
أكد الدكتور هشام النجار، الباحث في الشؤون الإسلامية، أن جماعة الإخوان الإرهابية استغلت الدين بشكل منهجي لخداع المصريين، والترويج لشعارات ظاهرها الرحمة وباطنها تحقيق أهداف تنظيمية ضيقة، مشددًا على أن الجماعة لم تكن يومًا دعوية خالصة بل تنظيمًا سياسيًا يستخدم الدين مطية للوصول إلى السلطة.
وأوضح النجار في تصريح لصحيفة "الوطن" المصرية، أن شعار "الإسلام هو الحل" كان أداة لتغليف مشروع سياسي بغطاء ديني خدع قطاعات واسعة من البسطاء، لكنه لم يصمد أمام اختبار الواقع، حيث فشلت الجماعة في تقديم نموذج ناجح حين وصلت للحكم، وكشفت التجربة عن تخبطها السياسي وعجزها في إدارة الدولة، مما أدى إلى تصدع في مؤسساتها وتعطيل مصالح المواطنين.
وأشار إلى أن الجماعة اعتمدت على خطاب مزدوج، فقدّمت نفسها كضحية في العلن بينما كانت تمارس الاستبداد والإقصاء خلف الكواليس. استخدمت المساجد في التحريض، وسيّست المؤسسات التعليمية والدينية، وكرّست ثقافة التكفير والتخوين، في نهج يتنافى مع مقاصد الشريعة الإسلامية وروح الدولة المدنية.
واعتبر أن أخطر ما قامت به الجماعة هو استغلال العاطفة الدينية في تجنيد الشباب، وتصوير نفسها كحاملة لواء الإصلاح، بينما كانت في الواقع تمارس العنف وتتحالف مع قوى خارجية للإضرار بمصالح الوطن. بل إن بعض قياداتها لم يترددوا في المطالبة بتدخلات أجنبية، ما يشكل خيانة للمبادئ الوطنية والدينية على حد سواء.
وشدّد النجار على ضرورة بناء وعي ديني ومجتمعي يواجه الخطابات الشعبوية التي تتخفى خلف ستار الدين، مؤكدًا أن الإسلام لا يعرف التنظيمات السرية ولا الأدلجة الحزبية، وأن الواجب اليوم هو دعم الخطاب الوسطي الذي يعلي من العقل ويكرّس لقيم التسامح والمواطنة.
وفي ختام تصريحاته، أكد النجار أن الشعب المصري بات أكثر وعيًا وصلابة بعد تجربة الإخوان، وأن مصر لن تسمح بعد اليوم لمن يتاجر بالدين من أجل مكاسب سياسية، قائلاً: "الدين لله، والوطن للجميع".