لماذا لا يشعر الإخوان بأهمية حياة أهل غزة؟

لماذا لا يشعر الإخوان بأهمية حياة أهل غزة؟

لماذا لا يشعر الإخوان بأهمية حياة أهل غزة؟


31/05/2025

ليست مجرد زلة لسان، ولا وجهة نظر فردية، إنها ثقافة جماعية،،، لو لم تكن كذلك لما تتالت مرة تلو المرة على ألسنة كل متحدثيهم.

أحدهم اعتبر دماءنا مجرد خسائر تكتيكية، وٱخر تنصل من مسؤوليته عن حمايتنا، على اعتبارنا مسئولية الأونروا، وثالث يتحدث عن إعادة إنتاجنا، وكثيرون يرون كل قتلانا جزءاً من السياق الطبيعي للتضحيات التي تقدمها الشعوب المحتلة.

هذه ليست إذن مجرد زلات لسان لٱحاد الناس، إنها بالفعل ثقافة جماعية، لكن كيف وصل الأمر إلى هذا الحد؟ بمعنى كيف حدث أن تستخف جماعة من المفترض أنها جزء من شعب بشعبها إلى هذا الحد؟

إن الإنسان الطبيعي ترق مشاعره لمقتل أدنى الحيوانات، فمن أين جاءت هذه القسوة؟ وكيف حدث ألا تستثير كل هذه الدماء المسكينة مشاعر هؤلاء الناس، ألسنا أهلهم كما هو مفترض؟ فكيف يرى الإنسان مقتل أهله بكل هذه البشاعة، دون أن يرى في هذه المقتلة ما يستحق أن يراجع خطواته؟

حتى نفهم هذه المسألة علينا العودة إلى المقولات المؤسسة لجماعة الإخوان المسلمين، وتحديداً تلك التي وضعها المنظًر الأهم سيد قطب، وخاصة منها فكرة" العزلة الشعورية" كان سيد قطب ينظر إلى المجتمع، كل المجتمع على أنه مجتمع جاهلي، حتى وإن صلى وصام، لأنه لا يعيش- حسب قوله- تحت حكم الإسلام، وعليه فإن على الجماعة المسلمة التي كان يسعى لتأسيسها فكرياً ألا تشعر بانتمائها لهذا المجتمع، بل عليها أن تنفصل عنه شعورياً، عليها ألا تشعر بالانتماء إليه، فهو مجتمع جاهلي، وهي الجماعة المسلمة.

لا يمانع سيد قطب من معاملة الناس داخل المجتمع الجاهلي، بيعاً، وشراءً، ومما ليس منه بد، لكن الجماعة المسلمة يجب أن تشعر بعزلتها عن هذا المجتمع،،، لاحظوا هنا أن عدم ممانعته لإجراء بعض المعاملات مع المجتمع الجاهلي تبدو هنا وكأنها تنازل منه فرضته الضرورة، لكن هذا التعامل الاضطراري يجب ألا يُنسي الجماعة المسلمة تميزها، وانفصالها، بوصفها الجماعة التي تسعى لتحقيق حكم الله، وبوصف المجتمع جاهلي، أو بمعنى أدق كافر، رغم تجنّب سيد قطب لاستخدام مصطلح مجتمع كافر، لكن كل حديثه لا يذهب إلا في هذا الاتجاه.

فرع القطبيين هو الذي بات يسيطر على جماعة الإخوان المسلمين الأم، وكل الأفرع في كل دول تواجد الإخوان تتبع لذات نظام تفكير الجماعة الأم.نحن إذن في نظرهم مجرد مجتمع جاهلي، لسنا جزءً من أمة الإخوان، ومن الطبيعي ألا تُحسب دماؤنا وخسائرنا بذات القيمة التي تُحتسب فيها دماء المسلمين من داخل الجماعة، أو الأمة المحصورة في جماعة الإخوان.

ليس هناك من تفسير لكل هذا الاستهتار بدماء الشعب الفلسطيني سوى هذه النظرة المتعالية لنا، نحن جاهليون، ما المانع أن نموت، فرادى أو جماعات، إن كانت هناك غايات كبرى تسعى الجماعة لتحقيقها؟!


عن صفحة الكاتب الشخصية في فيسبوك



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية