رغم اعتذارها: مها الصغير في مواجهة العاصفة

تواجه الإعلامية المصرية مها الصغير، طليقة الفنان أحمد السقا، أزمة فنية وأخلاقية متصاعدة بعد اتهامها من ثلاثة فنانين أوروبيين بسرقة أعمالهم التشكيلية وادعاء ملكيتها خلال ظهورها في برنامج "معكم منى الشاذلي".

بدأت القصة حين زعمت مها أن عدداً من اللوحات التي عرضتها خلال الحلقة هي من رسمها، وهو ما ثبت لاحقاً عدم صحته بعد أن خرج فنانون من الدنمارك وفرنسا وألمانيا، ينددون بما وصفوه بـ"السطو العلني على مجهودهم الإبداعي".

القصة بدأت مع الرسامة الدنماركية ليزا لاش نيلسون، التي فوجئت بظهور لوحتها التي رسمتها قبل ست سنوات، ضمن الحلقة ومنسوبة إلى مها الصغير. وأعربت نيلسون عن صدمتها ممّا حدث، ما أثار تفاعلاً غاضباً على مواقع التواصل الاجتماعي، وانهالت الانتقادات على البرنامج ومقدمته والمشارِكة.

ثم جاءت شهادة الفنان الفرنسي المعروف باسم "سيتي"، ليزيد القضية تعقيداً. حيث كتب على حسابه الرسمي على إنستغرام أنّه ذُهل عندما علم أنّ مها الصغير نسبت لنفسها ثلاثاً من لوحاته هي: "Dwarka" و"Kigali" و"Bushido"، التي تعود إلى عام 2017. وأرفق منشوره بصور من الحلقة تُظهر اللوحات المعروضة، مؤكدًا أنّ ما حدث ليس فقط انتهاكاً لحقوق فنان بل تشويهاً لهويته الإبداعية أمام جمهور جديد.

ولم تمر أيام حتى ظهرت فنانة ألمانية ثالثة، تدعى كارولين ويندلين، لتُعلن عبر حسابها على إنستغرام أنّ مها الصغير نسبت لنفسها أيضاً إحدى لوحاتها بعنوان "أن تصبح الحديقة" (Becoming the Garden)، والتي تعبر عن الصبر والرعاية كرمزية للتحول الشخصي. كتبت كارولين: "مؤلم جداً أن ترى شخصية عامة تعرض فني على التلفزيون، وتدعي أنّه من صنع يديها. هذا ليس مجرد خطأ، بل إلغاء لمعنى اللوحة وسرقة لحقي كإنسانة وفنانة". وأكدت أنّها لم تتلق أي اعتذار مباشر من مها، ولا حتى من مقدمة البرنامج، رغم إزالة المقطع الذي ظهرت فيه اللوحات من يوتيوب لاحقاً.

وأشارت كارولين إلى أنّ السرقة ليست حادثة معزولة، بل تتكرر في الوسط الفني، وقالت إنّ هذا الحدث جعلها أكثر حرصاً على توثيق ظهورها الشخصي، عند عرض أعمالها، تجنباً لتكرار تلك المأساة. وأكدت أنّها، مثل كثير من الفنانين المستقلين، ليست ثرية، لكنّها تعمل بجهد كبير وتعوّل على فنها كمصدر رزق، ومستقبل لأطفالها الثلاثة.

أمام هذا السيل من الاتهامات الدولية، اضطرت مها الصغير للخروج ببيان مقتضب، نشَرته عبر حسابها على إنستغرام، اعترفت فيه بأنّها "أخطأت"، وكررت الكلمة أكثر من مرة، مشيرة إلى أنّها كانت تمر بظروف صعبة لا تبرر ما فعلته. وقالت في بيانها: "أنا غلطت، أخطأت في حق الفنانة الدنماركية، وأخطأت في حق الفنانين الآخرين، وفي حق البرنامج، وفي حق نفسي قبل أي شيء... أنا آسفة وزعلانة من نفسي".

كما وضعت مها البيان باللغتين العربية والإنجليزية، إدراكًا منها أنّ القضية خرجت من الإطار المحلي إلى نطاق عالمي، بعد انتشار تصريحات الفنانين الثلاثة على منصات التواصل.