
حذّر تقرير حديث من تصاعد نشاط خلايا تنظيم "داعش" داخل المدن السورية، في وقت تزداد فيه المخاوف من عودة الانغماسيين إلى العمل في الأحياء المدنية، خصوصًا في ظل حالة الانفلات الأمني وتراجع قدرة القوى المحلية على الضبط والسيطرة. ويأتي هذا التنامي في النشاط رغم إعلان القضاء على التنظيم ميدانيًا عام 2019.
ونقلت صحيفة "الأخبار" اللبنانية في تقريرها، الصادر أمس الثلاثاء، عن مصادر ميدانية أمنية قولها إن التنظيم بدأ يعتمد تكتيكًا مختلفًا يقوم على التسلل الفردي والانغماسي، بدلًا من المواجهة المباشرة، وهو ما صعّب من مهمة تتبعه أو توقّع تحركاته.
وقد رُصد تعزيز واضح للإجراءات الأمنية في محيط بعض المخيمات التي تضم عائلات عناصر التنظيم، خصوصًا في ريف الحسكة.
وأشارت معطيات التقرير إلى أن التنظيم يستفيد من البيئة الهشّة داخل السجون ومخيمات النزوح، حيث لا يزال عدد من أفراده يحتفظون بولائهم العقائدي ويتواصلون من خلال قنوات سرية، ما يسمح بإعادة بناء الشبكات التنظيمية رغم الحصار الأمني المفروض.
هذا إلى جانب فراغ أمني نسبي في بعض المناطق الخارجة عن السيطرة المركزية، ما يخلق فراغًا يمكن لـ"داعش" أن يملأه بسهولة.
الوضع الميداني يعقّد أكثر بسبب التنافس بين فصائل محلية وانقسامات داخل صفوف القوى المسيطرة، إلى جانب الأزمات المعيشية والاقتصادية التي تدفع بعض الشباب للالتحاق بصفوف الجماعة طمعًا في الحماية أو الموارد.
وتحذر "الأخبار" من أن التنظيم بات يخطط لعمليات نوعية داخل المدن، تستهدف موظفين حكوميين أو مراكز أمنية صغيرة، باستخدام أدوات محدودة التأثير لكنها عالية الرمزية.
ودعا مراقبون إلى ضرورة رفع الجهوزية الأمنية وتفعيل أدوات الرصد الاستخباراتي، وتعزيز التعاون بين القوات المحلية والتحالف الدولي، من أجل احتواء خطر التسلل الانغماسي قبل أن يعود ليهدد الاستقرار الهش في الشمال والشرق السوري.
كما نبهوا إلى ضرورة معالجة جذور التطرّف، خاصة في الأوساط المهمّشة والمخيّمات، بدل الاقتصار على الحلول الأمنية وحدها.