الصراخ على قدر الألم، والصواريخ على قدر الخسائر، فإعلام المليشيات الحوثية الإيرانية ينشر الأخبار الكاذبة، ويروّج الاتهامات الباطلة، وفي الوقت نفسه، الصواريخ الإيرانية التي يطلقها الإرهابيون الحوثيون على المملكة العربية السعودية.
أصبحت المعادلة في اليمن اليوم واضحة، مزيد من الانتصارات في اليمن يعني مزيداً من الصواريخ على الرياض، وفِي المقابل يعني مزيداً من الإصرار من دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية على دحر المليشيات الحوثية الإيرانية، وإعادة الشرعية، وتثبيت الأمن والاستقرار في المنطقة.
لا أعتقد أن أي موقف عربي محايد تجاه إيران يبدو مقبولاً اليوم، فبالدليل القاطع والواضح والناصع أصبح معروفاً من الذي يقف وراء عشرات الصواريخ الباليستية التي كانت تستهدف السكان والمدنيين في الرياض، وفي المدن السعودية الأخرى، بما فيها مكة المكرمة، والتي نجحت القوات المسلحة السعودية في اعتراضها.
منذ أيّام، تم الإعلان عن مقتل خبير صواريخ إيراني بقصف لتحالف دعم الشرعية في أرحب باليمن، جرائم إيران أصبحت واضحة للعيان، وهي اعتداءات علنية ومقصودة ضد دولة تتمتع بالسيادة والاستقلال، وهي عضو في الأمم المتحدة وتخضع للقوانين والمواثيق الدولية التي يفترض أنها تحمي الدول من الاعتداءات وتعاقب أي دولة تعرّض حياة المدنيين للخطر، وهذا ما تفعله إيران بصواريخها التي تطلقها بالتعاون مع الحوثيين، وهو نفسه الذي قامت به قبل ذلك في العراق وسوريا، وهذا ما يدعو للتساؤل أين موقف المجتمع الدولي، وأين قراراته من هذه الاعتداءات الممنهجة التي تصل لدرجة إعلان الحرب على دولة أخرى؟!
وهو ليس إعلان حرب على السعودية وحدها، وإنما على كل دول الخليج العربية، وهو ما لا يمكن الوقوف أمامه موقف المتفرج، لكن ما يميز دول الخليج عن النظام الإيراني أنها لا تعتدي على جيرانها، ولا تعرّض المدنيين للخطر المحقق، لذلك حق هذه الدول سينتزع بالقانون، لذا فإن تحركنا نحو محافل القوانين الدولية والمحاكم الدولية أصبح حتمياً واللقاء مع إيران هناك ليدفع هذا النظام ثمن عبثه وأخطائه وجرائمه في هذه المنطقة الآمنة المستقرة.
محمد الحمادي-عن"الاتحاد"