دراسة قضائية تفضح استراتيجية "الإخوان"... أبرز ما جاء فيها

دراسة قضائية تفضح استراتيجية "الإخوان"... أبرز ما جاء فيها

دراسة قضائية تفضح استراتيجية "الإخوان"... أبرز ما جاء فيها


10/06/2025

كشفت دراسة بحثية جديدة، أعدها الفقيه المصري نائب رئيس مجلس الدولة القاضي الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجي، كشفت الستار عن "التاريخ السرّي" لجماعة الإخوان المسلمين، منذ نشأتها حتى يومنا هذا.

الدراسة، التي حملت عنوان "(الإخوان: التاريخ السرّي لتنظيم استخدم الدين لهدم الدولة، جرائم التنظيم منذ النشأة حتى اليوم دراسة تحليلية في الجذور، إيديولوجيا العنف، بنية التنظيم، التمويل العابر للحدود والاختراق العالمي)"، تُحلل بشكل معمق الأساليب التي استخدمتها الجماعة "لتطويع الدين لأغراض سياسية"، وتستعرض جرائمها المرتكبة محليًا وعالميًا "المشروع الإسلامي"، وتقيّم أثرها المدمر على المجتمعات والدول، وفق صحيفة (الجمهورية).

يعرض القاضي خفاجي النشأة الفكرية والتنظيمية لجماعة الإخوان، وظروف تأسيسها في مصر عام 1928 على يد حسن البنا. ويُبرز كيف بُنيت الجماعة على "فكر سياسي ديني مغلق"، وأسست جهازًا سرّيًا ونظامًا خاصًا.

وتُظهر الدراسة أنّ العنف كان أداة رئيسية للتغيير السياسي منذ المراحل الأولى (1928ـ1954)، فقد ارتكبت الجماعة "اغتيالات سياسية" بارزة، مثل اغتيال القاضي أحمد الخزندار عام 1948 ورئيس الوزراء محمود النقراشي نهاية كانون الأول (ديسمبر) 1948. كما شملت جرائمها تفجير حانات ومواقع ليبرالية، ومحاولة اغتيال جمال عبد الناصر عام 1954.

ويُحلل خفاجي كيف استُخدم "الجهاد كغطاء إيديولوجي للعنف"، وكيف سُخّر "فقه الضرورة وسلاح الفتوى في تبرير الدم".

وتتناول الدراسة التوسع الاجتماعي والسياسي للجماعة بين عامي 1970 و2010، حيث تحوّلت جماعة الإخوان إلى حركة اجتماعية وسياسية تعتمد على شبكة واسعة من المؤسسات (مدارس، جمعيات، خدمات اجتماعية). 

الدراسة تُحلل بشكل معمق الأساليب التي استخدمتها الجماعة "لتطويع الدين لأغراض سياسية"، وتستعرض جرائمها المرتكبة محليًا وعالميًا "المشروع الإسلامي".  

ورغم حديث الإخوان عن المشاركة السياسية، ظلّ الحديث عن "عنف محتمل" قائمًا، مع استمرار وجود أجهزة سرّية بارزة ضمن هيكلهم التنظيمي. ويُبرز خفاجي استراتيجية "التمكين والسيطرة على المجتمع" من خلال الاختراق التدريجي لمؤسسات الدولة، حتى في ظل التحالف مع أنظمة الحكم، مثلما حدث في عهد الرئيس السادات.

أمّا فترة (2011-2013)، فقد كانت نقطة تحول حاسمة، حين وصل الإخوان إلى السلطة بعد ثورة 25 كانون الثاني (يناير) 2011 عبر حزب الحرية والعدالة وترشيح مرسي للرئاسة، وتكشف الدراسة أنّ "إدارة الدولة بعقلية الجماعة" وخطاب الطاعة، وإقصاء الخصوم، أدت إلى "انفجار مجتمعي". والدراسة تُحلل كيف "دمّر فكر الجماعة قيم الدولة الوطنية".

بعد عزل مرسي عام 2013 تُظهر الدراسة موجة عنف ممنهجة ومنظمة، تمثلت في تحول اعتصام رابعة إلى "ساحة تسليح وتحريض". وشملت العمليات الإرهابية استهداف الكنائس والشرطة والجيش، وتأسيس كيانات مسلحة مثل "حسم" و"لواء الثورة". 

وتُحلل الدراسة كيف تم "تديين العنف وتكفير الدولة والمجتمع"، وكيف وظف الإخوان الدين في مشروعهم السياسي، مستخدمين مفهوم الحاكمية عند سيد قطب، و"الفتوى كسلاح سياسي"، حتى أصبحت "دار الإخوان بدل دار الإفتاء".

وتُبرز المسار الدولي للجماعة وارتباطاتها المتطرفة، مؤكدة أنّ عددًا من رموز الإرهاب العالميين، مثل أيمن الظواهري وأسامة بن لادن، كانوا أعضاء بالجماعة أو متأثرين بإيديولوجيتها قبل تأسيس تنظيمات مثل "الجهاد الإسلامي" والقاعدة. 

وتُظهر الدراسة في خاتمتها كيف "تلاعبت جماعة الإخوان بالدين لخدمة مشروعها السياسي، وكيف أنّ اختلاط العقيدة بالسياسة أنتج عنفًا واضطرابًا اجتماعيًّا واسعًا"، مشددة على أنّ  تفكيك فكر الجماعة يكشف عن "بنية إيديولوجية مغلقة تستخدم الدين غطاءً لتحقيق مكاسب سلطوية لا علاقة لها بالمبادئ الإسلامية الأصيلة".




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية