هل أكدت فرنسا صحة تحذيرات الإمارات المبكرة من خطر الإخوان؟

هل أكدت فرنسا صحة تحذيرات الإمارات المبكرة من خطر الإخوان؟

هل أكدت فرنسا صحة تحذيرات الإمارات المبكرة من خطر الإخوان؟


09/06/2025

في تطوّر يعيد تسليط الضوء على التهديد العالمي المتزايد الذي تمثله جماعة الإخوان المسلمين، جاء التقرير الفرنسي الصادر في 22 أيار (مايو) 2025، ليثبت صحة ما كانت دولة الإمارات قد حذّرت منه مبكراً، بشأن تسلل الجماعة إلى مؤسسات الدولة الأوروبية واستغلالها لمبدأ التعددية الثقافية لزرع أفكارها المتطرفة وتهديد الوحدة الوطنية.

وقد تفاعل الرأي العام الدولي بشكل واسع مع تعليق مقتضب لسمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية الإماراتي، الذي نشر على منصة (إكس) عبارة: "لقد قلتُ لكم ذلك"، في إشارة إلى التحذيرات السابقة التي أطلقها منذ أعوام تجاه خطر التراخي الأوروبي مع الإخوان.

الشيخ عبد الله بن زايد أكد عام 2017 في منتدى "تويبس" أنّ غياب الحزم السياسي في الغرب تجاه الجماعات المتطرفة سيفتح الباب أمام بروز إرهاب محلي المنشأ في أوروبا.

المنشور حصد ملايين المشاهدات، بينما حقق فيديو لتصريحات سابقة له أكثر من (150) مليون مشاهدة بعد أن أعاد إيلون ماسك نشره، مؤكدًا دعم موقف الإمارات، وفقًا لصحيفة (الاتحاد) الإماراتية.

اللافت أنّ الفيديو يعود إلى كلمة ألقاها الشيخ عبد الله عام 2017 في منتدى "تويبس"، أكد فيها أنّ غياب الحزم السياسي في الغرب تجاه الجماعات المتطرفة سيفتح الباب أمام بروز إرهاب محلي المنشأ في أوروبا. وأصرّ حينها على الحديث باللغة الإنجليزية، تأكيدًا على وضوح رسالته المباشرة إلى صناع القرار الغربيين.

وفي انسجام تام مع هذه الرؤية، صدر التقرير الفرنسي الأخير بعد تحقيق ميداني في (10) مناطق فرنسية وعدة دول أوروبية، ليتحدث بوضوح عن استراتيجية "التمكين الناعم"، التي تتبعها جماعة الإخوان، والتي تستهدف المؤسسات التعليمية والمجالس المحلية، بهدف إعادة تشكيل المجتمعات الأوروبية على أسس إيديولوجية دخيلة، وهو ما سبق أن حذّرت منه الإمارات مرارًا.

في المقابل، تواصل دولة الإمارات نهجها الاستباقي في مواجهة التطرف، فقد أدرجت في كانون الثاني (يناير) 2025 عددًا من الأفراد والمنظمات المرتبطة بالإخوان في المملكة المتحدة ضمن قوائم الإرهاب، وفرضت عليهم قيودًا مالية صارمة، في خطوة عززت الأمن الإقليمي والدولي.

مكافحة الإرهاب تبدأ بفهم دقيق لطبيعته، ورفضٍ حازم لأيّ محاولة لاختراق المجتمعات من بوابة التسامح المغشوش.

وتلتها خطوات حاسمة أخرى في دول عربية، حيث قام الأردن في نيسان (أبريل) 2025  بحظر الجماعة وكشف مخططاتها لشن هجمات باستخدام طائرات مسيّرة وصواريخ، ممّا أكد الطبيعة الإرهابية العنيفة التي تنطوي عليها هذه الحركة.

كما انعكست جهود الإمارات على المواقف الدولية، وتحديدًا في الولايات المتحدة، إذ بدا واضحًا في زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة إلى المنطقة أنّ الأمن والاستقرار الإماراتي مثّل نموذجًا مُلهِمًا. وتزامن ذلك مع تجدد الدعوات داخل الكونغرس الأمريكي، بقيادة تيد كروز وآخرين، لتصنيف جماعة الإخوان منظمة إرهابية.

وبحسب الصحيفة، فإنّ ما كان تحذيرًا مبكرًا من الإمارات، بات اليوم حقيقة يقرّ بها العالم. فبينما تواصل بعض الدول الغربية تدارك أخطائها في التعامل مع التطرف، تبقى الإمارات في طليعة الدول التي جمعت بين الرؤية الأمنية الواضحة والإجراءات الفعالة، مؤكدة أنّ مكافحة الإرهاب تبدأ بفهم دقيق لطبيعته، ورفضٍ حازم لأيّ محاولة لاختراق المجتمعات من بوابة التسامح المغشوش.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية