أزمة مياه في العراق والسبب إيران وتركيا... والأمم المتحدة تدخل على خط الأزمة

أزمة مياه في العراق والسبب إيران وتركيا... والأمم المتحدة تدخل على خط الأزمة


23/03/2022

"المياه سرّ الحياة" مقولة مأثورة حوّلتها تركيا وإيران إلى وسيلة ضغط سياسي على العراق، مع تفاقم أزمة المياه التي تضربه منذ أكثر من عام، ولا سيّما بعد بناء أنقرة عدد من السدود على نهري دجلة والفرات، وتراجع الإيرادات القادمة أيضاً من إيران.

تراجع الإيرادات المائية دفع بعثة الأمم المتحدة في العراق إلى دعوة دول الجوار العراقي إلى بدء حوارات "هادفة" لتقاسم المياه وإدارة الموارد، فقد شددت رئيسة البعثة الأممية جينين هينيس بلاسخارت، في رسالة على موقع البعثة أمس قائلة: "ينبغي أن يشارك جيران العراق في مناقشات هادفة حول تقاسم المياه وإدارة الموارد."

الأمم المتحدة في العراق تدعو دول الجوار العراقي إلى بدء حوارات "هادفة" لتقاسم المياه وإدارة الموارد

وقالت بلاسخارت: "تعمل أُسرة الأمم المتحدة في العراق بالشراكة مع العراق على إدارة الموارد المائية، ويمكننا جميعاً أن نقوم بدورنا من خلال السعي للحدّ من التأثير على البيئة."

ودعت رئيسة البعثة الأممية "جميع أصحاب الشأن على امتداد الطيف السياسي أن يُولوا أولوية لهذا الموضوع باعتباره مسؤولية مشتركة، وملفّاً حاسماً لا بدّ من معالجته بشكل عاجل وجادّ، والتغلب على الانقسام السياسي."

ونبّهت بلاسخارت إلى أنّ "نُدرة المياه ليست فقط خطراً ماثلاً، ولكنّها أيضاً عاملٌ مُضاعِف للمخاطر: فتأثيرها المحتمل على الفقر والنزوح والصراع له تداعيات خطيرة على استقرار العراق وازدهاره على المدى الطويل."

وقد تفاقمت أزمة المياه في العراق مؤخراً بشكل كبير؛ نتيجة تراجع مستويات نهري دجلة والفرات بسبب عشرات السدود التركية، وشحّ الأمطار، ممّا تسبب بانخفاض مخزون المياه في البحيرات والسدود العراقية بأكثر من 70% من طاقتها الإجمالية، حسبما ذكر مسؤولون عراقيون.

تفاقمت أزمة المياه في العراق مؤخراً بشكل كبير؛ نتيجة تراجع مستويات نهري دجلة والفرات بسبب عشرات السدود التركية

 وأقامت تركيا (5) سدود عملاقة على نهر الفرات، في إطار مشروع الغاب الذي بدأت العمل فيه في سبعينيات القرن الماضي، وما زال العمل جارياً في سدّين آخرين. وما تزال تركيا ماضية في بناء المزيد من السدود على نهري الفرات ودجلة اللذين يمثلان شريان الحياة لسوريا والعراق. وتوزعت السدود التركية على (14) سداً على نهر الفرات، أبرزها سد أتاتورك و(8) سدود على نهر دجلة، أبرزها سد إليسو، كجزء من مشروع جنوب شرق الأناضول.

وأدت المشاريع التركية إلى تراجع حصة العراق من النهرين بنسبة 80% حتى قبل الأزمة الحالية، بينما حصة سوريا انخفضت بنسبة 40%. وأعلنت تركيا مؤخراً استكمال العمل في سد إليسو، على بعد نحو (50) كيلومتراً من الحدود العراقية، وسط تقديرات بأنّها ستحرم العراق من نحو 50% من حصته المائية.

 وتركيا ليست الوحيدة التي يتهمها العراقيون بتهديد أمنهم المائي، حيث تواجه إيران أيضاً اتهامات مماثلة، ويقول العراقيون إنّ إيران بدأت في الأعوام الأخيرة ببناء سدود في أعالي الأنهار التي تصل إلى العراق، وخاصة نهري الزاب السفلي وديالى.

وبحسب المعلومات الرسمية من وزارة الموارد المائية العراقية، فإنّ عدد روافد نهر دجلة الذي ينبع من إيران، سواء الموسمية أو الدائمة، هو (30) رافداً، ويغذي النهر بنسبة 12% من وارداته المائية. وتقول بغداد إنّ إيران حوّلت مجاري معظم هذه الأنهار إلى أراضيها، وبنت عليها عدة سدود، من بينها (5) سدود على نهر كارون.

 

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية