اتفاق السلام التاريخي... شكر سوداني للإمارات وترحيب عربي ودولي

اتفاق السلام التاريخي... شكر سوداني للإمارات وترحيب عربي ودولي


01/09/2020

رحبت دولة الإمارات العربية المتحدة بالتوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق السلام بين الحكومة الانتقالية السودانية والحركات المسلحة أمس، بمدينة جوبا عاصمة جنوب السودان.

وجددت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، في بيان نشر عبر صحيفة "الاتحاد"، تأكيدها وقوف دولة الإمارات التام مع السودان الشقيق، ودعمها المتواصل لكل ما يسهم في تعزيز أمنه واستقراره ورخائه، وبما يحقق تطلعات وآمال الشعب السوداني في التنمية والازدهار والاستقرار.

اقرأ أيضاً: ترحيب دولي باتفاق سلام السودان

واعتبرت الوزارة الإماراتية أنّ هذا الاتفاق يُعدّ خطوة مهمة على طريق تعزيز أمن واستقرار وسيادة السودان واستقلاله ووحدته الوطنية.

 وعبّرت الوزارة عن تقديرها لجهود الحكومة الانتقالية السودانية في تحقيق هذا الإنجاز التاريخي داعية بقية أطراف النزاع للانخراط في عملية السلام.

هذا الاتفاق يُعدّ خطوة مهمة على طريق تعزيز أمن واستقرار وسيادة السودان واستقلاله ووحدته الوطنية

وقد حظيت جهود دولة الإمارات العربية المتحدة في دفع عملية السلام بالسودان وتحقيق هذا الإنجاز التاريخي بالثناء والإشادة والتحية من جميع قادة دولتي السودان وجنوب السودان ورؤساء الحركات المسلحة السودانية التي انخرطت في مسيرة التفاوض.

اقرأ أيضاً: الإمارات ترعى السلام بالسودان

وخلال كلمته في حفل التوقيع، قال النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي": كل الشكر والتقدير والعرفان لدولة الإمارات العربية المتحدة "زايد الخير" الذين ساهموا معنا في أن تكون جوبا منبراً لمفاوضات السلام، واستمرّ دعمهم لهذا المنبر بإرسال وفد ظل موجوداً بيننا وما يزال لدفع عملية التفاوض، مشيراً إلى أنّ عملية تنفيذ أي اتفاق تتطلب دعماً من الأصدقاء والأشقاء، ومن المجتمع الدولي كافة، لكنّ تعهدات دولة الإمارات بدعم تنفيذ هذا الاتفاق تجعلنا مطمئنين على مستقبل العملية السلمية في البلاد، مؤكداً أنّ التوقيع على هذه الاتفاقيات يمثل ميلاد فجر جديد للسودان، مقدماً الشكر للرئيس سيلفا كير على رعايته للمفاوضات، ودولتي تشاد ومصر على دعم اتفاق السلام.

 

جهود الإمارات في دفع عملية السلام بالسودان حظيت بالثناء والإشادة من قادة دولتي السودان وجنوب السودان ورؤساء الحركات المسلحة

 

فيما أكد رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان أنّ السلام ظل يشكل المسعى الأهم في ترتيبات ومهام الفترة الانتقالية وفاء للوثيقة الدستورية وتحقيقاً للاستقرار والأمن والسلم في البلاد، وأنه لا يمكن تحقيق الاستقرار السياسي الكامل والتنمية الاقتصادية المتوازنة إلا من خلال الوصول إلى السلام الشامل وإنهاء كل النزاعات. وجدد رئيس مجلس السيادة الانتقالي الدعوة لحركتي عبد العزيز الحلو وعبد الواحد محمد نور، للانضمام إلى مسيرة السلام، مشيراً إلى أنّ اتفاق السلام الذي تم توقيعه حقق مكاسب وتطلعات كل السودانيين.   

وأعرب عن امتنانه للرئيس كير على استضافته مفاوضات السلام، مؤكداً أنّ السودان سيخرج من دوامة الحروب والنزاعات التي طال أمدها.

من جانبه، قال رئيس جنوب السودان: إنّ غياب حركتي عبد العزيز الحلو وعبد الواحد محمد نور عن توقيع اتفاق السلام يُشكل تحدياً حقيقياً، ومن ثم ستُبذل جهود ضخمة من أجل لحاقهما بركب السلام، مشدداً على أهمية الدعم الدولي لاتفاق السلام.

أكد رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان أنّ السلام ظل يشكل المسعى الأهم في ترتيبات ومهام الفترة الانتقالية

وقدّم سفير دولة الإمارات العربية المتحدة بالخرطوم، حمد محمد الجنابي، الشكر لدولة جنوب السودان ورئيسها ولجنة الوساطة على احتضان المفاوضات الشاقة والجهود الضخمة التي بُذلت من أجل تحقيق السلام على مدار عام كامل، مضيفاً: أتقدم بالتحية لدولة السودان على هذا الإنجاز التاريخي وبداية عهد جديد لسودان آمن ومستقر، مؤكداً أنّ اتفاق السلام يُعدّ لحظة تاريخية في تاريخ الشعب إنجازاً للسلام المنشود ورغبة في تحقيق الأمن وإنهاء أسباب الصراع والاقتتال، لا سيّما أنّ دولة الإمارات ظلت على علاقات وثيقة ووطيدة مع دولة السودان، وانطلاقاً من تلك الثوابت حققنا هذا الإنجاز التاريخي، مؤكداً أنّ الدولة ستعمل على متابعة الجهود المخلصة لتنفيذ الاتفاق وضمان نجاحه.

اقرأ أيضاً: برعاية إماراتية ووساطة مصرية وأفريقية.. اتفاق تاريخي للسلام في السودان

وشارك عدد من الدول العربية بوفود رفيعة المستوى، وهم: الإمارات ومصر والسعودية وتشاد، ورؤساء البعثات الأجنبية بالدولة، ورئيس بعثة اليوناميد، ورئيس بعثة الاتحاد الأفريقي، وعدد من الممثلين عن دول منظمة "الإيجاد".  

 

حميدتي: كلّ الشكر والتقدير والعرفان لدولة الإمارات التي ساهمت معنا في أن تكون جوبا منبراً لمفاوضات السلام

 

وكانت الحكومة السودانية والجبهة الثورية التي تضم العديد من الحركات المسلحة قد وقعتا أمس بالأحرف الأولى اتفاق السلام الشامل بالبلاد في احتفال مشهود.

وكان الحضور السوداني في حفل التوقيع على أعلى مستوى ممثلاً في رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، والنائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي"، ورئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك، وجرى التوقيع برعاية رئيس جنوب السودان سيلفا كير ميارديت، بصفته الراعي الرسمي للمفاوضات التي جرت على مدار عام كامل، وسبقت الاتفاق بين الأطراف في العاصمة جوبا.

اقرأ أيضاً: بعد 17 عاماً من الحرب.. اتفاق سلام يبصر النور في السودان

وبدأت مراسم حفل التوقيع على عدة اتفاقات بين الحكومة والمسارات المختلفة بالجبهة الثورية، حيث تم التوقيع أولاً على اتفاق "سلام دارفور" بالأحرف الأولى، والذي يضم 8 بروتوكولات، وهي: الترتيبات الأمنية، النازحين واللاجئين، تقاسم السلطة، العدالة والسلام والمساواة والمصالحة، الرعاة والمزارعين، والأرض والحواكير، والتعويضات، وتقاسم الثروة.

ويضم مسار دارفور، المنضوي تحت كيان الجبهة الثورية السودانية، كلاً من "حركة العدل والمساواة، وحركة جيش تحرير السودان، وحركة تحرير السودان - المجلس الانتقالي، وتجمع قوى تحرير السودان، والتحالف السوداني".

قوبل التوقيع على بروتوكولات اتفاق السلام بين الحكومة السودانية والجبهة الثورية بترحيب عربي ودولي كبير

ثمّ تم التوقيع على اتفاقية المنطقتين بين الحكومة ورئيس الحركة الشعبية - شمال، بقيادة مالك عقار، وهو الاتفاق الذي يمنح "المنطقتين" الحكم الذاتي لأول مرّة في تاريخ السودان، وينهي الحرب المستمرة منذ أكثر من 30 عاماً، حسب ما أعلن الدكتور ضيو مطوك مقرر لجنة الوساطة الجنوبية.     

كما تم التوقيع على اتفاقي مساري الشمال، والوسط، واتفاق القضايا القومية المشترك لجميع المسارات بالسودان.

اقرأ أيضاً: أبجدية "السلام" تكتب مستقبل السودان

ووقع عن الجانب الحكومي النائب الأول لرئيس مجلس السيادة، الفريق أول محمد حمدان دقلو، ومن جانب حكومة جنوب السودان الرئيس سيلفا كير، ووقعت على الاتفاق قيادة الجبهة الثورية وحركات الكفاح المسلح.

ردود الفعلي على الاتفاق

قوبل التوقيع على بروتوكولات اتفاق السلام بين الحكومة السودانية والجبهة الثورية بترحيب عربي ودولي كبير، والتأكيد على أهمية هذه الخطوة لتحقيق طموحات الشعب السوداني.

فقد أكدت وزارة الخارجية السعودية ترحيبها بالاتفاق والتوقيع على بروتوكولات السلام، مؤكدة أنّ هذا التطور خطوة مهمة على طريق تحقيق طموحات الشعب السوداني وآماله المشروعة في السلام وتعزيز سيادة بلاده. ودعت الخارجية "بقية أطراف النزاع للانخراط في عملية السلام، وعدم تفويت هذه الفرصة التاريخية". وجددت الخارجية تأكيدها على وقوف المملكة التام مع جمهورية السودان الشقيقة ودعمها المتواصل لكل ما يسهم في تعزيز أمنها واستقرارها ورخائها.

 

دول عربية وغربية ترحب بالاتفاق السوداني، وتؤكد أنّ هذا التطور خطوة مهمة على طريق تحقيق طموحات الشعب وآماله المشروعة في السلام

 

كما رحبت الكويت بالاتفاق، وأكدت وزارة الخارجية مساندة الكويت للسودان في هذه المرحلة، ودعم جهوده بما يحقق الأمن والسلام في جميع ربوعه، وصولاً إلى تعزيز الاستقرار والازدهار وتحقيق التنمية التي يتطلع إليها أبناء الشعب السوداني.

كما رحبت البحرين بالاتفاق، ووصفته بأنه خطوة مهمة في إرساء الأمن والاستقرار وتحقيق تطلعات الشعب السوداني، مؤكدة وقوف المنامة إلى جانب السودان ودعم كل ما يعزز أمنه.

بدورها، رحبت وزارة الخارجية المصرية بالاتفاق، مجددة تأكيدها على الوقوف بجانب الأشقاء في السودان في مساعيهم الحثيثة من أجل إحلال السلام في ربوع البلاد، بما يعود بالاستقرار والمنفعة والرخاء على الشعب السوداني الشقيق. وأعربت عن استعدادها مواصلة دعمها لكافة الجهود الرامية لتحقيق الاستقرار في السودان، بالتنسيق مع مختلف الشركاء الإقليميين والدوليين.

ومن جانبها، رحبت الأردن بالاتفاق، وأكدت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية أهمية هذه الخطوة في تحقيق الأمن والاستقرار والسلام في السودان وتلبية طموحات الشعب السوداني الشقيق في النمو والازدهار. كما أكدت وقوف المملكة الأردنية إلى جانب الأشقاء في السودان في سعيهم لتحقيق السلام، وتعزيز السيادة والاستقلال.

وأشادت الوزارة بجهود الأطراف كافة، وتغليب المصلحة الوطنية، وثمنت جهود جمهورية جنوب السودان في التوصل إلى هذا الاتفاق.

ورحب أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، باتفاق السلام، مؤكداً التزام الجامعة بدفع كافة أشكال التعاون والتنسيق مع جميع شركاء السلام السودانيين خلال الفترة الانتقالية القادمة.

ودعا إلى الاستمرار في حشد المساندة العربية والدولية للوقوف مع السودان، بما يعزز من هذه الحقبة الجديدة التي ترسي الأمن والسلام في جميع ربوع السودان.

كما أعلن رئيس البرلمان العربي مشعل السلمي على تويتر ترحيبه باتفاق السلام، وقال: "أدعو جميع الأطراف لتحويل الاتفاق إلى واقع ملموس، ونطالب المجتمع الدولي بدعم السودان في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخه".

وأكد أنّ توقيع الاتفاق سينعكس على دعم جهود الأمن والاستقرار في السودان والعالم العربي. وفي الإطار نفسه، رحبت كلّ من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والنرويج  أمس بالاتفاق، مؤكدة أنه يرسي الاستقرار المستدام.

ورحبت الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج، الإثنين، بالتوقيع على اتفاق السلام، وسط دعوات لانضمام بقية الفصائل المسلحة إلى الاتفاق، وفق وكالة "رويترز".

وقالت الدول الثلاث في بيان مشترك: إنّ "اتفاق السلام هو خطوة مهمة في إعادة الأمن والكرامة والاستقرار لسكان المناطق المتضررة من الصراع في البلاد". 

وأكد البيان أنه "من الضروري أن يعقب الاتفاق الرسمي جهود سلام ومصالحة محلية في المناطق المتضررة من الصراع".


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية