إخوان الجزائر: المشروع الصهيوني لن يعود إلى ما كان عليه

إخوان الجزائر: المشروع الصهيوني لن يعود إلى ما كان عليه

إخوان الجزائر: المشروع الصهيوني لن يعود إلى ما كان عليه


11/06/2023

يشدّد إخوان الجزائر على أنّ "المشروع الصهيوني يشكو صراعاً غير مسبوق على هوية الدولة"، لذا فإنّ هذا المشروع "لن يعود إلى ما كان عليه".

في طرح جديد على موقعها الإلكتروني الرسمي، اعتبرت حركة مجتمع السلم (أكبر واجهة محلية للإخوان) أنّ الكيان الصهيوني يشهد هيمنة الجماعات الدّينية على المؤسّسات الرسمية، بما سيؤدِّي إلى إعادة تشكيل هويّة الدولة، بعد أن تأسّس هذا الكيان على أساس التوازن بين اليهودية والديمقراطية، وهو الآن يخسر ذلك التوازن بسرعة فائقة تتّجه نحو تدمير ذاته.

وجدّدت حركة (السلم) التأكيد أنّ هذا التدمير الذاتي دفع رموز هذا الكيان لدقِّ ناقوس الخطر الوجودي، مستدلة بتصريح الرئيس الصهيوني إسحاق هرتسوغ إثر موجة احتجاجات المعارضة على قرار حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تمرير قوانين تحدّ من سلطة القضاء: "ما يحدث كارثة حقيقية، وبلادنا تنهار أمام عيني"، والوضع يتّجه إلى نقطة اللاعودة، وإسرائيل تمرُّ بما وصفها بأزمة تاريخية تهدّد بتدميرها من الداخل"، وهو المعنى ذاته الذي ركّز عليه وزير الدفاع السابق بيني غانتس، حين عبّر عن خشيته من اندلاع حرب أهلية تؤدّي إلى تفكّك إسرائيل من الداخل.

 الرئيس الصهيوني إسحاق هرتسوغ

واعتبر الحزب الذي يقوده عبد العالي حساني شريف أنّ تحذيرات نداف أرغمان الرئيس السابق لجهاز المخابرات الداخلية (الشّاباك) من "نُذُر الحرب الأهلية، تماماً مثل وصف نتنياهو قرار تأجيل تلك الإصلاحات القضائية بأنّه "فرصة لتجنُّب حرب أهلية"، يتوافق بحسب (السلم) مع "ما توصّلت إليه مراكز الدراسات الصهيونية بأنّ هذا الاختلال الخطير بين اليهودية والديمقراطية يؤكد بأنّ المجتمع الصّهيوني قد دخل في حالة صراع غير مسبوقة على هوية الدولة، وأنّ المشروع الصّهيوني لن يعود إلى ما كان عليه".

الرئيس الكارثة والواقعية الهجومية

سجّل ناصر حمدادوش الرجل الثاني في (السلم) أنّه بالرغم من تلبّس نتنياهو بصفة "الرئيس الكارثة"، ذي النّزعة اليهودية العنصرية المتطرِّفة، وبالرّغم من الطابع الديمقراطي الذي أُريد التسويق له عن هذا الكيان السرطاني ـ غربياً ـ إلا أنّه استطاع الوصول إلى رئاسة الحكومة الصهيونية عام 1996، وهو الذي يتَّهم اليساريين بأنّهم "نَسُوا معنى أن يكون المرء يهوديّاً"، و"معنى أن تكون مفيداً لليهودية".

ومن زاوية الوقوف على أكثر الأسئلة إثارةً عن مستقبل الكيان الصّهيوني، عاد حمدادوش إلى كتاب "مكان تحت الشّمس" (438 صفحة) الذي ألّفه نتنياهو عام 1993، وقال القيادي الإخواني إنّه يعبّر عن فلسفة نتنياهو السياسية، ويتضمن أولوياته لرسْم هوية الدولة العبرية الموشَّحة بالغطرسة والاستكبار.

اعتبرت حركة مجتمع السلم الإخوانية أنّ الكيان الصهيوني يشهد هيمنة الجماعات الدّينية على المؤسّسات الرسمية بما سيؤدِّي إلى إعادة تشكيل هويّة الدولة

وتابع حمدادوش: "هذا الكتاب، بحسب الأطروحات الواردة فيه، يُصنّف ضمن "الواقعية السياسية المتطرفة، وهي الواقعية الهجومية، بعد أن جمع كلّ مظاهر التطرُّف، ولمْلَمَ غوغاء الماضي اليهودي بتزوير التاريخ وتطويع الجغرافيا، عن طريق بكائية مأساة الشّعب اليهودي إبَّان الحكم النازي على يد (هتلر) من أجل كسب تعاطف الدول الغربية وابتزازها، باعتبارها مسؤولة عن مأساة الهولوكوست المزعومة".

ولاحظ النائب السابق في البرلمان الجزائري أنّ "الشّعب العربي عموماً والفلسطيني خصوصاً ليست له علاقة بتلك المحرقة المبالغ فيها إلا أنّ شُذّاد الآفاق يدَّعون أحقية الشعب اليهودي في أرض فلسطين، وهو ما دفع بهذا الناتن ـ ياهو إلى بذل جهد كبير في كتابه من أجل خلط أوراق التاريخ والجغرافيا والتوراة والتلمود لاغتيال الحقيقة، ومع ذلك فإنّ القارئ لهذا الكتاب يشعر بحجم القلق الذي يسكن عقل المؤلِّف ممّا يعتبره الخطر الوجودي الذي يهدِّد مستقبل الكيان الصّهيوني، ولذلك سطَّر هذا الكتاب للبحث عن مكان تحت الشمس".

هاجس الشَّك والتدمير الذاتي

ركّز ناشطو الإخوان في الجزائر على أنّ "الكيان الصّهيوني لا يملك وجوداً ذاتيّاً أصيلاً، فهو كيان هجين ولقيط، يقوم أساساً على تهجير اليهود المشرَّدين في العالم إلى أرض فلسطين، كما قضَى القَدَر الإلهي على بني إسرائيل في قوله تعالى: "وقَطَّعناهم في الأرض أمَمًا"... (الأعراف:168)".

ناصر حمدادوش الرجل الثاني في حركة مجتمع السلم، أكبر واجهة محلية للإخوان في الجزائر

وقال حمدادوش: "مع أنَّ هذا الكيان اللقيط هو أهمُّ مشروع أمريكي في القرن الـ (20)، وهو من أهمِّ نتائج الاستعمار الغربي للعالم العربي، وهو الوسيلة التي أبْقته في حالة التبعية والتخلُّف، إلّا أنّ سؤالاً جوهريّاً ما يزال يتردّد صداه في العالم عن مستقبل إسرائيل، وأنّ هاجس الشّك بنهايتها ليس مجرد أمنية رغائبية لأعدائها، بل هو شعورٌ يضرب بجذوره في عمق الوجدان الصهيوني، بأنّهم يَسبَحون ضدَّ حركة التاريخ وقوانينه، فهو هاجس مركزيّ متأصل صهيونيّاً منذ البدايات الأولى لهذا الكيان".

وأردف: "القلق من زوال إسرائيل هو يهوديٌّ ذاتيٌّ بامتياز، يُؤسَّس على حالة الشكّ في مستقبلها كدولة يهودية؛ فهذا رئيس الوزراء الصهيوني السابق إيهود باراك يؤكِّد في مقال له في صحيفة (يديعوت أحرنوت) بمناسبة الذكرى الـ (74) لقيام إسرائيل العام الماضي أنّه: "على مرِّ التاريخ اليهودي لم تعمِّر لليهودِ دولةٌ أكثر من (80) عاماً إلّا في فترتين، وكلتا الفترتين كانت بداية تفكُّكها في العقد الثامن، والدولة العبرية الصهيونية الحالية في عقدها الثامن، وأخشى أن تنزل بها لعنة العقد الثامن".

ذهبت تشكيلة المرشح المرتقب للرئاسيات الجزائرية (2024) عبد الرزاق مقري إلى أنّ مصطلح "الحرب الأهلية" هو الأكثر شيوعاً في الخطاب الصّهيوني الآن، بعد أن تأجَّجت نيران الصّراعات الداخلية بين "الدولة العميقة العلمانية" وبين "التيار الدِّيني المتصاعد"

وبحسب حزب الوزيرين السابقين، أبو جرة سلطاني وعبد المجيد مناصرة، فإنّ "جذور شبح الحرب الأهلية داخل الكيان الصهيوني تعود إلى عام 1995، عندما اغتال اليميني المتطرِّف (إيجال عامير) رئيسَ الوزراء (إسحاق رابين)، ويؤكِّد الخبراء أنّ الحروب الأهلية تبدأ تاريخيّاً بالاغتيالات رفيعة المستوى، ولكنّها تستغرق وقتاً لتتطوَّر إلى صراع شامل".

المصطلح الأكثر شيوعاً

ذهبت تشكيلة المرشح المرتقب للرئاسيات الجزائرية (2024) عبد الرزاق مقري إلى أنّ مصطلح "الحرب الأهلية" هو الأكثر شيوعاً في الخطاب الصّهيوني الآن، بعد أن تأجَّجت نيران الصّراعات الداخلية بين "الدولة العميقة العلمانية" وبين "التيار الدِّيني المتصاعد".

وأفاد ناصر حمدادوش: "لا تخفى تلك النّزعة الدّينية المتنامية داخل الكيان الصّهيوني، والمتمثلة في قوة الأحزاب اليمينية والدينية المتطرِّفة، والتي استطاعت تشكيل حكومة صهيونية جديدة بزعامة نتنياهو في كانون الأول (ديسمبر) 2022، وهي الأكثر تطرّفاً في تاريخ هذا الكيان العنصري، وبالرّغم من الأغلبية البسيطة التي يتمتعون بها، (64) مقعداً في الكنيست من أصل (120) مقعداً، إلّا أنّها تُمكِّنهم من تمرير التشريعات والقوانين التي تعكس إيديولوجيتهم المتطرِّفة، إذ يعتقد هذا التيار الديني أنّ اليساريين والليبراليين الذين خسروا الانتخابات مستمرون في السيطرة على الإدارة والقضاء، وهو الاعتقاد السائد بوجود "دولة عميقة"، أي شبكات من الإداريين السِّرِّيين غير المنتخبين الذين لديهم القدرة على تقويض المسؤولين المنتخبين، ويتحكّمون في المشرِّعين والسياسيين، وهي الدولة العميقة التي اشتكى منها نتنياهو عام 2021"، في إشارة إلى مرحلة كان يصرّح فيها نتنياهو بأنّه "تعرّض إلى مؤامرة ضدّه"، غداة محاكمته في قضايا الفساد والرشوة.

مواضيع ذات صلة:

مؤتمر حركة البناء الجزائرية ... لم يتغيّر أي شيء!

كيف دعمت إيران جبهة الإنقاذ الجزائرية؟

الجزائر: إجماع على رفض عودة فلول الإنقاذ.. ما الجديد؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية