أوروبا: الهيكل التنظيمي لجماعة الإخوان وشبكاتها المالية

أوروبا: الهيكل التنظيمي لجماعة الإخوان وشبكاتها المالية

أوروبا: الهيكل التنظيمي لجماعة الإخوان وشبكاتها المالية


26/05/2025

اعتمدت جماعة الإخوان على أوروبا باعتبارها مساحة رحبة لنشر أفكار التنظيم، وأيضاً لتأسيس شبكاته المالية الضخمة، على مدار نحو (6) عقود مضت، بدأت منذ تأسيس المركز الإسلامي بميونخ في عام 1954 على يد سعيد رمضان صهر حسن البنا مؤسس الجماعة الأم في مصر، ثم انطلقت معظم الأفرع التنظيمية للجماعة في معظم الدول الأوروبية، وكان أبرزها بريطانيا، وفرنسا، والنمسا، وغيرها.

ووفق المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، فإنّ استراتيجية جماعة الإخوان تعتمد على الانتشار في أوروبا على منحى عكسي، مقارنة بنشاطها في الدول العربية، بمعنى أنّ عملية التوغل في الدول الأوروبية تحدث من خلال مؤسسات خيرية ومنظمات اجتماعية ومدنية، وليست تحت هيكل تنظيمي موحد أو ثابت أو إطار سياسي وتنظيمي، كما هو الحال في مصر على سبيل المثال، وبالتالي يجد الباحثون والسلطات التي تراقب نشاط الإخوان في تلك الدول صعوبة في وضع حدود فاصلة لتلك المؤسسات والتأكد من انتمائها تنظيميًا للإخوان.

وأكد المركز في تقرير له أنّ الهيكل التنظيمي للإخوان في أوروبا يختلف من دولة إلى أخرى، ولكنّ الملمح المشترك يتعلق بالأهداف التي تسعى كافة المنظمات والمؤسسات التابعة للتنظيم حول العالم إلى تحقيقها، والمواقف التي يتم تمريرها من خلال تلك المؤسسات، وكذلك علاقتها بنشاط الجماعة الأم في مصر أو في بعض الدول العربية، فضلًا عن المعلومات التي تتكشف من حين إلى آخر بخصوص التعاون بينها وبين أذرع الإخوان في العالم.

ورصد المركز مؤسسات ومنظمات دولية ترسل أموالًا لكيانات تابعة للإخوان، ومن هذه المنظمات الدولية "هيئة الإغاثة الإسلامية"، التي بدأت مؤخرًا في التكثيف من فعالياتها من أجل جمع التبرعات، وأكدت الاستخبارت الإسبانية أنّ "جهات أخرى ترسل دعمًا للإخوان في برشلونة"، لكنّها رفضت الإفصاح عن هوية هذه الجهات، أو وجهتها. 

وأكدت الدراسة أنّ جماعة الإخوان تنقسم إلى (67) فرعًا حول العالم، يضعها التنظيم الدولي تحت تقسيم جغرافي يشمل (7) مناطق، أهمّها على الإطلاق في الوقت الراهن أوروبا باعتبارها الملاذ الآمن لنشاط التنظيم، وبوجه عام يمكن تقسيم الهيكل التنظيمي للجماعة في أوروبا كالأتي:

ـ التنظيم الدولي: الذي أسسه مصطفى مشهور المرشد الخامس للجماعة عام 1982 بعد هربه من مصر إلى ألمانيا، حيث دخلت تحت مظلته مجموعة من الجمعيات والمؤسسات الأهلية والاقتصادية حول العالم، بهدف تحقيق مخطط الجماعة لأستاذية العالم، الذي أقره حسن البنا، ويعني أن تصل الجماعة إلى الحكم في أكبر عدد من الدول العربية بالتزامن.

مؤسسات ومنظمات دولية ترسل أموالًا لكيانات تابعة للإخوان، من هذه المنظمات الدولية "هيئة الإغاثة الإسلامية".

ـ المنظمات والمؤسسات التابعة للإخوان: التي تم تأسيسها في الدول الأوروبية تحت غطاء القانون لكنّها تعمل وفق أهداف التنظيم وعلى تحقيق أجندته الخاصة، وبحسب المعلومات المتاحة في هذا الصدد، فإنّ أبرز تلك المؤسسات هي: الرابطة الإسلامية في بريطانيا، والمجلس الإسلامي البريطاني، والهيئة الدينية الإسلامية في النمسا، والتجمع الإسلامي في ألمانيا، ومنظمة "رؤيا" الألمانية، ومنظمة المرأة المسلمة في ألمانيا، وتترأسها القيادية الإخوانية رشيدة النقزي، والمجلس الإسلامي فى برلين الذي يضم خضر عبد المعطي أهم قيادات تنظيم الإخوان المسلمين الدولي، والمركز الإسلامي في ميونيخ، وهو التنظيم المركزي لجماعة الإخوان في ألمانيا.

ـ ومن الهيكل التنظيمي للإخوان الشبكات المالية: وبالرغم من عدم توافر أرقام دقيقة ومحددة حول "الإمبراطورية المالية" لجماعة الإخوان في أوروبا، إلا أنّ التقديرات تؤكد أنّها شبكة ضخمة متعددة الأوجه، تتنوع ما بين البنوك والاستثمارات المالية المصرفية والشركات في مختلف القطاعات، والتجارة الحلال، و"الأوف شور".

وذكر التقرير في هذا الصدد أنّ قيمة التجارة الخاصة باللحوم الحلال بلغت (2.3) تريليون دولار أمريكي سنويًا حول العالم بوجه عام، جزء كبير منها يتبع الإخوان، كما يتوقع أن ينمو حجم سوق الأغذية والمشروبات الحلال العالمي ليصل إلى (739.59) مليار دولار أمريكي بحلول عام 2025.

ورصدت تقارير أوروبية مجموعة من الاستثمارات التابعة لجماعة الإخوان داخل أوروبا بالإضافة إلى تجارة "الحلال" و"الأوف شور"، منها على سبيل المثال: بنك التقوى، وبنك أكيدا الدولي، ومؤسسة أوروبا شركة “Stahel Hardmeyer AG in Nachlassliquidation“: وشركة “World Media Services Ltd” : ، وشركة ” Jordan Company Secretaries Limited “:، وشركة “BS Altena AG” : .

هذا، وتواجه جماعة الإخوان أزمة "احتضار" بالتزامن مع جهود المواجهة الأوروبية التي تستهدف تقليص نشاط التنظيم ووضعه تحت رقابة صارمة وكذلك تتبع مصادر تمويله ومراقبة أعضائه البارزين، لأنّها تفقد أحد أهم ملاذاتها الآمنة في الوقت الراهن، الأمر الذي يزيد أزمة التنظيم تعقيداً ويهدد بانهيارات أكثر تأثيرًا وخطورة على بنيته الهيكلية وتماسكه، وكذلك تحكم قياداته في مراكز السلطة والنفوذ.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية