أرملة البراهمي تفتح النار على حركة النهضة... هل حان وقت القصاص؟

أرملة البراهمي تفتح النار على حركة النهضة... هل حان وقت القصاص؟


20/08/2022

بعد نحو (9) أعوام من اغتيال القيادي اليساري محمد البراهمي، الذي كان صوته مؤرقاً لقيادات حزب حركة النهضة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في تونس، اتهمت أرملته مباركة عواينية الحركة الإخوانية بالوقوف وراء اغتياله.

 وفي 25 تموز (يوليو) 2013، تم اغتيال البراهمي، النائب الراحل بالمجلس الوطني التأسيسي (في تلك الفترة) والأمين العام لحزب التيار الشعبي، بـ (14) طلقة نارية أمام منزله، في جريمة قالت عواينية، في تصريحات لصحيفة "العين": "تبنّاها تنظيم يُدعى تنظيم أنصار الشريعة الذي بايع داعش، واعتبر نفسه ذراعها في تونس وعموم المغرب العربي".

  جناة تحت حماية النهضة

على الرغم من مرور (9) أعوام على اغتياله، ما تزال "عواينية" تلاحق المجرمين في أروقة المحاكم، وقد اتهمت حركة النهضة الإخوانية بحماية قتلة زوجها في تموز (يوليو) 2013، وعبّرت عن أسفها من أنّ "الجناة كانوا محميين في تلك الفترة من أجهزة أمن موازية اخترقت وزارة الداخلية ومن جهاز قضائي مخترق وأسير لدى حركة النهضة الإرهابية، التي بدأت منذ وصولها إلى الحكم بالهيمنة التامّة على الأجهزة الأمنية الحساسة، والإدارة التونسية التي عُرفت منذ الاستقلال بحِرفيّتها واستقلاليتها"، بحسب قولها.

 

بعد نحو (9) أعوام من اغتيال القيادي اليساري محمد البراهمي، اتهمت أرملته مباركة عواينية حركة "النهضة" بالوقوف وراء اغتياله

 

اتهام أرملة البراهمي لحركة النهضة يتوافق مع "وثائق" كشفتها هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، مطلع شباط (فبراير) الماضي، وتثبت تورط حركة النهضة وزعيمها راشد الغنوشي في الاغتيالات السياسية التي طالت عدداً من النشطاء السياسيين، وفي مقدمتهم بلعيد والبراهمي في عشرية الإخوان.

اغتيال البراهمي كان نتيجة لمناخ التكفير الذي استخدمته حركة النهضة ضد معارضيها تحت قبة البرلمان، ومن بينهم القيادي اليساري، على حدّ قول عواينية، التي أوضحت: "منذ اللحظات الأولى للاغتيال أدنّا وبشدّة حركة النهضة المسؤولة الأولى عن إشاعة مناخ التكفير في البلاد وعلى احتضان التطرف والعنف، وذلك بمنح التراخيص القانونية للجمعيات التكفيرية التي تتلقى أموالاً طائلة من الخارج، وإلى إشاعة أجواء العنف والكراهية، وكان نوابهم بالمجلس الوطني التأسيسي يكفّرون معارضيهم تحت قبة البرلمان وأمام شاشات التلفزيون وفي اجتماعاتهم الشعبية أمام أنصارهم".

 وأكدت أنّ "الإخوان كانوا يعلمون بوجود معسكرات للتدريب على السلاح، ويعلمون بمخازن الأسلحة والذخيرة التي تنتشر في أحياء المدن والقرى والجبال، لكنّهم كانوا ينتظرون اللحظة الحاسمة للانقضاض على تونس."

 واستبعدت أرملة البراهمي سهولة التخلص من حركة النهضة، الذراع الإخوانية في تونس، قائلة: إنّ "الإخوان ليسوا آلة نُطفئها بزر".

 وأوضحت أنّه "ما تزال هناك بعض الأطراف الأجنبية تحميهم وتعمل على تخليصهم من ورطتهم لاستعمالهم في أجندات تخريبية أخرى، ولكن في تونس فقد انتهوا شعبياً"، مشددة على ضرورة أنّ تعرف الدول الأوروبية أنّ "الإخوان مجرد مرتزقة احترقت اليوم جميع أوراقهم، وأنّ باب المحاسبة قد فُتح، ولن يُغلق إلا بانتصار تونس على من خانوها."

 وأشادت أرملة البراهمي بالتدابير التي اتخذها الرئيس التونسي قيس سعيّد، معتبرة أنّه "تدخل لإيقاف المهزلة، فجمّد البرلمان، وأغلق الأبواب في وجه نواب غرباء عن الشعب، وأقال حكومة المحاصصة الحزبية التي تسيّرها من خلف الكواليس مافيات الريع والتهريب والفساد والإرهاب، ثم حلّ البرلمان في خطوة لاحقة".

 

ما تزال عواينية تلاحق المجرمين في أروقة المحاكم، غير أنّها اتهمت حركة النهضة بحماية قتلة زوجها في تموز 2013

 

 وأوضحت أنّ "حلّ سيادة الرئيس التونسي للمجلس الأعلى للقضاء، جاء لكونه أخطر الأجهزة التي تحمي كل هؤلاء الفاسدين...، وبعدها عرض الدستور الجديد على الاستفتاء وتشرّفت بالمشاركة بالتصويت بـ "نعم" للدستور الجديد الذي نال ثقة الناخبين ليدخل حيز التنفيذ وتدخل به تونس مرحلة جديدة يتطلع إليها التونسيون بأمل وثقة كبيرين.

 كشفت "عواينية" أنّها وأسرتها قدّموا اتهاماً بـ"القتل العمد لقيادات حركة النهضة ولجهازها الأمني السرّي الذي أنكروه في البداية، لكنّ الأجهزة الأمنية اليوم بعد تحررها من قبضة الإخوان حققت في ذلك، وتبيّن أنّهم مجموعة من الجواسيس استباحوا أمن تونس وأمان شعبها، وعبثوا بمقدرات هذا الشعب".

 واتهمت أرملة البراهمي رسمياً زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، قائلة: "ندين راشد الغنوشي بشخصه، وكلّ من يُثبت البحث تورّطه في دماء التونسيين ومقدراتهم"، مشددة على ضرورة محاسبتهم على جرائم ما يُطلق عليه التونسيون "العشرية السوداء"، ومن بينها إزهاق العديد من الأرواح، والمسؤولية عمّا آلت إليه الأوضاع الاقتصادية التي أدت إلى تجويع الشعب التونسي، إلى جانب تورط الحركة في سفك الدماء العربية عبر شبكات السفر التي نظّموها مع مُشغّليهم نحو سوريا وليبيا وغيرها.

وفي مطلع شباط (فبراير) الماضي، كشفت هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي بـ"الوثائق" تورط حركة النهضة والغنوشي ونجله، إضافة إلى آخرين، في جرائم غسيل الأموال، والقيام بتحركات مالية مشبوهة مع أطراف مرتبطة بدولة قطر لتمويل عمليات تسفير شبان تونسيين إلى سوريا للالتحاق بمعسكرات داعش، فضلاً عن الاعتداء على أمن الدولة الداخلي، والتجسس على التونسيين.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية