لم يقف أهالي مدينة سقطرى مكتوفي الأيدي أمام الحملة الشعواء التي يشنّها تنظيم الإخوان المسلمين في اليمن، ضدّ التواجد الإماراتي في الجزيرة؛ حيث خرج عشرات الآلاف من الأهالي في تظاهرة تحت شعار "الإمارات سند سقطرى"، رفعوا خلالها علم دولة الإمارات، جنباً إلى جنب مع علم اليمن، شكراً وعرفاناً بما تقدمه دولة الإمارات من خدمات إنسانية، ومشروعات خدمية، وبنية تحتية في الجزيرة.
وأشاد المشاركون في التظاهرة، عبر يافطاتهم وهتافاتهم، بدور دولة الإمارات التي تكفلت بإعادة إعمار وبناء كلّ ما تضرّر من إعصاري "تشابالا وميج"، في عموم مناطق محافظة أرخبيل سقطرى، في منتصف عام 2016، خصوصاً المناطق المتضررة مثل: جزيرة عبد الكوري، ومنطقة ستروه على ساحل نوجد جنوب سقطرى، ودروحاح دكشن، ومناطق شرقية شرق المحافظة، وفي المناطق الساحلية والريفية منها أيضاً.
واستجابت الإمارات العربية المتحدة لمساعدة جزيرة سقطرى، بجهود إنسانية وإغاثية وتنمويّة، مثلما فعلت في باقي المدن اليمنية التي حررتها من ميليشيات الحوثي، خصوصاً بعد الإعصار "تشابالا"، الذي ضرب الجزيرة، في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2015؛ حيث تولّت وبالتعاون مع الهلال الأحمر الإماراتي دعم وإنشاء العديد من المرافقِ العامة، وقدّمت مساعدات وتعويضات للمتضررين، كما بنت مشروع مدينة "زايد 1"، ليسكنه متضرّرو الإعصار.
أهالي سقطرى يواجهون الحملة الشعواء التي يشنّها الإخوان المسلمون ضدّ التواجد الإماراتي بتظاهرة حاشدة تضمّ عشرات الآلاف
وأنشأت الإمارات أكبر مستشفى في سقطرى "مستشفى خليفة بن زايد"، عام 2012، من باب الاستثمار في أراضي وشواطئ الجزيرة؛ في عالم مفتوح على التطوير والاستثمار، وتمكين المجتمعات اقتصادياً وثقافياً، خاصة أنّ الجزيرة كانت مهملة ومعزولة عن الحياة فيما سبق.
وعلى مدار عامين، كانت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي تنفذ عدداً من المشروعات التنموية الحيوية في أعقاب الأعاصير المتتالية التي ضربت أرخبيل سقطرى.
وقامت الإمارات حينها بتسيير أكثر من 30 طائرة إغاثية، محملة بأكثر من 400 طنّ من المساعدات الإنسانية والطبية إلى أبناء الجزيرة.
ووفق إحصائيات رسمية، صادرة عن الهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية، فقد تضمنت المشروعات الإماراتية؛ تشييد مدينة الشيخ زايد، التي تتكون من 356 منزلاً، بمرافقها الصحية والتعليمية والخدمية الأخرى.
وقامت دولة الإمارات، ضمن مشروعاتها الإنسانية في أرخبيل سقطرى، بتأهيل وإنشاء عشرات المدارس المجهزة بالحواسيب، وصيانة وتأهيل 44 مسجداً، وإنشاء شبكة مياه بطول 75 كيلومتراً، إضافة إلى إنشاء حاجز بحري لحماية مركز الإنزال السمكي بالعاصمة، وتوفير 100 قارب للأهالي الذين يمتهنون صيد الأسماك، الذي يعدّ من مصادر الدخل الرئيسة في الأرخبيل.
ولم تغفل الإمارات الجانب الترفيهي للسكان وأسرهم؛ حيث أنشأت حديقتين عامّتين، وملعبين لكرة القدم، إضافة إلى توزيع 7 آلاف طرد غذائي يتضمن كلّ منها المواد الغذائية الأساسية.
وقادت مؤسسة خليفة بن زايد، شراكة نموذجية مع محافظ سقطرى، الراحل أحمد بن حمدون، أثمرت توسيع دائرة المشروعات، لتمتد إلى تكفل الإمارات بتأهيل ميناء سقطرى.
كما تبنّت مؤسسة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، تقديم 40 منحة دراسية لطلاب وطالبات سقطرى، ممن أنهوا المرحلة الثانوية بقسميها؛ العلمي والأدبي، في عدة تخصصات تخدم وتفيد المحافظة في المستقبل.
ورعت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، خلال الأسبوعين الماضيين، حفل زفاف جماعي لـ 200 شاب وشابة في الجزيرة، في إطار الاهتمام بالشباب وتذليل المصاعب أمامه.
هذا الدعم الإنساني، الذي يُسجَّل لدولة الإمارات، قامت وسائل إعلام "عربية"، ومنصات إخبارية إخوانية وقطرية بالتهجّم عليه، وفق أهوائها وما ترغب بتخيّله من اتّهامات للإمارات باحتلال الجزيرة والسيطرة عليها، دون الالتفات إلى الهدف النبيل الذي ترنو إليه الإمارات من محاولات تمكين الإنسان في أرضه، كما في جزيرة سقطرى.