إخوان المغرب يحاولون تفخيخ المشهد السياسي في البلاد.. ماذا فعلوا؟

إخوان المغرب يحاولون تفخيخ المشهد السياسي في البلاد.. ماذا فعلوا؟


28/04/2022

بعد هزيمته المدوية في الانتخابات التشريعيّة السابقة، يحاول حزب العدالة والتنميّة (المصباح)، الذراع السياسيّة لإخوان المغرب، تفخيخ المشهد السياسي أمام حكومة عزيز أخنوش، واستخدام خطاب سياسي مراوغ، فمن جهة يعلن عبد الإله بنكيران، الأمين العام للمصباح عن رفضه لإجراء انتخابات مبكرة، ومن جهة أخرى يستخدم الحزب الإخواني كل الطرق الدعائيّة والتحريضيّة، من أجل وضع العراقيل أمام الحكومة الجديدة.

من جهته، شنّ مصطفى إبراهيمي، عضو المجموعة النيابية لحزب "العدالة والتنمية"، في مجلس النواب، هجوماً حاداً على الحكومة، واتهمها بمحاولة التهرّب من المسؤوليّة، وأنّها "لم تتخذ أيّ إجراءات للحفاظ على القدرة الشرائية للطبقة الفقيرة والمتوسطة".

إبراهيمي زعم كذلك أنّ حكومة أخنوش، تتهرب من التواصل، "ومن مساءلة البرلمان حول المواضيع التي تؤرق المواطنين، وعلى رأسها التهاب الأسعار، وبالخصوص أثمنة المحروقات، وتوضيح أسباب الغلاء المتصاعد والزيادات المتتالية للمواطنين". وادعى أنّ "الحكومة المغربية الحالية، تحاول تبرير كل إخفاقاتها بحجة الغزو الروسي لأوكرانيا".

استغلال الأزمة وتوظيفها سياسيّاً

حزب "العدالة والتنمية" أصدر بياناً رسمياً، قال فيه إنّ "الحكومة المغربية لم تتخذ أيّ إجراءات؛ للحفاظ على القدرة الشرائية للطبقة الفقيرة والمتوسطة".

الدكتورة تورينام بوفاطمة، الباحثة المغربيّة في التاريخ المعاصر، خصّت "حفريات" بتصريحات، قالت فيها إنّ الحكومة حاولت امتصاص الصدمة التي تعرّضت لها السوق العالميّة، في أعقاب الحرب الروسيّة الأوكرانيّة، مع تعويض الفئات الأكثر تضرراً، حيث قدمت الحكومة في 23 من آذار (مارس) الماضي، دعماً مالياً يتراوح بين 100 و700 دولار شهرياً، للعاملين في قطاع النقل، بعد ارتفاع أسعار المحروقات.

يحاول حزب العدالة والتنميّة تفخيخ المشهد السياسي أمام حكومة عزيز أخنوش واستخدام خطاب سياسي مراوغ

بوفاطمة أشارت إلى إشادة صندوق النقد الدولي، يوم الأربعاء، 27 نيسان (أبريل) الجاري بما أسماه الإجراءات الهادفة، التي اعتمدتها المملكة المغربيّة، لمعالجة الآثار السلبيّة لارتفاع أسعار الطاقة. ونوّهت كذلك إلى أنّ جهاد أزعور، مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أكّد أنّ "الحكومة المغربية، تتخذ مجموعة من الإجراءات الهادفة، لاسيما دعم قطاع نقل الأفراد والبضائع؛ للتخفيف من تأثير ارتفاع أسعار الطاقة على الإنتاج". كما أشاد بــ "العمل الجاري؛ لتجديد السياسة الاجتماعية، والإجراءات الهادفة إلى إعادة تفعيل القطاعات الاقتصادية الأكثر تأثراً بالأزمة الصحية، ومنها القطاع الجوي وصناعة السيارات".

 

تورينام بوفاطمة: الحكومة حاولت امتصاص الصدمة التي تعرّضت لها السوق العالميّة، في أعقاب الحرب الروسيّة الأوكرانيّة، مع تعويض الفئات الأكثر تضرراً

 

وأكدت الأكاديميّة المغربيّة، أنّ حكومة أخنوش جاءت في ظرف سياسي واقتصادي صعب، في ظل التحولات العالميّة، وتبعات انتشار وباء كوفيد-19، وكذلك الأزمة الأوكرانيّة، إلّا أنّها رغم ذلك تحاول معالجة كافة التداعيات وفق خطة محسوبة، تضمنت عدة إجراءات من أجل حماية القدرة الشرائية للمواطنين، ومن ضمنها تخصيص نحو 15 مليار درهم إضافية؛ لتحقيق هذا الهدف.

الحكومة تتخذ حزمة إجراءات إصلاحيّة

كان رئيس الوزراء، عزيز أخنوش، قد أكّد أنّ "التداعيات الدولية، ساهمت في الأزمة غير المسبوقة، التي يشهدها السوق الوطني في المملكة"، لكنه نوه إلى أنّها لن تقف عقبة أمام برنامج حكومته، "خاصّة ما يتعلق بالشق الاجتماعي، من خلال الحفاظ على القدرة الشرائية للمواطنين، وتجنيبهم الانعكاسات السلبية لارتفاع الأسعار في السوق الدولية".

أخنوش تعهّد أمام مجلس النواب، أنّ الحكومة سوف تقوم بتزويد السوق الوطنيّة بالمواد الأساسيّة، وأنّه سوف تضخ كميات كافية، وبشكل منتظم، من المواد الغذائيّة، وكذلك بموارد الوقود والطاقة، لتلبية احتياجات السوق المحلي.

من جانبها، كشفت، ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، عن إجراءات جديدة تهدف إلى رفع من مستوى المخزون الاحتياطي للمواد البترولية، حيث أشارت إلى أنّ "هناك استثمارات بقيمة 5 مليار درهم، لرفع قدرات تخزين المحروقات من طرف الشركات"، وأوضحت أنّ المبلغ المشار إليه سوف يتوزع بواقع "3 ملايين درهم، ستستثمرها الشركات في تخزين الغاز الطبيعي المسال وغاز البوتان، و2 مليار درهم؛ لتعزيز تخزين الغازوال والبنزين".

وكان رئيس الوزراء المغربي قد اتهم الحكومة السابقة، التي ترأسها سعد الدين العثماني، الأمين العام السابق لحزب "العدالة والتنمية"، بإخفاء معلومات هامة عن الحكومة الجديدة، إبان تسليم السلطة، تتعلق بتوقف خط الغاز الجزائري، ما ساعد على تفجر أزمة الطاقة، حيث فوجئت حكومة أخنوش بالأمر.

من جهة أخرى، سافر وفد مغربي إلى العاصمة الأمريكيّة واشنطن، برئاسة، نادية فتاح العلوي، وزيرة الاقتصاد والمالية، حيث أجرى الوفد سلسلة من اللقاءات الهامة، بالتزامن مع اجتماعات الربيع للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، في الفترة من 20 إلى 24 نيسان (أبريل) الجاري، وحضر الوفد اجتماعاً للجنة التنمية المشتركة لمجموعة البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، بالإضافة إلى اجتماعات المجموعة الاستشارية الأفريقية، مع ديفيد مالباس، رئيس مجموعة البنك الدولي، وكريستالينا جورجيفا، المديرة العامة لصندوق النقد الدولي.

 

سامح مهدي: الهجوم المتكرر الذي تشنه أبواق الإخوان على الحكومة، يهدف إلى إسقاطها من أجل انتخابات مبكرة، إن جرت، رغم استبعاد هذا السيناريو، فهي لن تسفر عن فوز الإخوان، الذين خسروا كلّ شيء

 

الوزيرة المغربية أكدت على "أهمية اعتماد الرقمنة؛ لتعزيز النمو الشامل من ناحية، وتنفيذ إجراءات جماعية طارئة؛ للتصدي لأزمة الديون، التي تتفاقم في البلدان النامية، من ناحية أخرى".

فتاح العلوي عقدت اجتماعاً مع المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، حيث عرضت تجربة الإصلاحات الاقتصادية التي أجرتها المملكة، خاصّة "برنامج تعميم الحماية الاجتماعية، ومخطط التعافي الاقتصادي، وإصلاح قطاع المؤسسات والمقاولات العمومية".

الدكتور سامح مهدي، الباحث المصري في الفكر السياسي، قال في تصريحاته لـ"حفريات"، إنّ حكومة أخنوش واجهت ظرفاً صعباً، لكنها نجحت أولاً في تحييد المغرب، فيما يخص الحرب الأوكرانية، ثم مضت في معالجة تبعات الأزمة الاقتصادية الناتجة عن الحرب، إضافة إلى الإرث الثقيل الذي أخذته من حكومة "العدالة والتنمية"، والتي فشلت في الشق الاقتصادي فشلاً ذريعاً.

ولفت مهدي إلى أنّ الهجوم المتكرر الذي تشنه أبواق الإخوان على الحكومة، يهدف إلى إسقاطها من أجل انتخابات مبكرة، إن جرت، رغم استبعاد هذا السيناريو، فهي لن تسفر عن فوز الإخوان، الذين خسروا كلّ شيء، كما فشل حزب "العدالة والتنمية" في القيام بدور المعارضة في مجلس النواب، لكن بنكيران يحاول اللعب بكل الأوراق المتاحة، من أجل العودة إلى السلطة، وهو ما يظهر بوضوح في خطابه تجاه الملك، ومحاولة استقطاب القصر بأيّ وسيلة.

مواضيع ذات صلة:

بنكيران الباحث عن دور جديد يصطدم باليسار المغربي

الإخوان في المغرب: مناورة وخطاب شعبوي وحلم بانتخابات مبكرة

إخوان المغرب يتحيّنون الفرصة للانقضاض على الحكومة



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية