إيران تناور في سوريا.. خطة جديدة أم هروب من الغارات الإسرائيلية؟

إيران تناور في سوريا.. خطة جديدة أم هروب من الغارات الإسرائيلية؟

إيران تناور في سوريا.. خطة جديدة أم هروب من الغارات الإسرائيلية؟


01/02/2023

على نحو متسارع تواصل ميليشيات إيران، ترك مواقعها في جنوب سوريا قرب الحدود مع الأردن وإسرائيل وشمال البلاد، والتوجه نحو الشمال الشرقي لدمشق، وتحديداً منطقة دير الزور.

التحركات الإيرانية التي لا تزال مجهولة السبب، يراها البعض هروباً من الغارات الجوية الإسرائيلية نحو أماكن أكثر آماناً وبعداً عن القصف المتكرر الذي تشنه إسرائيل، في حين يرى آخرون أن الانتشار في دير الزور يأتي لمزاحمة القوات الأمريكية، التي تتمتع بنفوذ قوي في المنطقة.

ووفقاً لتقرير تلفزيون أعده تلفزيون سوريا المعارض، فإن السبب الرئيسي وراء هذا التحرك يعود لضربات إسرائيلية "موجعة" تلقتها طهران.


وبالتزامن مع تحرك الميليشيات برياً، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بنقل مجموعة من المدربين والعناصر من الإيرانيين وحزب الله اللبناني من دمشق إلى مدينة دير الزور عبر طائرة شحن تابعة للجيش السوري، انطلقت من مطار دمشق الدولي، الجمعة الماضية.

حرب صامتة

منذ بدء الأزمة في سوريا عام 2011، دفعت طهران بميليشيات طائفية من إيران والعراق وأفغانستان وباكستان ولبنان وميليشيات محلية، للقتال ضد المعارضة، للحفاظ على جزء مركزي تراه طهران مهماً ضمن ما تسميه "محور المقاومة".

وتعاظم حضور إيران في سوريا عسكرياً رغم تراجع حدة الأزمة، وتوافد ضباط وخبراء من الحرس الثوري ومرتزقة، وسعت طهران إلى بناء قواعد عسكرية في عدة مواقع خصوصاً قرب الحدود مع إسرائيل والأردن.

ومع دخول عام 2015 وتدخل روسيا في سوريا، حصلت إيران على دعم إضافي خصوصاً عبر الغطاء الجوي الذي وفره الطيران الروسي، ما مكنها من استعادة مناطق من الفصائل المسلحة، كما استعادت بعضاً منها عبر اتفاقيات تسوية في مناطق عدة.

إلا أن الانتشار الإيراني تسبب بإزعاج السلطات في الأردن، التي تواجه باستمرار محاولات لتهريب المخدرات والأسلحة عن طريق مهربين مدعومين من الميليشيات، بحسب تصريحات للملك عبدالله الثاني ومسؤولين عسكريين لوسائل إعلام.

كما أثار هذا الانتشار قلقاً إسرائيلياً مع سعي إيران لتحويل سوريا إلى منصة عسكرية مناوئة لتل أبيب على وجه الخصوص، دفع الأخيرة إلى شن هجمات جوية باستمرار على قواعد الميلشيات في عدد من المناطق السورية.

يقول المحلل السياسي الأردني، عامر ملحم، لـ"24" إن إسرائيل لم تستطع أن تقف مكتوفة الأيدي، وهي ترى غريمها الرئيسي يتمدَّد على حدودها المباشرة مع سوريا، وسط تصاعد الصراع على خلفية الطموح النووي الإيراني، وسعي تل أبيب لإنهاء وجود هذا المشروع بشكل كامل.

وهو ما دفع إسرائيل، وفق ملحم، إلى تركيز غاراتها في البداية على مستودعات أسلحة تابعة لحزب الله، وقطع طرق نقل الأسلحة من إيران إلى سوريا ولبنان.

وتسببت هذه الضربات بتوتر العلاقات بين روسيا وإسرائيل، إلا أن تل أبيب، عبر تفاهمات مع الروس، واصلت قصف المعاقل الإيرانية على نطاق جغرافي أوسع.

وبعد بدء الحرب الروسية الأوكرانية، شنت إسرائيل هجوماً قرب مطار دمشق وقتلت ضباطاً في الحرس الثوري وأصابت مجندين في الميشيليات، ثم واصلت قصفها في وقت كان تعلن فيه تقارير إخبارية مقتل ضباط في الحرس الثوري.

هذه السياسة الإسرائيلية، وفق المحلل السياسي ملحم، تهدف إلى بعثرة أي أحلام إيرانية لبناء قواعد تهدد أمن الدولة العبرية، وسببت خوفاً وقلقاً مستمراً للميليشيات، التي رأت أن وجودها بجانب الحدود مع إسرائيل يجعلها أهدافاً سهلة للصواريخ والطائرات الحربية.

صدام متوقع

تعرف محافظة دير الزور التي اختارتها القوات الإيرانية لنشر قواتها، بأنها منطقة نفوذ أمريكية منذ سنوات، مع وجود قاعدة التنف العسكرية القريبة منها.

ودير الزور محافظة صحراوية تقع في شرق سوريا، يُقسمها نهر الفرات وتسكنها في الغالب قبائل لها علاقات قرابة مع العراق، وشهدت حرباً ضد تنظيم داعش الإرهابي شنها الجيش السوري من جهة، والولايات المتحدة وحلفاؤها السوريون من جهة أخرى.

وتنتشر القوات الأمريكية وحلفاؤها الأكراد على الأرض، الذين يسيطرون على حقلي نفط وغاز كبيرين في النصف الشرقي من المحافظة، ويستضيف الحقلان أغلبية الجنود الأمريكيين الذين يصل عددهم إلى نحو ألف جندي.

أما مركز المحافظة، فيقع تحت سيطرة الحكومة السورية والمتحالفون معها، إضافة لمنطقة الجزر النهرية التي تستخدم لشن هجمات على القوات الأمريكية.

ويفصل نهر الفرات بين القوات الأمريكية والأكراد وبين الميليشيات الإيرانية في دير الزور.

ويرى الناشط السوري أحمد المسالمة، في حديث لـ24، أن نقل الميليشيات الإيرانية لا يدل على تغيير في نهج طهران في سوريا، وقد يكون ضمن خطة لم تُعرف ملامحها حتى اللحظة.

ويشير المسالمة إلى أن الغارات المجهولة التي تعرضت لها قوافل إيرانية في شرق سوريا، الإثنين، عرقلت جزءاً من الخطة الإيرانية لإعادة تموضع قواتها، ودمرت ذخائر وأسلحة وطائرات مسيرة جرى نقلها عبر شاحنات عراقية مخصصة لنقل الخضار.

كما تثير الغارات، بحسب المسالمة، تساؤلات حول خطط إيرانية تخشاها إسرائيل والقوات الأمريكية في سوريا.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان تحدث عن استهداف طائرات مسيّرة قافلة شاحنات في ريف البوكمال شرق سوريا، بعد عبورها من العراق، ما أوقع 7 قتلى من القوات الموالية لطهران، إضافة لاستهداف طائرة مسيّرة صباح الاثنين سيارة رباعية الدفع في المكان ذاته.

وأدى القصف إلى "مقتل قيادي في مجموعة مقاتلة موالية لإيران مع اثنين من مرافقيه من جنسيات غير سورية"، بينما كانوا يتفقدون موقع الاستهداف ليلاً، بحسب المرصد.

هدف بديل

ويعتقد المسالمة أن الميليشيات الإيرانية لم تستطع الرد على الغارات الإسرائيلية في دمشق وجنوب سوريا، وهو ما دفعها إلى التوجه نحو الشرق لمحاولة الانتقام من القوات الأمريكية الحليفة القريبة لإسرائيل.

ورغم أن الولايات المتحدة تقول إن وجودها في شرق سوريا يهدف إلى هزيمة داعش بشكل دائم، إلا أن المنطقة شهدت اشتباكات متقطعة بينها وبين ميليشيات إيرانية على مدار السنوات الماضية.

وشنت القوات الأمريكية أكثر من هجوم على الميليشيات الإيرانية في هذه المنطقة، لأسباب يراها محللون بهدف منع إيران من تحقيق خططها وتركها في حالة عدم استقرار عسكري.

عن موقع "24"



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية