في تصريحات حملت في طياتها العديد من الرسائل والمعاني المختلطة والمتضاربة، واصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التودد لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، فقد نقلت عنه الصحف التركية تعبيره عن استعداده لقاء الأسد على هامش قمّة منظمة "شنغهاي" في سمرقند.
ونقلت صحيفة "زمان" التركية عن أردوغان قوله، أثناء لقائه مع أعضاء في حزب العدالة والتنيمة: "كنت أود لو يأتي الأسد إلى أوزبكستان، لكنتُ التقيتُه".
وفي الوقت نفسه، حملت كلمة أردوغان أمام أعضاء حزبه تشفياً وابتزازاً وتحذيراً للرئيس السوري، فقد قال: "لكنّه لا يستطيع الحضور... سوريا ستنقسم بسببه وبسبب سلوكه. لقد حارب المعارضة لحماية سلطته"، مضيفاً: "من المؤسف أنّه (الأسد) لن يتمكن من القدوم إلى أوزبكستان، كنت سألتقي به، وأقول له هذا في وجهه".
في تصريحات حملت في طياتها العديد من الرسائل والمعاني المختلطة والمتضاربة، واصل أردوغان التودد لنظام الرئيس السوري بشار الأسد
تصريحات أردوغان تأتي بعد نحو شهر من إطلاقه مبادرات لحوحة وابتزازية في بعض الأحيان، عقب لقائه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي مطلع آب (أغسطس) الماضي للتقارب مع نظام الأسد، غير أنّ النظام السوري رفض، على ما يبدو، مبادرات تركيا. وأمام سيل من التصريحات التركية، لم يصدر عن الجانب السوري حتى الآن أيّ تعليق.
وفي حوار مع وكالة الأناضول في 18 آب (أغسطس)، شدّد أردوغان على أنّ هزيمة الأسد أو عدم هزيمته في سياق الحرب الأهلية السورية منذ عام 2011 "لم يكن دافع أنقرة"، الأمر الذي يتناقض مع تحركات أنقرة منذ اندلاع الثورة السورية في آذار (مارس) 2011، مروراً باحتلال أجزاء شاسعة من شمال سوريا، وحتى العمليات العسكرية الجارية حتى اللحظة في الأراضي العربية السورية.
ومنذ مطلع العام الجاري نفذت تركيا (56) غارة جوية بطائراتها المسيّرة على مناطق بشمال وشمال شرق سوريا، تسببت بسقوط (10) قتلى مدنيين، بينهم (7) أطفال، و(53) قتيلاً من العسكريين، بينهم طفلان و(13) امرأة، بالإضافة إلى إصابة أكثر من (90) شخصاً بجراح متفاوتة.
وأمس، لقي عنصر من الشرطة العسكرية لقوات سوريا الديمقراطية المعروفة اختصاراً بـ"قسد" مصرعه متأثراً بجراحه التي أصيب بها، جرّاء استهداف طائرة مسيّرة تركية لموقع في عين عيسى شمالي الرقة، وبذلك يرتفع عدد القتلى إلى (5)، وهم (3) عناصر من الشرطة العسكرية التابعة لـ"قسد"، و(2) من الكوادر، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان.