باهتاً، وعزوفاً شعبياً عن المشاركة.

انقلاب على أردوغان في الجزائر

انتقد الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم الجزائرية عبد الرزاق مقري أدوار الدول الإقليمية الإسلامية المؤثرة، وقال إنّ موقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من العدوان على غزة جاء مخيباً للآمال، كما انتقد مقري الأمين العام لحزب الله اللبناني  حسن نصر الله، قائلاً إنّ حزب الله وضع نفسه على الهامش.

يأتي ذلك في ظل تجاوزات عديدة قام بها مقري، وتسببت في لفت الرئاسة الجزائرية لحركة مجتمع السلم، بعدم توظيف المأساة الفلسطينية سياسياً، الأمر الذي انتهى بتوقيف مقري، لوقت قصير، بسبب التظاهر دون تصريح.

في تونس، ما زالت حركة النهضة تستدعي التدخل الأجنبي في شؤون البلاد وتحتفي به، وقالت حركة النهضة إنّ البرلمان الماليزي تضامن مع الغنوشي رئيس الحزب، وطالب بإطلاق سراحه، والعودة إلى الديمقراطية

مقري عاود الضغط على الحكومة الجزائرية، من خلال تصريحات طالب فيها الرئاسة بتفعيل المبادرة الجزائرية، شريطة عدم تجاوز المقاومة، أو فرض شيء عليها. زاعماً أنّ السلطة الفلسطينية ازدادت ضعفاً، ومع ذلك ما تزال المقاومة متمسكة بالمصالحة الوطنية. مضيفاً: "لو تمّ إعادة تشكيل المنظمة الفلسطينية، وفق اتفاق إعلان الجزائر؛ ستُحكم غزة بالفلسطينيين وبإرادتهم ورضاهم، ثم يتجهون معاً إلى تسيير كل الشأن الفلسطيني وفق ما يتفقون عليه".

مقري طالب الرئاسة الجزائرية بالسعي لإقناع قطر وتركيا ومصر والسعودية، بوجهة نظره، "واستعمال كل الوسائل الدبلوماسية والسياسية لإقناعها، والضغط على من يعرقل منها؛ بإشراك البُعد الشعبي العربي في الموضوع". 

من جهة أخرى، استنكر عبد الرزاق مقري لقاء وزير الشؤون الدينية يوسف بلمهدي مع عميد مسجد باريس شمس الدين حفيز، بعد تصريحات الأخير التي وصفها مقري بأنّها جاءت مُدِينة للمقاومة الفلسطينية، وأنّها تتناقض مع الموقف الرسمي الجزائري.

مأزق الإخوان في المغرب بعد تصريحات خالد مشعل

أثارت كلمة خالد مشعل، القيادي في حركة حماس الفلسطينية، على هامش المهرجان الوطني: "طوفان الأقصى وواجب النصرة"، الذي نظمته حركة التوحيد والإصلاح، والتي دعا من خلال مداخلة ألقاها من الدوحة، الشعب المغربي إلى مخاطبة قيادته؛ من أجل وقف التطبيع مع إسرائيل، ممّا اعتبره البعض تدخلاً في الشؤون الداخلية المغربية، والقرارات السيادية للمملكة.

مشعل هاجم من وصفهم بـ "المُطبعين، ومن استمرؤوا التطبيع والعلاقات واللقاءات والاتصالات مع الصهاينة"، خدمة "لأهوائهم ومزاجهم المنكوس"، بحسب تعبيره، مخاطباً الشعب المغربي قائلاً: "أدعو إخواني في المغرب وكل الجماهير والقوى الإسلامية والوطنية، بكل اتجاهاتها الفكرية والسياسية، أن تخاطب قيادة البلد، غيرة على المغرب وعلى مصالحه وأمنه، وغيرة على فلسطين، أن تُقطَع العلاقات، وأن يتوقف التطبيع، وأن يُطرد السفير، وأن تُطوى هذه الصفحة التي جاءت خارج السياق الطبيعي لدولة محترمة كالمغرب".

تسببت تصريحات القيادي في حركة حماس خالد مشعل في حرج لحزب العدالة والتنمية المغربي الذي حاول الخروج من المأزق باعتبار الأمر مجرد فتنة يحاول البعض إثارتها

من جهتها، أصدرت الأمانة العامة لحزب الحركة الشعبية بياناً، قالت فيه إنّها "تلقت باستغراب ودهشة كبيرين التصريحات الأخيرة للقيادي في حركة حماس، المتنكرة بشكل صارخ لموقف المغرب، ملكاً وشعباً، المؤيد للشعب الفلسطيني". وأضاف البيان أنّ "تصريحات الرجل تُشكّل، علاوة على افتقادها لأدنى شروط اللباقة والأعراف الدبلوماسية، تحريضاً مباشراً على الفتنة، ومحاولة لفرض إملاءات على دولة مستقلة".

حزب العدالة والتنمية (المصباح)، الذراع السياسية لإخوان المغرب، حاول الخروج من الأزمة، بالهجوم على الأصوات التي نددت بتصريحات مشعل، حيث انتقد إدريس الأزمي الإدريسي، رئيس المجلس الوطني للعدالة والتنمية، من وصفهم بأنّهم "يريدون أن يشعلوا الفتنة، ويوقعوا بين القيادي في حركة حماس خالد مشعل وبين الملك والشعب المغربي". مشدداً على أنّ المغاربة مع فلسطين، وأنّ الملك كان دائماً وسيبقى مع فلسطين. مضيفاً: "كفانا هذا العبث واللعب بدماء الفلسطينيين".

وشدد في الوقت نفسه على أنّ المغرب، ملكاً وشعباً، قاموا بواجبهم تجاه فلسطين، وزعم أنّ هذا يعترف به الفلسطينيون بجميع فصائلهم بما فيهم حماس.

من جهة أخرى، هاجمت النائبة البرلمانية نبيلة منيب حزب العدالة والتنمية، بعد أن قامت اللجنة التنظيمية للمهرجان الخطابي، الذي نظمه الحزب يوم 19 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري للتضامن مع الشعب الفلسطيني، بوضع صورتها في المنشور الإعلاني، مؤكدة أنّها لم تعط موافقتها للمشاركة في المهرجان المذكور، والذي تمّ تسويقه لخدمة أغراض انتخابية ضيقة، وطالبت بسحب صورتها من المنشور الإعلاني للمهرجان.

من جهته، زعم رضى بنخلدون عضو اللجنة التنظيمية أنّ نبيلة منيب أعلنت موافقتها على المشاركة في المهرجان، ثمّ تراجعت فيما بعد، إلّا أنّ المنشور الإعلاني كان قد تم نشره في وسائل التواصل الاجتماعي، ولم يكن من الممكن سحبه.

مواضيع ذات صلة:

- الإخوان المسلمون: عكس التيار في تونس وانتهازية في المغرب واستقالة مدوية في موريتانيا

- الإخوان المسلمون: حصار في تركيا ومسيرة للعنف في ماليزيا ومناوشات في المغرب

- الإخوان المسلمون: تفجير المشهد في المغرب واحتجاجات في اليمن وسرقة الأراضي في غزة