الآسيويون يتزاحمون على إمدادات القمح... ما علاقة الهند؟

الآسيويون يتزاحمون على إمدادات القمح... ما علاقة الهند؟


17/05/2022

في ضوء التوقعات بأنّ الحرب بين روسيا وأوكرانيا، أكبر مصدري الحبوب، قد تصبح طويلة الأمد، سارع مستوردو القمح في آسيا إلى إيجاد مصادر جديدة للإمدادات، ولا سيّما بعد حظر الهند تصدير القمح مطلع هذا الأسبوع، في محاولة للحدّ من ارتفاع أسعاره محلياً.

واعتمد المستوردون في آسيا على القمح من الهند، ثاني أكبر منتج في العالم، بعد تراجع الصادرات من منطقة البحر الأسود في أعقاب اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في 24 شباط (فبراير).

مستوردو القمح في آسيا سارعوا إلى إيجاد مصادر جديدة للإمدادات، ولا سيّما بعد حظر الهند تصدير القمح مطلع هذا الأسبوع

وتستحوذ روسيا وأوكرانيا معاً على حوالي 30% من صادرات القمح العالمية، وتتعرض صادرات أوكرانيا لتباطؤ شديد بسبب الحرب التي أغلقت جميع منافذها للبحر الأسود المنفذ الأوكراني الوحيد لدول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا، بينما تضررت الصادرات الروسية من العقوبات الغربية.

 ونقلت قناة أخبار آسيا "تشانل نيوز آسيا" عن تاجر في إحدى شركات التجارة العالمية قوله: إنّ المستوردين الآسيويين على الأرجح "في ورطة شديدة، فقد كانت الهند البديل لأوكرانيا وروسيا، خاصة للقمح الذي يستخدم علفاً، هم يبحثون بالفعل عن بدائل اليوم"، مضيفاً: إنّ "المستوردين في آسيا يتطلعون لشراء المزيد من القمح الروسي رغم مشاكل السداد بسبب العقوبات على البنوك الروسية وارتفاع أقساط التأمين على الشحن."

وقال تاجر أوروبي: "بدأت الخسائر بالفعل هذا الصباح، اضطر التجار الذين لا يملكون خطابات اعتماد إلى إعلان إلغاء العقود، أعتقد أنّه اعتباراً من منتصف حزيران (يونيو) لن يكون هناك المزيد من الشحنات الهندية".

اعتمد المستوردون في آسيا على القمح من الهند بعد تراجع الصادرات من البحر الأسود عقب اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية

وقد حظرت الهند صادرات القمح بسبب موجة حر شديدة قلصت فرص الحصاد، ودفعت الأسعار المحلية للارتفاع إلى مستوى قياسي، وجاء ذلك أيضاً بعد مشاكل إنتاج في مراكز التصدير التقليدية في كندا، وأوروبا، وأستراليا.

ويقول التجار: إنّ الحظر قد يرفع الأسعار العالمية إلى مستويات قياسية جديدة، ممّا يضر بشدة بالمستهلكين في آسيا وأفريقيا.

وتتضمن الوجهات الرئيسية للصادرات الهندية بنغلادش، وإندونيسيا، ونيبال، وتركيا، ووافقت مصر في الآونة الأخيرة على شراء القمح الهندي، لأول مرة على الإطلاق. وما تزال الصفقة مطروحة رسمياً، حيث قالت الهند إنّها ستسمح بالتصدير إلى الدول التي تطلب الإمدادات "لتلبية احتياجاتها من الأمن الغذائي"، لكنّ خبراء السوق يشككون في الأمر.

ونقلت وكالة "رويترز" عن كارلوس ميرا محلل السلع الزراعية لدى بنك رابو: "هناك شك في الكمية التي ستصدر إلى الدول التي ترى الهند أنّ لديها احتياجات للأمن الغذائي، ربما يصدّرون إلى دول مجاورة صديقة فحسب".

 

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية