
في نص روائي قصير "أصوات"، يُعيد سليمان فياض إلى الأذهان ذكرى قنديل أم هاشم وعصفور من الشرق، لكن من زاوية أخرى للصدام بين الشرق والغرب، أو لنقل اللقاء ما بينهما، وما ينتج عن هذا اللقاء من صراع حول مكاننا في هذا العالم، ورؤيتنا لأنفسنا وأرواحنا وأجسادنا والآخر، فلن تستطيع أن ترى نفسك إلّا من خلال آخر مختلف عن ثقافتك وتربيتك وعاداتك، يتيح لك التفكير أو التأمل أو الألم أو الصدمة أو مرارة الحقد معرفة أين موقعك من الاكتمال النفسي والروحي. وهذا ما عاشته قرية "الدراويش" التي هبط عليها أحد أبنائها المغتربين حامد البحيري، وتركها يوماً مطروداً، فتاه وضاع في زوايا الخريطة، حتى استقر به الحال في فرنسا، وهناك أحبّ وتزوج وأنجب، وصنع إمبراطورية واسعة الثراء، وبعد عمر ندهته نداهة الوطن.
كُتبت هذه القصة في ستينيات القرن الماضي، وعلى الرغم من ابتعاد الزمن وتغير الأحوال، إلّا أننا لا نستطيع أن نرى تغيراً في الحال النفسية بين زمن الرواية وما بعد الألفية الثانية.
وصف سليمان فياض حَدثاً شديد الوقع والصدمة على لسان أبطاله في تكامل لمنولوج داخلي، يستعيد فيه كل واحد تأثير ذلك الحدث الكبير على نفسه وعلى قرية الدراويش، فبرجوع حامد إلى وطنه، ومعه عصارة الروح الأوروبية المتمثلة في شخص زوجته "سيمون"...، وكيف انتهى هذا الحدث بمحاولة الدراويش أن يجعلوا من سيمون بهية، وبهية هي ذلك الاسم الذي يشار به إلى مصر في أشعار العامة ومواويلهم.
لقاء الشرق بروح الغرب
أراد حامد أن يتشرف بأهله وقريته أمام زوجته الفرنسية، فبعث إلى أخيه ومأمور المركز الذي بدا على درجة كبيرة من الثقافة، مبلغاً ضخماً ليقيم له بيتاً مناسباً يعيش فيه هو وزوجته أثناء إقامتهما، غير أنّ الوقت الذي أمهله لأخيه ليشتري الأرض ويقيم البيت لم يكن كافياً، فضلاً عن تعرضه للاستغلال من أبناء "الدراويش" الذين رفعوا سعر الأرض، وسعر أجرة العمال، فما كان من أحمد البحيري شقيق حامد، إلّا أن قرر أن يدخل إصلاحات على بيت والدهما القديم نفسه، ويلغي فكرة إقامة بيت جديد. فقام بطلاء البيت بالزيت وجدد الأبواب والنوافذ، واشترى ثلاجة خشبية، ووضع خزاناً فوق سطح الدار يُملأ بماء الطلبة تمتد منه ماسورة إلى الحمّام الذي زوده بدوش، وأقام حوض غسيل لليدين والوجه، واستعان بطلاب المدارس الثانوية من أبناء الدراويش، في تعليق لوحات فنية على الحوائط، وعلق الستائر ومصابيح الجاز نمرة (30) وفرش السجاد، وراح يحارب الناموس والذباب.
لم تكن تحضيرات استقبال حامد في بيت العائلة فقط، بل شملت البلدة كلها، فكان لا بدّ للبلد التي تمثل الديار المصرية أن تظهر بمظهر لائق أمام الفرنجة، فهذبوا حشائش القنوات وردموا البرك والمستنقعات، وعَبّدوا الطرقات، وعلقوا عدداً كبيراً من الفوانيس لإضاءة الشوارع، ولبس الأطفال ملابس ليست جديدة لكنّها كانت نظيفة على غير العادة في ذلك اليوم المشهود، وهكذا كان الدراويش في أبهى صورة استطاعوا أن يصلوا إليها لكي يشرفوا ابنهم العائد أمام زوجته وأهل زوجته وبلاد زوجته عندما تعود وتحكي لهم. غير أنّهم استعادوا ذكرى الماضي البعيد، يوم أتت فرنسا إلى "الدراويش" غازية، فقتلت الآلاف وبقرت البطون، وتركت أثرها في العديد من أبناء القرية أصحاب العيون الملونة والبشرة البيضاء، وانتهى الحال بملكهم لويس مقيداً في دار ابن لقمان في حراسة الطواشي صبيح، غير أنّ شيخ الجامع أطفأ روح العداء التي حركتها هذه الذكرى في الصدور بأن قال: العداوات تسقط بعد عقود، وقد فصل ما بين هذا الحدث وبينهم قرون.
عندما هبط حامد وزوجته من السيارة، وجدا القرية مُصطفة برجالها ونسائها وعجائزها وأطفالها أمام السيارة الفارهة الهابطة على القرية. لم تكن سيمون أكثر جمالاً من بناتهن، بل على العكس، لقد كانت هناك كثيرات أجمل منها، إلا أنّها كانت أكثر بساطة وخفة وإشراقاً، أكثر حرية وأكثر استقراراً، حتى حامد لم يكن في جسده الريان الموفور بالصحة والعافية ما يشير إلى أصله المشترك مع "الدراويش" غير سمرته، وحتى تلك السمرة تشربت بالحمرة، في مقابل نسوة القرية المتشحات بالسواد، والرجال المقتولين من العمل، والأطفال الحفاة بعيونهم الرمداء، تسرح في أمعائهم البلهارسيا نفسها التي عانى منها حامد، حتى أنقذته عناية الله في بلد غريب من المصير نفسه، كانت هذه المقابلة بين الحالتين واضحة للغاية، وكانت كافية لإثارة الإعجاب والأحقاد والرغبات في نفوس الجميع، حتى بين الأخوين، فأحمد شقيق حامد، رغم تفاخره بأخيه، كان في حضوره أمام أهل القرية يشعر بأنّه تساوى بالعمدة، لكنّه ينظر إلى ما وصل إليه أخوه من عزّ وجاه، ويحسّ بالحسد حين يراه. ويقارن بين سيمون وبين زينب زوجته التي لا تقربها بأيّ حال، والتي بدورها قارنت بينها وبين سيمون وحقدت عليها، بداية من رؤيتها تكتب على الورق وتسمع الموسيقى، وإحساسها بأنّ زوجها يشتهيها، مروراً برؤيتها لصور ولديّ سيمون الاثنين، اللذين يبدوان في الصور أفضل من أولادها الـ (5)، وانتهاء بالمقارنة بين زوجها وأخيه، وهذا نفسه هو ما دار في نفوس نساء القرية، الإعجاب بهذه الروح التي تمنوا أن يكنّ مثلها، وما بين حسدها والغيرة منها.
سحر الشرق إذ يخفي تناقضاته
في المقابل، كيف رأى حامد وسيمون "الدراويش"؟ حامد العائد بحنينه وشوقه والباحث عن جذوره، وزوجته التي تمثل لقاء ثقافتين متمايزتين، حامد على قدر حنينه لتفاصيل قريته، والجميزة الكبيرة، والنخيل، والأرض، وأمّه، وأهله، على قدر خجله وضيقه من وضع الناس البائس، حيث أورد الكاتب أوصافاً على لسان حامد ينتقد فيها بأسلوب قاسٍ طبائع العامة في مصر، وليس "الدراويش" وحدهم، من ضيق الصدر والافتقاد للتهذيب، الذي كان يعزوه أحياناً، تلطفاً، إلى طبيعة الجو الحار في البلاد، وما تفرضه تلك الحرارة مع انتشار الناموس على سلوكيات الناس، ومع هذا الشوق ومع هذا الضيق انطوى قلب حامد على رأفة كبيرة لأهل بلده، رأفة لا تتمثل فقط في إيجاد المبرر تلو المبرر لحالهم وسلوكهم، ولكن رأفة عملية، فقد راح يوزع الهدايا والمال على أخيه وأبنائه وأقاربه والدراويش كلهم، كان بارّاً بالجميع، أمّا سيمون التي كانت سعيدة سعادة بلهاء بكل ما تراه، سعادة أخفت عنها حقيقة كل الضديات الصعبة التي بينها وبين الدراويش عامة ونساء الدراويش خاصة، فقد كانت مسحورة بالمساحات الخضراء ومشهد النيل الصافي، وراحت تسأل حامد: لماذا في بلادكم النيل، وأرى الأطفال في مشهد قذر؟ لماذا هم حفاة ومرضى وأمّيون؟ وربما قالت: كيف تكونون أول بلد في الدنيا، وأنتم من صنعتم الحضارة، والآن أين أنتم؟
كانت سيمون تكتب ملاحظاتها في دفترها، غير أنّ الكاتب لم يسمح لنا بقراءته وسماع صوتها الداخلي، مع أنّه سمح لجميع الشخصيات المحورية بأن تسرد الأحداث كل واحدٍ من زاويته، ربما من هنا جاءت الرواية بهذا الاسم، غير أنّ سيمون على صمتها كانت الأقوى صوتاً. وقد كان حريّاً بالكاتب الذي أسمعنا كل أصوات الدراويش، أن يسمعنا صوت سيمون، لا بدّ أنّ العين الغربية لها نظرتها في رؤية أحوال الشرق، لكن، وعلى الصمت الروائي لسيمون، كانت الأشدّ حضوراً، وتصرفاتها وكل ما يختص بها كانت النقاط المفصلية في الأحداث وتنقلات الرواية.
شكلت سيمون صدمة على مستوى الوعي، فقد كانت مثقفة وجريئة ولبقة وحرة، تكتب وتقرأ وتسمع الموسيقى وتجالس الرجال، وشكلت صدمة على مستوى الجسد، إذا أنّها كانت تلبس ملابس مكشوفة، بل فاضحة في عرف الدراويش، تجعل الرجال يستمتعون كذكور، ويغضبون كرجال، ويرون في حامد "نطع" لتركه أهل بيته عرايا. أمّا نساء القرية فقد استفزتهن هذه الحرية، وأغضبهن خروجها مع محمود المنسي الطالب في الثانوية للتعرف على البلد، وسيرها في الطرقات وشربها الخمر، وعدم إخفاء محبتها لزوجها ورغبتها فيه، ورحن يتحدثن عن الشعر المتروك تحت إبطيها، ووجدن في هذا قذارة أشعرتهن بأنهنّ الأفضل والأطهر، وأنّه أخيراً فيها ما يُنفر الرجل بمزاجه الشرقي، لكن على ما يبدو أنّ سطوة سيمون كانت أقوى من بضعة شعيرات غير منزوعة.
كانت سيمون بتهذيب ولطف قومها المعهود تواجه هذه التحديات بخفة، ويبدو أنّها قرأت الجميع قراءة واضحة، إذ أحرجت أحمد شقيق زوجها حين لمس قدمها من تحت المنضدة في غفلة من أمه وزوجته الجالسات معهم، ورغم أنّها لا تعرف العربية، لكنّها كانت تعرف كلمة واحدة، تمثل العصا الشرقية الضابطة للأمور، ووضعت أحمد في حرج أمام زوجته التي أرادت سيمون أن تؤلمها أيضاً، لأنّه لم يكن يخفى عليها أنّها تتودد لحامد، قالت سيمون لأحمد كلمة واحدة تعلمتها من الدراويش: "عيب". وقد بدا غريباً وذكياً وموظفاً أنّ هذه الغربية تُعلّم الشرقيين ما هو العيب.
فتحت سيمون بيت البحيري للأطفال الحفاة والمرضى والجوعى، وراحت تحمّمهم وتطعمهم، وتقطر لهم الدواء في عيونهم الرمداء، وهذا نفسه ما زاد الغضب في قلب زينب وغيرها، مع أنّه شملها من عطف سيمون ما شملها، إذ خصتها بزجاجات فرنسية فاخرة من العطور.
المزاوجة التاريخية في بنية السرد
لقد ارتجت "الدراويش" رجة قوية مع هبوط تلك المرأة عليهم، حتى أنّ العجوز والدة الشقيقين، وكأنّها كانت تتنبأ، راحت تنبطح على سطح الدار ورأسها على الشارع، تدعو الناس للدخول فعندهم طعام كثير، لدرجة أنّهم يطعمون الدجاج اللحم الزائد، وأنّ الدجاج سيأكل لحم بعضه بعضاً جوعاً بعد أن ينتهي هذا.
رأت نساء الدراويش أنّ هذه الحالة من التوهج والحرية وشغف الرجال بسيمون، إنّما تعود إلى أنّها لم تُختن، ولهذا هي تحادث الجميع ويتهوس بها الجميع، وتخرج مع محمود المنسي يتمشيان في الطرقات، ورأوا أنّ الحل هو أن تصير سيمون واحدة منهن، ولينفذن خطتهن يحتجن في هذا القرار إلى مباركة كبيرة، وأيّ مباركة دون مباركة أم حامد سيدة البيت، فلعبن على عواطفها، وأقنعن السيدة أنّ هذا أحفظ لابنها وشرفه، واستغلوا سفره، وتجمعن ومعهن الداية، واقتحمن غرفة سيمون وخدرنها، وقمن بقصقصتها، غير أنّها لم تحتمل فنزفت حتى الموت، وفي مشهد روائي مُحكم صوّر سليمان فياض كل العقد الحضارية التي تكاثفت وتجلت قسوتها، والغريب أنّ سيمون أثناء زيارتها مع محمود المنسي لدار ابن لقمان سألته هل تم إخصاء الملك لويس أثناء أسره؟ شعر محمود بالحرج من كون قومها يعتقدون ذلك، وهو ما نفاه، فقالت له: ابحث عن معنى طواشي إذاً.
العجيب أنّه لا توجد مصادر تاريخية تزعم أنّ الملك لويس تعرّض للإخصاء، لكنّ كلمة "طواشي" نفسها تعني خصي، فما الذي تبادر إلى خيال سيمون عندما زارت دار ابن لقمان مقرّ سجن لويس؟ هل تخيلت أنّ الطواشي صبيح أسقط عُقدته على أسيره، وقد كانت هذه لمحة بالغة الذكاء من الكاتب، إذ وظّف هذه المزاوجة التاريخية في بنية الرواية.
الأكثر قساوة في هذه الرواية على الإطلاق، هي أن تكون ابنة تجربة حقيقية، وأنّ سيمون امرأة أجنبية من لحم ودم، وليست شخصية حبرية، حيث كانت بطلتها متزوجة من رجل مصري، عاد بعد الغربة للإقامة بين أهله في واحدة من قرى الدلتا، وحدث أنّ نساء القرية قررن أن يقمن بختان الزوجة، وقد زار الكاتب بعض من عايشوا أحداث هذه القصة وشاركوا فيها. لم تكن هذه القصة خيالاً روائياً محضاً، بل كانت واقعة حقيقية. عجيب أيضاً أنّها رواية على أهميتها لم تحظ بشهرة بين جماهير القراء، لكنّ من قرأها يعرف قيمتها حقاً، وغريب أيضاً أنّها لم تحظَ بجوائز محلية، وقد حصلت على المركز الثاني في ترتيب جائزة أدبية فرنسية، والغريب جداً أنّها لم تتحول إلى فيلم روائي، مع أنّها خامة جيدة جداً للعمل السينمائي، كموضوع وبنيان، وقد عاصرت عهد السينما الجادة في مصر.
الغريب أيضاً أنّها هُوجمت من مصريين بدعوى أنّها لم تحصل على شهرتها في فرنسا، إلّا لكونها تخطب الود الفرنسي المتمثل في شخص "سيمون،" وتهاجم المجتمع المصري، ولهذا صنعت شهرتها هناك، وكان لها نصيب من النقد في الصحافة الأدبية الفرنسية، وأرى أنّ من يعتقدون هذا لا يعرفون عن إنسانيّة الأدب شيئاً، ويعتقدون أنّ الأدب له إيديولوجيا وجنسية، ويتحامل على قومية أو يخطب ودّ عرق، ونسوا أنّ الأدب جنسيته الإنسانية، وميدان عمله الروح، من ينظر إلى جنسية سيمون في الرواية ويتجاهل ملايين المصريات اللواتي وقع ويقع وسيقع عليهن هذا الحيف، ليس بعادل ولا موضوعي، أيضاً من يرى معاناة سيمون بمعزل عن معاناة الجُناة، لم يفهم المغزى البعيد من القصة، وهو أنّ المرأة القاتلة والمقتولة وجه واحد، وأنّ القتلة مُتن قبلها.
كذلك فإنّ النقاد الفرنسيين الذين استغلوا أحداث الرواية للهجوم على الإسلام، وتوظيف الأدب لقراءات وتحليلات مشوّهة لا يقلوّن عن النقاد الذين رأوا في الرواية إساءة لمصر. إنّ غضب الإنسان من واقع بلاده هو غضب مقدّس، وغضبة حامد البحيري في "أصوات"، وغضبة إسماعيل في رواية "قنديل أم هاشم"، ثم مأساوية مصطفى السعيد فيما بعد في "موسم الهجرة إلى الشمال"، جميعهم غضبهم وأحزانهم مقدّسة على طريق الكشف عن أمراض المجتمع، ومن ثم إعادة بنائه.
ولا يمكن اعتبار رواية "أصوات" على تباعد الزمن بها، رواية بَلى موضوعها، وخرج من الحدث الاجتماعي الحالي، صحيح أنّ التعليم انتشر في كل ربوع مصر، وصحيح أنّ مظاهر المدنية دخلت في أعمال القرى النائية، وصحيح أنّ الاهتمام بالصحة العامة والنظافة قد شهد تطوراً مقارنة بزمن الرواية، لكنّ الروح المصرية لم تدخل عصر الحداثة بعد، والروح المصرية لم تعبر التاريخ بعد، وختان النساء جريمة باقية وممارسة بوجود كبير.
إنّ الحدث الأكبر في هذه الرواية يدور حول "المرأة المخصية"، ذلك العنوان الذي كتبت تحته نوال السعداوي وجيرمين غرير، والذي يناقش خصي المرأة روحياً واجتماعياً وجسدياً، وتحجيم وجودها الفعلي واعتباره الوجود الأضعف. فنساء الدراويش كنّ جاهلات ومهمّشات ويسهل قيادتهن، ومع تغير الأسباب فالمرأة المصرية ما زالت مسكينة، ورجال الدراويش لم يكونوا أسعد حالاً كما هو الحال الآن أيضاً، يستحيل أن يستبدّ نوع إنساني بنوع آخر، أو يُظلم إنسان في بقعة ما دون أن تنعكس هذه المظلومية وألمها على الجميع، الشقاء والألم والحبّ والسكينة والراحة والسعادة طاقات متبادلة تسير في مسارات أوانٍ مُستطرقة، بالنهاية سَيّمَس الجميع بالشعور الإنساني الغالب في المكان، فالرجال الذين حرموا نمو نسائهم وبناتهم وأوقفوا نموهنّ الفكري والإنساني وأذوا طبيعتهن، راحوا يتطلعون بعوز وجوع روحي وجسدي إلى امرأة ليست أكثر جمالاً من نسائهم، لكنّها كانت النموذج النسائي الذي اشتهوه وتمنّوه، أو النموذج النسائي الذي كانت يجب أن تكون عليه نسائهنّ، مع الوضع في الاعتبار أساسيات الدين والتقاليد الشرقية.