الإخوان المسلمون: عكس التيار في تونس وانتهازية في المغرب واستقالة مدوية في موريتانيا

في تونس، زعمت حركة النهضة الإخوانية أنّ نائب رئيسها المعتقل، نور الدين البحيري، يوجد في العناية المركزة، وأنّ حالته الصحية حرجة جداً، في محاولة جديدة لتجييش الشارع ضدّ الدولة.

وفي المغرب، عاد حزب العدالة والتنمية إلى نهج المزايدة، وتوظيف الشعارات الدينية؛ حيث شن عبد الإله بنكيران، الأمين العام للمصباح هجوماً حاداً ضدّ الدعوات الداعية إلى إصلاح مدونة الأحوال الشخصية.

أما في موريتانيا فأعلنت زينب بنت التقي، النائبة في البرلمان الموريتاني، عن حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل)، الذراع السياسية للإخوان المسلمين، استقالتها من الحزب.

إخوان تونس والسير عكس التيار

في تونس، تحاول حركة النهضة الإخوانية، السير عكس التيار، بمقاومة حركة الإصلاح السياسي، ورفع خطاب المظلومية في الوقت ذاته، وفي هذا السياق، زعمت الحركة أنّ نائب رئيسها المعتقل، نور الدين البحيري، يوجد في العناية المركزة، وأنّ حالته الصحية حرجة جداً.

الحركة أضافت، في بيان إعلامي، حمل اسم رئيسها راشد الغنوشي، أنّها "تُحمِّل قيس سعيّد، وحاكم التحقيق المتعهد بالقضية، الملفقة (بحسب زعمها)، ضدّ البحيري مسؤولية سلامته الجسدية، وتطالب بإطلاق سراحه فوراً، والكف عن التنكيل والتشفي برموز المعارضة".

من جهته، اعتقلت السلطات التونسية القيادي في حركة النهضة، الحبيب اللوز، الذي كان نائباً في المجلس التأسيسي بعد الثورة عن الحركة، وهو بذلك القيادي الرابع المعتقل من قادة النهضة بعد رئيس الحكومة السابق علي العريض، ووزير العدل السابق نور الدين البحيري، وفوزي كمون المدير السابق لمكتب رئيس الحركة راشد الغنوشي، إضافة إلى القيادي المستقيل من النهضة عبد الحميد الجلاصي.

حركة النهضة أصدرت بياناً، استنكرت فيه اعتقال اللوز، وزعمت وجود محاولة لترهيب كل صوت حر؛ بعد العجز عن إدارة مشاكل البلاد الاجتماعية والاقتصادية، على حد تعبير البيان.

رغم قيام حزب العدالة والتنمية الإخواني في المغرب بتمرير قانون تقنين القنب الهندي، وتصديقه على اتفاق التطبيع الثلاثي مع إسرائيل، إلّا أنّه سرعان ما عاد إلى المزايدة، وتوظيف الشعارات الدينية؛ عندما بات في صفوف المعارضة

وبالتزامن مع ذلك، رفضت محكمة تونسية طلباً للإفراج عن رئيس الحكومة السابق، علي العريض، المعتقل منذ كانون الأول (ديسمبر) الماضي، بعد ثبوت أدولة تؤكد تورطه في قضية تسفير مقاتلين إلى سوريا.

من جهة أخرى، نفى رياض الشعيبي، مستشار رئيس حركة النهضة، ما وصفها بالشائعات، في سياق تعقيبه على الأنباء التي تحدثت عن وجود مفاوضات بين دولة قطر والرئيس قيس سعيّد؛ تتعلق بالسماح للغنوشي بمغادرة البلاد، وذلك بالتزامن مع زيارة رئيس مجلس الوزراء، ووزير الداخلية القطري، الشيخ خالد بن خليفة بن عبد العزيز آل ثاني، للبلاد، والإعلان عن استثمارات قطرية جديدة في تونس.

انتهازية الإخوان في المغرب وتسييس الدين

على الرغم من قيام حزب العدالة والتنمية المغربي (المصباح)، الذراع السياسية للإخوان في المغرب، بتمرير قانون تقنين القنب الهندي، وتصديقه على اتفاق التطبيع الثلاثي مع إسرائيل، إلّا أنّه سرعان ما عاد إلى المزايدة، وتوظيف الشعارات الدينية؛ عندما بات في صفوف المعارضة، حيث يشن عبد الإله بنكيران، الأمين العام للمصباح، هجوماً حاداً ضدّ الدعوات الداعية إلى إصلاح مدونة الأحوال الشخصية، زاعماً أنّ الهدف منها هو وضع تشريع يبيح المناصفة في الإرث، واصفاً ذلك بالجرأة غير المسبوقة، في تحدي الآيات القرآنية الخاصة بالمواريث.

الأمانة العامة للعدالة والتنمية أصدرت بياناً، قالت فيه إنّ الإسلام "لا يسمح بأيّ حال بتجاوز هذه الآيات، ولا بالاجتهاد في أمور محسومة". وأضافت: الهوية المغربية تتميز بتبوّؤ الدين الإسلامي مكانة الصدارة فيها، والتي ما فتئ جلالة الملك حفظه الله، بصفته أميراً للمؤمنين وحامي حمى الملة والدين، يؤكد عليها في كل مرة".

البيان زعم كذلك أنّ تلك الآراء عبارة عن "تطبيق لأجندات خارجية، وأنّها تحدٍّ صارخ لاستقلال القرار الوطني، وانتهاك فج للسيادة الوطنية؛ لفرض نموذج غريب للأسرة، قائم على الانحلال والصراع والتفكك، وفرض منطق مادي وإباحي فرداني، لا يعير للأسرة القائمة على الزواج الشرعي أيّ اعتبار".

من جهته، اعتبر محمد عبد الوهاب رفيقي (أبو حفص)، الباحث المغربي في الدراسات الإسلامية، في تصريحات لموقع "سيت أنفو"، أنّ بيان الحزب يخالف الآيات القرآنية، ويخلط بين الأمور،  لاعتبارات انتخابية، قائلاً: "هذه المزايدات سياسية ورخيصة"؛ لأنّ فيها الكثير من الشعبوية، والرغبة في التلاعب بعواطف الجماهير لتسجيل أهداف ضد خصوم سياسيين. مؤكداً أنّه ليس من حق الحزب "أن يُزايد، في أيّ حال من الأحوال، على وطنية المخالفين له، ولا أن يتهمهم بخدمة أجندات خارجية". مضيفاً: "يجب أن يبقى الخلاف بشأن مثل هذه القضايا خلافاً وطنياً، وألّا يخرج عن حدوده الوطنية، وأن يتسم هذا الخلاف بأدب الحوار والاختلاف".

استقالة مدوية بين صفوف الإخوان في موريتانيا

في خطوة لها عدة دلالات سياسية، أعلنت زينب بنت التقي، النائبة في البرلمان الموريتاني، عن حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل)، الذراع السياسية للإخوان المسلمين، استقالتها من الحزب.

النائبة أكدت في تدوينة لها عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، مواصلة مسيرتها ضمن صفوف المعارضة، وانحيازها لهموم المواطن ومعاناته، والعمل على مناهضة للفساد، لكن بعيداً عن صفوف "تواصل".

في خطوة لها عدة دلالات سياسية، أعلنت زينب بنت التقي، النائبة في البرلمان الموريتاني، عن حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية، الذراع السياسية للإخوان المسلمين، استقالتها من الحزب

النائبة المستقيلة من الحزب الإخواني، شغلت منصب نائب في البرلمان عن حزب تواصل لفترتين؛ حيث تولت مناصب في الجمعية الوطنية، كما ترأست فريق الصداقة الموريتاني المغربي في البرلمان.

بنت التقي قالت إنّ الاستقالة جاءت بعد أن ضاق الإطار، وتاهت الرؤية الجامعة، في خضم الاستقطاب والإلغاء والانتقائية داخل الحزب. وتأتي هذه الاستقالة المدوية، بعد أشهر من استقالة القيادي، السالك سيدي محمود، من المكتب التنفيذي للحزب.

بدوره لم يعلق حزب تواصل على استقالة النائبة بنت التقي، وأفادت مصادر من داخله، أنّ المكتب السياسي اختار، توت بنت صالح؛ لخلافة زينب بنت التقي في البرلمان.