أهداف سياسية يسعى إليها إخوان المغرب من خلال انتقادهم لتعديلات مدونة الأسرة.. ما هي؟

أهداف سياسية يسعى إليها إخوان المغرب من خلال انتقادهم لتعديلات مدونة الأسرة.. ما هي؟

أهداف سياسية يسعى إليها إخوان المغرب من خلال انتقادهم لتعديلات مدونة الأسرة.. ما هي؟


14/01/2025

يشن قياديو حزب العدالة والتنمية الإخواني هجمات متتالية على تعديلات مدونة الأسرة، ظاهرها الحرص على "القيم الإسلامية للأسرة" وباطنها العزف على الوتر الديني والاجتماعي لتحقيق أهداف سياسية واستقطاب دعم القواعد الشعبية قبل المؤتمر الوطني للحزب، وفقا لتقرير نشره موقع "ميدل ايست أونلاين".

ولا يترك رئيس حكومة المغرب الأسبق والأمين العام الحالي لحزب العدالة والتنمية، عبدالإله بنكيران مناسبة دون أن يوجه سهام الاتهام للتيار الذي يطالب بالمساواة بين الجنسين في الحقوق والدعوة لمدونة تواكب تطورات العصر، إذ يزعم الإخوان أن هذه المطالب هي "ضغوط خارجية لا تخدم مصلحة الأسرة أو وضعية المرأة في المجتمع".

واتهم بنكيران في الكلمة التي ألقاها ضمن اللقاء الداخلي لتقديم مذكرة الحزب للتعديلات المعلنة لمدونة الأسرة، القائمين على تعديل المدونة بأنهم "لا يبحثون لحلول عن مشاكل المغاربة وإنما يخضعون لامتحان من طرف الدول الغربية بخصوص المساواة بين الجنسين ومجموعة من القيم التي يروج لها الغرب".

واعتبر، بحسب "ميدل ايست أونلاين"، أن "شعارات المساواة التي يروج لها الفرحين بهذه المقترحات التي جاءت بها اللجنة المكلفة بتعديل مدونة الأسرة هي مساواة ضد المرأة وتهضم حقوقها"، مشددا على أن "ما يقال اليوم عن المساواة وصل إلى مستوى الحمق".

وتبدو انتقادات بنكيران وأعضاء حزبه أشبه بالدعاية الانتخابية الموجهة لتيار مجتمعي محافظ، إذ أنها لا تقدم تبريرات منطقية وعلمية مستندة للخبراء والمختصين في علم الاجتماع والتربية انما مجرد تصعيد كلامي خطابي عاطفي موجه للقاعدة الشعبية. حيث اعتبر رئيس الحكومة السابق أنه "يمكن لهذه التعديلات أن تمر بالتحكم والقوة وهذا ما لن يكون في صالح المجتمع"، مبرزا أن "لابد من الاستماع إلى نبض المجتمع في مثل هذه الحالات والأخذ برأيه".

واعتبر أن المطالب بتحديث المدونة استنادا للتطورات في المجتمع الحديث هي "ضغوط"، قائلا أن "المشرع والمغاربة اليوم تحت ضغوط"، مشيرا إلى أن "هذه الضغوط لا تخدم مصلحة الأسرة أو إصلاح المجتمع بقدر ما تخضع لإملاءات دول أوروبية ولا علاقة له بوضعية المرأة في المجتمع".

وضم عبدالله بوانو رئيس المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، صوته إلى بنكيران مستخدما نفس النهج بالحديث عن "استهداف مادي وغربي لمدونة الأسرة في المغرب، الذي ما يزال مستمرا ولم يفتر منذ زمن"، على حد تعبيره.

تثير تصريحات بنكيران واعضا حزبه جدلاً واسعاً حول مسار تعديل مدونة الأسرة، خاصة أنها تتناقض مع مواقف حقوقية وأممية

وأضاف في كلمة تقديمية خلال اللقاء الداخلي لحزب العدالة والتنمية، لتقديم مذكرة حول التعديلات المعلنة حول مدونة الأسرة الأحد، أن مدونة الأسرة تعد الأهم في المغرب لكونها "تتعلق بديننا وهويتنا ومرجعنا"، مبرزا أن استهداف مدونة الأسرة لم يتوقف يوما، وما يزال مستمرا، دعيا إلى "صمود التيار الوطني الذي يحمل المرجعية الإسلامية في وجه هذا الاستهداف في الدفاع عن المرجعية والدين والهوية بصفتنا مغاربة".

وأشار بوانو إلى أن هذه المذكرة التي تم تقديمها تتضمن ملاحظات عامة ودقيقة، تهم المدونة، وتأتي في ضوء ما قدمه وزير العدل ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، ووزيرة التضامن أمام العاهل المغربي الملك محمد السادس وبعض ما وصفها بخرجات وزير العدل التي قال إنها "تجاوزات لما أمر به الملك وللمجلس العلمي".

ولفت إلى أن الأمين العام لحزبه، كان قد استشعر الخطر الذي يحوم حول مدونة الأسرة منذ سنة 2022، إذ أن "كل خرجاته كانت واضحة، وخلال حضوره ملتقى الهيئات المجالية في بني ملال أشار إلى ذلك، والحزب كان له عشرات البيانات التي تهم المدونة والتي تتصدى لتصريحات النشاز لوزير العدل، إضافة إلى عدد من الندوات والمذكرات في الموضوع ذاته".

وتابع في نفس سياق كيل المديح لحزبه أن "العدالة والتنمية يختلف عن باقي الأحزاب في بعض الأمور لا نقول باقي الأحزاب غير إسلامية وهي إسلامية أيضا، لكن العدالة والتنمية أخذ على عاتقه الحفاظ على مرجعيته الإسلامية التي ينطلق منها ويجتهد في إطارها ويدافع عنها".

وتثير تصريحات بنكيران واعضا حزبه جدلاً واسعاً حول مسار تعديل مدونة الأسرة، خاصة أنها تتناقض مع مواقف حقوقية وأممية تدعو إلى تعزيز المساواة بين الجنسين.

وبينما يرفض حزب العدالة والتنمية التعديلات ويهدد بالتصعيد، تواصل الحكومة والمنظمات الحقوقية والنسوية الدفاع عن المشروع بوصفه خطوة ضرورية لتعزيز الحقوق وتحديث التشريعات بما يتماشى مع التحولات الاجتماعية والدولية.

يُذكر أن هناك جناح داخل الحزب الإسلامي، يرفض التصريحات التصعيدية والمواقف المثيرة للجدل لأمينه العام، حيث كشف بلال التليدي، عضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، أن قيادته التاريخية أغرقت الحزب في الخلافات الشخصية والسياسية، وعلى رأسهم بنكيران ومصطفى الرميد وسعد الدين العثماني، مطالبا إياهم بالتنحي وفسح المجال أمام كفاءات جديدة قادرة على مواجهة التحديات المقبلة.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية