كشفت الشرطة الألمانية؛ أنّ الاحتجاجات التي شهدتها مدينة كيمنتس، أمس، وشارك فيها نحو 8500 شخص، انتهت بإصابة تسعة أشخاص، وتسجيل نحو 25 جريمة جنائية، تسبَّبت بأضرار بالممتلكات والإيذاء البدني، واستخدام رموز محظورة.
ونشبت مشاجرات بين المتظاهرين والشرطة؛ عندما توقفت مسيرة الجناح اليميني في وقت مبكر عن الموعد المقرر، عند تمثال كارل ماركس في المدينة، وأصيب رجل أفغاني (20 عاماً) بإصابات طفيفة، بعد تعرضه لهجوم، ووصفت الشرطة مهاجميه المزعومين؛ بأنّهم أربعة أشخاص مجهولي الهوية، كانوا يغطون وجوههم، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
انتهت الاحتجاجات بإصابة تسعة أشخاص وتسجيل نحو 25 جريمة تسبّبت بأضرار بالممتلكات والإيذاء واستخدام رموز محظورة
وأوقفت الشرطة الألمانية، في مدينة كيمنتس، مسيرة لجماعات من اليمين المتطرف، تحتجّ على واقعة طعن قتل فيها ألماني على أيدي اثنين، يعتقد أنّهم من المهاجرين، بعد أن حاول متظاهرون مناهضون للفاشية التوجه صوب المسيرة.
وأوقفت شرطة مكافحة الشغب نحو 6000 من أنصار حزب "البديل من أجل ألمانيا"، وحركة "بيغيدا"، قرب تمثال نصفي كبير لكارل ماركس، وسط المدينة، ما أثار صيحات غاضبة تردّد كلمة "المقاومة!"
وفي وقت سابق؛ انضم الآلاف إلى مظاهرة منافسة في كيمنتس، نظمتها جماعات يسارية تتهم حزب البديل وحركة "بيغيدا" باستغلال واقعة قتل ألماني طعناً على يد لاجئَيْن، سوري وعراقي، لإذكاء مشاعر الكراهية ضدّ المهاجرين واللاجئين.
وطاردت الشرطة الألمانية متظاهرين مناهضين للفاشية واليمين المتطرف، يرتدون ملابس سوداء، حاولوا شقّ طريقهم نحو الحشد اليميني، الذي كان أفراده يلوّحون بالعلم الألماني ويردّدون النشيد الوطني، ويهتفون: "ميركل يجب أن ترحل".
وبعد فترة وجيزة، تجاهل عشرات المتظاهرين من اليمين المتطرف أوامر الشرطة بالبقاء، وشقّوا طريقهم عبر سيارات الشرطة، وسدّوا أحد الشوارع الرئيسة وسط المدينة، لمنع المسيرات المنافسة من العبور. وشوهدت شرطة مكافحة الشغب وهي تقوم باعتقالات، لكنّ المواجهة المتوترة انتهت دون عنف.
وتكشف هذه الاحتجاجات، وتلك المضادة لها، انقسامات عميقة بشأن سياسة الهجرة للمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، وقد أدّى قرار ميركل، عام 2015، باستقبال أكثر من مليون طالب لجوء، معظمهم من سوريا والعراق وأفغانستان، إلى تغيير جذري في المشهد السياسي والاجتماعي في ألمانيا، ولم يصدر أيّ تعليق من ميركل؛ التي اختتمت الجمعة جولة إفريقية استغرقت ثلاثة أيام، على أحداث كيمنتس التي تقع قرب الحدود مع التشيك.