
بلهجة إنسانية وبتأثر حزين، ألقى بيب غوارديولا، المدير الفني لمانشستر سيتي، كلمته خلال تسلمه الدرجة الفخرية من جامعة مانشستر، معبّرًا عن ألم عميق يمزق روحه وجسده، كلما رأى ما يحدث في غزة. وشدّد على أنّ القضية ليست سياسية أو أيديولوجية، إنّما هي قصة إنسانية، متحدثاً عن حماية الحياة والرحمة تجاه البشر، بعيدًا عن الانقسام.
وقال إنه يتألم لما يراه من أطفال في الرابعة أو الخامسة يسقطون قتلى، في الشوارع أو داخل مستشفيات لم تعد تؤدي وظيفتها. وأضاف أنّه حين ينظر إلى ابنائه الثلاثة – ماريا وماريوس ووالنتينا – يشعر بالخوف والحزن، لأنّ هؤلاء الأطفال في غزة هم مثل أولاده، وقد يصبح الأذى الذي يطالهم أثرًا فينا ذات يوم.
واستخدم غوارديولا قصة رمزية عن طائر وحيد، يسعى بإصرار لجلب قطرات ماء من البحر لإطفاء حريق هائل في الغابة، رغم سخرية الثعابين وسخافتها. هذا الطائر لا يظن أنه يستطيع إخماد النيران، لكنّه يؤدي دوره الصغير من قلب محبة الحياة وعدم السكوت أمام الظلم.
وأنهى كلامه بنداء مشترك لتجاوز الصمت وعدم التفرق الأيديولوجي، مشيرًا إلى أنّ الجميع مسؤول بذرة صغيرة من الرحمة تجاه الآخرين، لأنّ تلك الحبة قد تصنع فارقًا لو تعاوننا جميعًا.
كلمة غوارديولا تركت أثرًا إنسانيًا قويًا، وتصدَّرت العناوين بعد إلقائها، لأنّها نقلت رسالة واضحة حول محبة الحياة والرحمة التي تتطلب وقوفًا مشتركًا ضد مأساة غزة، دون أن نكتفي بمجرد الشعور بالأسى دون فعل.