إسرائيل تمحو تراث فلسطين الطبيعي؛ ببناء مستوطنة على موقع للتراث العالمي

إسرائيل تمحو تراث فلسطين الطبيعي؛ ببناء مستوطنة على موقع للتراث العالمي

إسرائيل تمحو تراث فلسطين الطبيعي؛ ببناء مستوطنة على موقع للتراث العالمي


25/08/2024

حذّرت منظمات غير حكومية، من أنّ المستوطنة الجديدة التي تخطّط إسرائيل لبنائها تحت اسم ناحال هيليتس، تقع عند أحد أهم مواقع التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو، وتهدّد بمحو التراث الإنساني.

وأعلنت اليونسكو في بيان لها، أنّها "تتابع عن كثب حالة الموقع"، وأشارت إلى "أنّ لجنة التراث العالمي، خلال دورتها 46، أعربت عن قلقها من التقارير المتعلقة بالإنشاءات غير القانونية والمستوطنات داخل الممتلكات، وفي المنطقة العازلة، ودعت إلى تجنّب أي إجراء من شأنه الإضرار بالموقع التراثي"

 وكان بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية الإسرائيلي والناشط الاستيطاني، وافق الأربعاء الفائت، على إنشاء مستوطنة ناحال هيليتس في الضفة الغربية المحتلة، ما يعني تدمير الموقع الأثري. ووصف سموتريتش عبر حسابه على موقع (X)، إنشاء المستوطنة "بـاللحظة التاريخية".وأضاف: "لن يوقف أي قرار مناهض لإسرائيل ومعادي للصهيونية مواصلة تطوير المستوطنة. سنواصل محاربة الفكرة الخطيرة المتمثلة في الدولة الفلسطينية، وإثبات الحقائق على الأرض".

من جهتها، أدانت منظمة "السلام الآن"، وهي منظمة إسرائيلية، تقوم بحملات ضدّ بناء المستوطنات الخطوة الجديدة، وحذّرت من أنّ المستوطنة المخطط لها وسط قرى فلسطينية عدّة، ستوجد "جيباً معزولاً" في عمق الأراضي الفلسطينية، وتمنع السكان من الوصول إلى أراضيهم".وكشفت أنّ الخطة "ستقضم أكثر من 150 فداناً من أرض الزيتون والكروم المُدرجة ضمن قائمة اليونسكو ، وهي عبارة عن مناظر طبيعية ثقافية في منطقة بتير جنوب القدس".  وأضافت: "استناداً إلى تجربة المستوطنين السابقة، من المحتمل أن يتم دمج أجزاء من الأراضي الواقعة خارج الخط الأزرق [حدود الاستيطان] ضمن المستوطنة الجديدة، وسيُحرم الفلسطينيون من الوصول إلى أراضيهم".

المنطقة، التي تقع على بعد بضعة كيلومترات جنوب غرب القدس، تمّ إدراجها كموقع لليونسكو في العام 2014. وهي تتميّز بمدرجاتها القديمة والمقابر الرومانية، وأنظمة الريّ المتطوّرة التي تشهد على آلاف السنين من النشاط البشري. وتتمتع البيئة الريفية والزراعية في الموقع بأهمية بيئية وثقافية كبيرة، وتضم آلاف أشجار الزيتون.

وكشف موقع "Art News" أنه في الجزء الجنوبي من الممتلكات التابعة لمنظمة اليونسكو، "بدأ المستوطنون بالفعل بالتعدّي على الأراضي الفلسطينية الواقعة خارج حدود مستوطنة "ناحال هيليتس" المخطط لها".

وأجرى الموقع مقابلة مع أليس كيسيا، وهي فلسطينية مسيحية تحمل الجنسية الإسرائيلية، فوجئت بمنعها من الدخول إلى أرضها بواسطة بوابة جديدة أقامها المستوطنون، الذين استولوا على ممتلكاتها، في 31 تمّوز (يوليو) الفائت.واتصلت كيسيا بالشرطة وانضم إليها ناشطون حاولوا مساعدتها للوصول إلى أرضها. وعلى الرغم من تقديم وثائقها إلى الشرطة والجيش في الموقع، فقد صدرت لها تعليمات بالمغادرة، حيث تم تخصيص المنطقة كمنطقة عسكرية.

ويمنع القرار الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم لمدة شهر، بينما يُسمح للمستوطنين بالبقاء. وقالت: "أرضي لم تكن منطقة عسكرية من قبل، وفجأة أصبح الأمر كذلك".

انضمت مجموعة من الناشطين، بما في ذلك المسيحيين والمسلمين واليهود، إلى كيسيا لاستعادة أرضها. وأقاموا معسكراً دائماً ينظمون فيه فعاليات احتجاجية وينامون فيه".

وتخوض عائلة كيسيا، التي تقول إنها تمتلك الأرض منذ 40 عاماً على الأقل، معركة طويلة من أجل ممتلكاتها.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية