أردوغان مستعد للتفاوض مع زعيم طالبان... فهل تقبل الحركة صفقته؟

أردوغان مستعد للتفاوض مع زعيم طالبان... فهل تقبل الحركة صفقته؟


12/08/2021

لا شك أنّ إبداء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نيته استقبال زعيم حركة طالبان (هبة الله أخوند زاده) للتفاوض المباشر معه أمر مغرٍ، فالحركة التي تتقدم سريعاً في أفغانستان على وقع الفراغ الأمني الذي خلفه انسحاب القوات الأمريكية من البلاد، ويُتوقع أن تسيطر على العاصمة كابول في غضون 3 أشهر على الأكثر بحسب التقديرات الأمريكية، تحتاج إلى شرعية دولية واعتراف أو قبول بالأمر الواقع.

وقد جاء تصريح الرئيس التركي بعدما جددت الحركة رفضها تواجد القوات التركية في البلاد لتأمين مطار كابول، حتى وإن كانت مسلمة، ومطالبتها بالانسحاب مع القوات الأجنبية الأخرى.

وقال الرئيس التركي أمس: إنه قد يلتقي زعيم حركة طالبان في محاولة لإرساء السلام في أفغانستان.

وأضاف في مقابلة تلفزيونية مع شبكة "سي إن إن"، بحسب ما نقله موقع "أحوال تركيا": إنّ "التطورات الأخيرة ووضع الشعب الأفغاني يثيران قلقاً بالغاً"، مضيفاً وسط إشارته إلى جهود المسؤولين الأتراك لإجراء محادثات مع طالبان، "يمكن أن أستقبل زعيمها في الفترة المقبلة".

وكان الرئيس التركي قد أعلن  الشهر الماضي أنّ تركيا ستجري محادثات مع حركة طالبان كجزء من مفاوضات السلام، مضيفاً: "لماذا؟ لأننا إذا لم نتمكن من إرساء هذا التواصل على مستوى عالٍ، فلن يكون ممكناً هذه المرة توفير السلام في أفغانستان".

 

يتيح البقاء التركي في أفغانستان الحصول على الدعم اللوجيستي والمادي من الولايات المتحدة ودول الناتو، وورقة ضغط يمكن أن توظفها تركيا في ملفات إقليمية أخرى

 

ويرى مراقبون أنّ تركيا لن تتخلى عن التواجد في أفغانستان، والتوصل إلى صفقة تضمن لها ذلك بأقل كلفة ممكنة، فمن جهة يضمن البقاء التركي في أفغانستان نفوذاً في البلد الذي يمثل قلقاً لقوى إقليمية عدة، كما أنّ تركيا تتضرر من الوضع على نحو مباشر بموجات النزوح التي تصلها من أفغانستان، في ظل أوضاع اقتصادية متردية وملايين اللاجئين السوريين المتواجدين بالفعل في تركيا.

ومن جهة ثانية، يتيح البقاء التركي في أفغانستان الحصول على الدعم اللوجيستي والمادي من قبل الولايات المتحدة ودول الناتو، ويتيح أيضاً ورقة ضغط يمكن أن توظفها تركيا في ملفات إقليمية أخرى، مثل ملف ليبيا وشرق المتوسط.

اقرأ أيضاً: أردوغان يطالب بقيود إضافية على مواقع التواصل الاجتماعي... ما الجديد؟

وقال مسؤولان تركيان: إنّ تركيا ما تزال عازمة في الوقت الراهن على "إدارة وحماية" مطار كابول بعد انسحاب القوات الأجنبية الأخرى من أفغانستان، لكنها "تراقب الوضع بعد تحقيق حركة طالبان مكاسب سريعة على الأرض".

ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول تركي كبير قوله إنه "في الوقت الراهن لم يتغير شيء فيما يتعلق بتسلم القوات المسلحة التركية السيطرة على مطار كابول، المحادثات جارية والعملية مستمرة"، مضيفاً أنّ "العمل مستمر على أساس أنّ نقل السيطرة سيتم، لكن بالطبع يحظى الموقف في أفغانستان بمتابعة عن كثب".

وقال مسؤول أمني تركي: إنّ بلاده "تواصل تقييم التطورات في أفغانستان"، مشيراً إلى أنه "لا تغيير في وجهة النظر المتعلقة بتسلم السيطرة على مطار كابول، لكنّ الموقف في أفغانستان يتغير من يوم إلى آخر".

 

مسؤول تركي: في الوقت الراهن، لم يتغير شيء فيما يتعلق بتسلم القوات المسلحة التركية السيطرة على مطار كابول، المحادثات جارية والعملية مستمرة

 

وفي تصريحات لوسائل إعلام أجنبية في إسلام أباد يوم أمس الأربعاء، قال رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، بعد محادثات مع وزير الدفاع التركي خلوصي أكار: إنّ "جهوداً ستبذل لتسهيل المحادثات بين طالبان وأنقرة"، بحسب ما نقله موقع الميدان.

وأضاف خان أنّ "أفضل شيء هو أن تجري تركيا وطالبان حواراً مباشراً، حتى يتمكن الطرفان من الحديث عن أسباب ضرورة تأمين مطار كابول"، مشيراً إلى أنه "لذلك سنتحدث مع طالبان، لنستخدم تأثيرنا عليها، حتى تجري حديثاً مباشراً مع تركيا".

تقدم على الأرض

في غضون ذلك، أعلن المكتب السياسي لحركة "طالبان" الأفغانية في قطر عن تمسك الحركة بالحل السلمي في أفغانستان.

وأشار المتحدث باسم المكتب السياسي سهيل شاهين إلى أنّ رئيس المكتب الملا عبد الغني برادار والوفد المرافق له التقى بالمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى أفغانستان زامير كابولوف.

وأضاف أنّ "الوفد أكد التمسك بالحل السلمي، وأنّ أولويتنا حل القضايا عبر المفاوضات، لكن على الأطراف الأخرى ألّا تضع عراقيل"، بحسب ما أورده موقع "روسيا اليوم".

وتستضيف العاصمة القطرية الدوحة مفاوضات حول السلام في أفغانستان بين "طالبان" وأطراف أفغانية أخرى، بمشاركة ممثلين عن روسيا والصين والولايات المتحدة وباكستان.

اقرأ أيضاً: "الانقلاب الأبيض" في الاتحاد الوطني الكردستاني العراقي: ما دور أردوغان؟

وتزعم حركة طالبان تمسكها بالحل السلمي، لكنها تواصل التقدم على الأرض، فقد سيطرت حتى الآن على 10 عواصم ولايات أفغانية، وهي وتيرة سريعة تكاد تصل إلى السيطرة على عاصمة جديدة كل يوم.

وفي السياق ذاته، أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه غير نادم على قرار الانسحاب من أفغانستان، رغم التقدم الميداني لطالبان، قائلاً في تصريحات للصحافيين الثلاثاء الماضي: الولايات المتحدة محافظة على التزاماتها نحو أفغانستان، مثل تأمين الدعم الجوي، ودفع رواتب العسكريين الأفغان، وتزويد الجيش الأفغاني بالغذاء والمعدات العسكرية، لكنه أضاف قائلاً: "عليهم الدفاع عن أنفسهم"، بحسب شبكة "سي إن إن".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية