أنباء عن اعتقال الإخوانية المحرضة على قتل العلويين في هولندا

بحسب تقارير صحفية أوروبية، فإنّ فلول الإخوان في القارة العجوز، الذين خرجوا في تظاهرات مؤيدة لقتل العلويين في أنحاء متفرقة، بداعي الحفاظ على الثورة، مارسوا تحريضاً واسع النطاق، بهدف الانتقام والقمع في الساحل السوري، الأمر الذي أدى إلى إزهاق أرواح مئات من الأبرياء.

تحريض على القتل على الهوية

كانت الأراضي الهولندية مسرحاً لنوع قميء من التحريض على القتل والعنف، حيث فتحت الشرطة الهولندية في شرق برابانت، التحقيق في مقطع فيديو أثار ضجة كبيرة عبر مواقع الإنترنت. وفي هذا المقطع تدلي امرأة سورية شابة، تدعى أسيل كاشف، تعيش في دن بوش، بتصريحات عدائية، حول عمليات الإعدام التي جرت بحق العلويين في بلدها، حيث حرضت على قتل العلويين والتنكيل بهم والتمثيل بجثثهم.

وتمتلك أسيل الكاشف عدداً كبيراً من المتابعين على تطبيق (تيك توك)، لذا فقد شاهد العديد من الأشخاص تصريحاتها الإرهابية، التي جاءت تعليقاً على التقارير الواردة من سوريا في الأيام الأخيرة حول إعدام مئات العلويين والمسيحيين في البلاد. 

وفي مقطع الفيديو الذي انتشر على (تيك توك)، ظهرت الكاشف وهي تدعو إلى القضاء على العلويين في بلدها، وتشرح أيضاً كيفية القيام بذلك. وقالت: "اعملوا شو ما بدكم فيهم بس بدون تصوير". كما طالبت الأمن العام بتقطيع جثامين العلويين وإلقائها في البحر.

وقد أدى ذلك إلى العديد من ردود الفعل عبر الإنترنت، ولم يمر الأمر دون أن تلاحظه الشرطة، حيث يقع ذلك التحريض ضمن الترويج لخطاب الكراهية عبر الإنترنت، باعتباره من التصريحات التمييزية، ويعاقب القانون على هذه الجريمة، وفق الدستور الهولندي، الذي يحض على مكافحة هذه الأنواع من الجرائم التي تدعو إلى الإبادة والتطهير العرقي. 

فتح تحقيق عاجل

مع الأثر الصادم لجريمة الكراهية التي روّج لها مقطع الفيديو المشار إليه، قام عضو البرلمان الهولندي بيتر أومتزيخت بتوثيق مقطع الفيديو الذي نشرته أسيل كاشف على منصة (تيك توك)، وأكد أنّ اللاجئة السورية اقترفت الجريمة أثناء وجودها في الأراضي الهولندية، والتي تعاقب قوانينها على جرائم التحريض الطائفي المباشر.

عضو البرلمان الهولندي اتخذ خطوة سريعة وعملية، وقام على الفور بإبلاغ وزارة العدل الهولندية عن هذا المحتوى، وطالب بسرعة القبض على أسيل كاشف، بسبب احتواء المنشور على خطاب كراهية يدعو إلى العنف والقتل الطائفي.

بدورها، أصدرت الشرطة الهولندية بياناً عاجلاً، قالت فيه إنّها لن تتهاون في التصدي لهذا النوع من الجرائم، والتي يقع صاحبها تحت طائلة القانون، وختمت الشرطة بيانها بعبارة حاسمة جاء فيها: "لا مكان لهذا النوع من الفيديوهات في مجتمعنا".

نهج إخواني معتاد

لم تكفّ جماعة الإخوان في سوريا منذ سقوط نظام الأسد عن التحريض على الأكراد والعلويين، واتهمت الأكراد مراراً باستهداف السنّة، كما ألمح المراقب العام للجماعة، في أكثر من موضع، إلى تواطؤ العلويين مع نظام بشار الأسد، وزعم أنّهم يمثلون الثورة المضادة، مطالباً نظام أحمد الشرع بالتصدي لهم بحزم، وإجراء محاكمات عسكرية واسعة.

وبحسب تقارير هولندية، فإنّ أسيل الكاشف، التي ظهرت في مقطع الفيديو وهي تخاطب السنّة وتطالبهم بإبادة العلويين، تعتنق الإيديولوجيا الإخوانية، وتنشط ضمن المجموعات الإخوانية التي تتخذ من الأراضي الهولندية ملاذاً للتخطيط والعمل ضدّ بلدانها الأصلية من جهة، وفي سبيل فصل المسلمين عن المجتمعات الأوروبية، وممارسة الهيمنة عليهم، من جهة أخرى.

محاولة للهرب وأنباء عن اعتقال المحرضة

بحسب تقارير صحفية في وقت متأخر من مساء الثلاثاء 11 آذار (مارس) الجاري، وبعد بيان الشرطة الهولندية، ظهرت أسيل كاشف في مقطع آخر، حاولت فيه أن تبدو هادئة، وقالت لمخالفيها إنّها لا تخشى شيئاً، وعلى المتضرر من تصريحاتها اللجوء إلى القضاء.

وفي سياق آخر، كشفت تقارير عن قيامها بعرض أغراضها للبيع على أحد مواقع التسوق على الإنترنت في هولندا، في إشارة إلى أنّها اتخذت قراراً بمغادرة هولندا قبل أن يتم القبض الوشيك عليها.

وفي ساعة متأخرة من ليل الثلاثاء انتشرت صور لأسيل الكاشف في أحد مراكز الاعتقال في هولندا، وقد مثلت للتحقيق معها، تمهيداً لترحيلها إلى سوريا، بينما أكد آخرون أنّها قد تقضي عقوبة السجن، وفق قانون مكافحة الكراهية، قبل أن يتم ترحيلها إلى سوريا.